بحلول 2016 سيصبح 85 بالمئة من أجهزة التليفزيون الجديدة متصلة بشبكة الانترنت

خدمات الانترنت تترك بصمتها على عالم التليفزيون

(د ب أ)- رغم سقوط صروح التكنولوجيا التي سادت على مدار القرن الماضي الواحد تلو الآخر أمام قطار الانترنت ، إلا أن الشبكة العنكبوتية ظلت لفترة طويلة لا تستطيع زعزعة عرش أخير ، ألا وهو العرش الذي يعتليه جهاز التليفزيون.

ولكن الآن وبشكل تدريجي ، بدأت الانترنت تشهد تطورا يمهد الطريق أمام إحداث تغيير في صناعة التليفزيون ، وبالرغم من ذلك ، ما زال من المستبعد أن يفقد التليفزيون دوره الرئيسي بالكامل في عالم الترفيه المنزلي.

وربما نحتاج أن نستعيد أحداث الدورة الأولمبية الأخيرة التي أقيمت في العاصمة البريطانية لندن عندما تم الاستعاضة بالبث عبر الانترنت عن البث الكلاسيكي للفعاليات الرياضية عبر الأقمار الصناعية ، حيث من المرجح أن يصبح هذا الأسلوب هو الوسيلة المعتادة في المستقبل.

وتتنبأ مؤسسة جارتنر للأبحاث التسويقية أنه بحلول عام 2016 ، سوف يصبح 85 بالمئة من أجهزة التليفزيون الجديدة متصلة بشبكة الانترنت مع ارتفاع حجم انتاج التليفزيونات الذكية من 108 مليون إلى 198 مليون جهاز.

ويقول بول أودونافان المحلل بمؤسسة جارتنر "لقد أصبح التليفزيون مكونا رئيسيا يجمع عدة شاشات داخل المنزل" ، وهو ما يعني أن شاشة التليفزيون سوف تبدأ في تقديم نوعيات متعددة من البرامج تفوق برامج البث التليفزيوني التقليدي.

وتتنافس العديد من الجهات لكي تحظى بجزء من كعكة تقنية التليفزيون الجديدة.

وتعمل شركة جوجل لخدمات الانترنت في الوقت الحالي على توسيع موقعها الإليكتروني يوتيوب لعرض مقاطع الفيديو عبر الانترنت ، وبدأت عام 2012 تقدم أكثر من مئة قناة لتوجد بذلك بديلا عن التليفزيون التقليدي.

ويقول روبرت كينسل الذي يدير قطاع المشروعات التليفزيونية الخاص بشركة جوجل في ألمانيا "هدفي هو أن تنظر القنوات التليفزيونية إلى جوجل باعتبارها شريك".

وينحسر التنافس بين البث التليفزيوني التقليدي والبث عبر شبكة الانترنت في مجالين رئيسيين وهما أموال الدعاية وزمن المشاهدة ، ويلاحظ أن الفارق بين الغريمين يتراجع العام تلو الآخر.

وأصبحت كل من شركات البث التليفزيوني عبر الانترنت والقنوات المشفرة تتيح للمشاهد إمكانية اختيار البرامج التي يريد متابعتها ، في إطار احتدام المنافسة بينهما.

وبدأت قنوات التليفزيون الغربية تشعر بحدة المنافسة ، لاسيما بعد أن بدأ المشاهدون يتخيرون المواد التليفزيونية التي يرغبون في مشاهدتها ويحذفون الفقرات الإعلانية في كثير من الأحيان.

وربما تستطيع شركة أبل العملاقة للتكنولوجيا أن تجعل 2013 عاما لا ينسى بالنسبة لصناعة التليفزيون عندما تطرح تليفزيون أبل الجديد.

وتقول تقارير إعلامية إن المشكلة الرئيسية التي تواجه تليفزيون أبل هي قدرة الشركة العملاقة على توفير برامج جذابة تروق للمشاهد، وبخاصة في ضوء الرقابة اللصيقة التي تفرضها شركات الاعلام الأمريكية على أبل خشية تأثر معدلات مشاهدتها.

ويرى خبراء صناعة التليفزيون أن مشروع تليفزيون أبل لن ينطلق قبل أن تستطيع الشركة أن توفر برامج مبتكرة تتماشي مع التقنية الفائقة التي يوفرها هذا الجهاز.