لا يُمكن الشفاء منه ولكن يُمكن التعايش معه
الفيبروميالغيا .. آلام مزمنة بلا أسباب
(د ب أ) - يشعر المرضى المصابون بمتلازمة الألم العضلي الليفي المعروفة باسم (الفيبروميالغيا)، بآلام مزمنة بمواضع عديدة بالجسم. وعادةً ما يتم تشخيص الإصابة بهذا المرض في مرحلة متأخرة بعد أن يعجز الأطباء عن معرفة السبب العضوي وراء هذه الآلام. وصحيحٌ أنه لا يُمكن الشفاء من هذا المرض، إلا أنه يُمكن التعايش معه والتخفيف من الآلام من خلال ممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء.
وعن أعراض الإصابة بالفيبروميالغيا، أوضح فينفريد هويزر من الجمعية الألمانية متعددة التخصصات لعلاج الآلام بمدينة بون، :"أن أعراض الإصابة بهذه المتلازمة تبدأ لدى بعض المصابين منذ الطفولة، لكنها غالباً ما تُصيب جزء واحد من الجسم في البداية. بينما ينتشر بعد ذلك الشعور بالألم تدريجياً إلى باقي أجزاء الجسم".
مسار بطيء
وتلتقط مارغت زيتان، رئيس الجمعية الألمانية لعلاج متلازمة الفيبروميالغيا بمدينة زيكاخ، طرف الحديث، موضحةً أن هذا المسار البطيء للمرض غالباً ما يكون السبب وراء التشخيص المتأخر له.
وأوضحت الطبيبة الألمانية كيفية حدوث ذلك، بقولها :"تبدأ الإصابة بأعراض هذه المتلازمة لدى كثير من الأشخاص في صورة الشعور بآلام في عظمة العجز، لكن بمجرد أن يذهبوا إلى الطبيب ويتلقوا حقنة مسكنة، تزول آلامهم في البداية. ومع مرور الوقت تقل الفواصل الزمنية بين نوبات الألم، ولا تُساعد الحقنة في تسكينه، ثم ينتشر الألم بمواضع أكثر بالجسم".
وكي يتم تشخيص الإصابة بمتلازمة الألم العضلي الليفي على نحو سليم وبشكل سريع، أكد الطبيب الألماني هويزر على ضرورة أن يشرح المرضى للطبيب كل ما يعانون منه باستفاضة، موضحاً :"من المهم عند تشخيص الإصابة بهذه المتلازمة أن يصف المريض لطبيبه كل المتاعب، التي يُعاني منها إلى جانب شعوره بالألم، كمعاناته مثلاً من اضطرابات النوم أو إجهاد أو متاعب نفسية مثل القلق والكآبة".
ويلتقط برنهارد أرنولد من الجمعية الألمانية لعلاج الآلام بالعاصمة برلين طرف الحديث ويؤكد على ضرورة أن يُطلع المرضى طبيبهم المعالج أيضاً على ما إذا كانوا يتناولون أدوية بصورة منتظمة أم لا؛ حيث يُمكن أن تتسبب نوعيات معيّنة من الأدوية، كأدوية خفض نسبة الكوليسترول بالدم المنتشرة على نطاق واسع، في الإصابة بهذه الآلام الغامضة.
وللتحقق مما إذا كانت هذه الآلام ترجع لأسباب عضوية أو إلى تناول نوعيات معيّنة من الأدوية، ينصح الطبيب الألماني أرنولد بإجراء تحليل عينة دم، مع العلم بأنه لا يُمكن التحقق من الإصابة بمتلازمة الفيبروميالغيا ذاتها عن طريق مثل هذه التحاليل.
علاج نفسي وجسدي
وللتخفيف من الآلام لدى مرضى متلازمة الفيبروميالغيا في شكلها البسيط، أوصى الطبيب الألماني أرنولد بالمواظبة على ممارسة الأنشطة الحركية، قائلاً :"يُمكن للمرضى ممارسة أي نوع من الحركة سواء الرقص أو التدريب على أحد أجهزة اللياقة البدنية أو المشي. ولكن المهم هو أن يشعروا بالمتعة والسعادة عند القيام بذلك".
وكي يستفيد هؤلاء المرضى من ممارسة الأنشطة الحركية، شددّ أرنولد على ضرورة المواظبة عليها، بحيث يتم ممارستها بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل.
بينما ينصح الأطباء بممارسة تمارين قوة التحمل والتدريبات الوظيفية وكذلك تمارين تقوية العضلات ونوعيات الرياضات الأخرى كالتاي تشي أو اليوغا مع الأشخاص المصابين بمتلازمة الألم العضلي الليفي في أشكالها الحادة.
ويُوصى أيضاً بالنسبة لهؤلاء المرضى بالجمع بين تقنيات العلاج بالاسترخاء وتمارين قوة التحمل مع العلاج السلوكي؛ لأنه عادةً ما ترتبط المشاكل النفسية والجسدية مع بعضها البعض، علماً بأنه لا يُفضل تناول الأدوية لعلاج هذه الآلام، ويجب ألا يتم تناولها سوى لفترة محددة فحسب.
من كارينا فراي
