أيهما أفضل للسينما المنزلية .. التلفاز الذكي أم البروجيكتور؟

 


(د ب أ) - تزخر أسواق الإلكترونيات منذ فترة طويلة بأجهزة التلفاز الذكية ذات الشاشات الكبيرة، التي توفر للمستخدم العديد من الوظائف المتطورة، مثل الاتصال بالإنترنت وتشغيل التطبيقات المختلفة. ولكن هل يمكن لأجهزة التلفاز ذات الشاشات الكبيرة أن تكون هي الاختيار المناسب لعشاق مشاهدة الأفلام السينمائية أم أن أجهزة البروجيكتور لا تزال محتفظة بأهميتها في إتاحة أجواء سينمائية رائعة في غرف المعيشة؟


وأشار رولاند شتيله، من رابطة شركات الإلكترونيات الألمانية، إلى انخفاض مبيعات أجهزة البروجيكتور مقارنة بأجهزة التلفاز الذكية ذات الشاشات الكبرة، إلا أن الخبير الألماني أكد على ثبات المبيعات بشكل عام خلال السنوات الست الماضية، وهو ما يعكس بدوره ثبات الاهتمام بأجهزة البروجيكتور.


حجم الصورة


وفيما يتعلق بالمزايا الرئيسية، التي تتمتع بها أجهزة البروجيكتور، أوضح أندرياس نولده، من مجلة "شيب" الألمانية قائلا: "تتمثل الميزة الرئيسية لأجهزة البروجيكتور في حجم الصورة". وعلى الرغم من توافر أجهزة تلفاز بشاشات كبيرة، قد تصل إلى 90 بوصة حاليا، غير أن تكلفة هذه الموديلات تكون باهظة للغاية.


وأكد بيرت كوسلر، من مدونة «Heimkino-Praxis.com» المعنية بتقنيات السينما المنزلية، أن أجهزة التلفاز المزود بشاشة أكبر من 65 بوصة تتوفر بتكلفة أعلى بكثير من أجهزة البروجيكتور، التي تعرض الصورة بنفس الحجم. ولذلك فإن المستخدم، الذي يرغب في الاستمتاع بمشاهدة الصور بأحجام كبيرة، فلا مفر له من شراء جهاز بروجيكتور.

البروجيكتور أكثر تعقيدا


ومع ذلك هناك بعض القيود، التي تحد من استعمال أجهزة البروجيكتور؛ حيث أوضح الخبير الألماني بيرت كوسلر ذلك بقوله: "تتصف عملية إعداد وتركيب البروجيكتور بأنها أكثر تعقيدا، كما يُشترط توفر شاشة عرض خاصة للاستمتاع بمشاهدة صورة جيدة، مع ضرورة إعتام الغرفة قدر الإمكان، علاوة على وجود تمديد الكابلات في غرفة المعيشة. في حين أن التلفاز الذكي لا يتطلب من المرء سوى تركيبه في مكان مناسب وتشغيله.

وأشار نولده إلى أن جهاز البروجيكتور لا يكفي وحده للاستمتاع بالأجواء السينمائية في غرف المعيشة، بل يتعين على المستخدم شراء بعض التجهيزات الإضافية مثل شاشة العرض ونظام صوتي.

وأضاف شتيله أن أجهزة البروجيكتور المخصصة لغرف المعيشة تتوافر حاليا بتكلفة باهظة للغاية قد تصل في بعض الأحيان إلى 10 آلاف يورو، وخاصة عند اقتناء الموديلات، التي تعمل بتقنية فائقة الوضوح، في حين أن أسواق الإلكترونيات قد شهدت مؤخرا انتشار أجهزة التلفاز فائقة الوضوح UHD؛ حيث تقل تكلفة الموديلات ذات شاشة 65 بوصة عن 2000 يورو، مقارنة بأجهزة البروجيكتور UHD ذات التكلفة الباهظة.


خدمات تدفق البيانات

وإذا كان المستخدم يخطط لاستعمال خدمات تدفق البيانات من شبكة الويب، فإنه ليس مضطرا لشراء أجهزة التلفاز الذكية؛ حيث أوضح كوسلر أن أجهزة البروجيكتور ما هي إلا أجهزة عرض للصور مثل أجهزة التلفاز بالضبط. ولذلك عندما يرغب المستخدم في استعمال خدمات تدفق البيانات الجديدة، فيتعين عليه اللجوء إلى إحدى الشركات الكبيرة واستعمال الهاردوير الخاص بها، لتحقيق الاستفادة الكاملة.

وليس من المهم عند الشراء أن يقوم المستخدم بتوصيل جهاز الشركة المعنية في البروجيكتور أو التلفاز؛ حيث يمكن استقبال البث التليفزيوني العادي في كثير من الأحيان عن طريق أجهزة الريسيفر، التي تعمل بالأقمار الصناعية أو الكابلات.

بروجيكتور إلى تلفاز ذكي


ولا يرى الخبير الألماني نولده أية قيود حاليا لاستعمال أجهزة البروجيكتور؛ حيث يمكن تحويل أي جهاز بروجيكتور إلى تلفاز ذكي بواسطة العديد من الهاردوير المتوفرة في أسواق الإلكترونيات، مثل جهاز أمازون فاير تي في أو غوغل كروم كاست أو تلفاز أبل وغيرها، بما في ذلك استعمال خدمات الفيديو حسب الطلب مثل Netflix و Amazon و Maxdome، علاوة على إمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت واستعمال الكثير من التطبيقات الأخرى.

وأضاف كوسلر أن أجهزة تدفق البيانات من أمازون وغوغل وأبل تعتبر من الحلول الجيدة للاستفادة من أجهزة البروجيكتور في تشغيل مكتبات الميديا وخدمات الفيديو حسب الطلب. وتجدر الإشارة إلى أن التلفاز الذكي لا يعتبر أكثر من مجرد منصة لتشغيل مختلف التطبيقات عليها. وبفضل منفذ HDMI المعياري فإنه يمكن للمستخدم توصيل الأجهزة الذكية بأي جهاز عرض، بما في ذلك أجهزة البروجيكتور بالطبع.

وهناك العديد من المنصات البديلة لتدفق البيانات مثل HiMedia Q10 و Nvidia Shield، كما تتوفر إمكانيات إضافية لعشاق الألعاب؛ نظراً لأن أجهزة الألعاب بلاي ستيشن وإكس بوكس تدعم شركات تدفق البيانات المختلفة. ولكن الخبير الألماني كوسلر أكد في النهاية أن المستخدم، الذي يتحمل تكاليف أجهزة البروجيكتور، ينعم في النهاية بأجواء سينمائية رائعة في غرفة المعيشة.

 

اقرأ أيضاً