كي يتمكن من أداء وظيفته في حماية جسم السيارة

حماية وبريق .. طرق العناية بطلاء السيارة خلال الشتاء

(د ب أ) - بالرغم من أن سُمك طلاء السيارة لا يتعدى عُشر الملليمتر تقريباً، إلا أنه يشتمل على العديد من العناصر الدفاعية التي تحمي جسم السيارة. ويحتاج الطلاء إلى عناية خاصة خلال فصل الشتاء، كي يتمكن من أداء وظيفته المتمثلة في حماية جسم السيارة، وكي يظل محتفظاً بلمعانه وبريقه أيضاً.

وأوضح رالف روبرت، من شركة الكيماويات BASF Coatings الألمانية الشهيرة، أن طلاءات السيارات الحديثة يتم تصميمها بحيث تتحمل التأثيرات المناخية خلال فصل الشتاء مثل البرودة الشديدة والاتساخات. ويقول الخبير الألماني :"لا توجد حماية بنسبة 100% ضد الإجهادات الميكانيكية مثل خبطات الأحجار؛ فإذا ارتطم حجر صغير بالطلاء، فقد تنشأ شروخ صغيرة تمتد إلى المعدن، ما يؤدي إلى ظهور مواضع الصدأ".

وتوفر مادة تلميع السيارة والمعالجة اللاحقة بالشمع حماية جيدة خلال فصل الشتاء، وتقول ساشا بفيفر من شركة Standox بمدينة فوبرتال الألمانية، :"تعمل مادة التلميع على تجديد طلاء السيارة، من خلال إزالة الخدوش الصغيرة بسطح الطلاء". أما معالجة الطلاء بالشمع فتساعد على طرد جزيئات الاتساخات والماء، لكن هذه الطبقة الواقية تزول مع مرور الوقت.

وأوضح الخبير الألماني رالف روبرت أنه في حالة عدم تقاطر الماء على سطح السيارة، فإنه يلزم إعادة معالجة الطلاء بالشمع. ويدوم تأثير شمع السيارة العادي لمدة أربعة أسابيع، في حين أن تأثير الأنواع الفاخرة من الشمع قد يدوم لمدة ثمانية أسابيع.

وهناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها عند العناية بالسيارات ذات الطلاء المطفأ. وتجدر الإشارة إلى أن غسل السيارة بماء وفير يتيح أفضل حماية ممكنة ضد الصدأ حتى مع السيارات المزودة بطلاءات مطفأة، لكن لا تنطبق هنا النصائح الخاصة بمادة التلميع ومعالجة الطلاء بالشمع.

وأوضح فولكمار شتنزل، من معهد فراونهوفر لتكنولوجيا التصنيع وبحوث المواد التطبيقية بمدينة بريمن، قائلاً :"من حيث المبدأ فإن الطلاءات المطفأة تعتبر أسطح خشنة، وإذا تم صقلها وتلميعها ومعالجتها بالشمع، فإنها تزهو بالبريق واللمعان".

طبيعة وعرة

ويبدو الطلاء المطفأ تحت المجهر مثل الطبيعة الوعرة بعض الشيء، بدلاً من أن ينعكس الضوء في نفس الزاوية، فإنه ينكسر وبالتالي ينشأ التأثير المطفأ لطلاء السيارة. ومن خلال استعمال مادة التلميع ومعالجة الطلاء بالشمع، فإنه يتم تسوية الطبيعة المنحدرة للطلاء وبالتالي يشع بالبريق واللمعان.

وتدور حالياً نقاشات كثيرة بين الخبراء حول أفضل طرق العناية بالطلاءات المطفأة، وتقول ساشا بفيفر :"لا يجوز تنظيف السيارات ذات الطلاءات المطفأة في محطات الغسل الآلي، إلا إذا كانت تعمل بقطع القماش وليس فرشات النايلون". ويرجع سبب ذلك إلى أن التأثيرات الميكانيكية القوية، حتى الغسل اليدوي، يمكن أن تؤدي إلى ظهور تغييرات دائمة لا يمكن إصلاحها في مظهر الطلاء.

ولا تنصح الخبيرة الألمانية بالغسل المتكرر للسيارة في محطات الغسل الآلي، وتعلل ذلك بقولها :"لا تستغرق عملية تنظيف السيارة في محطات الغسل الآلي أكثر من ثمانية دقائق، في حين أنها قد تستغرق في الغسل اليدوي ما يصل إلى ساعتين". كما أن فرشات الغسل والمواد الكيميائية المستخدمة تمثل تحدياً حقيقياً لطلاء السيارة.

وأشارت الخبيرة الألمانية ساشا فيفير إلى أنه يمكن إصلاح أي خطأ في الطلاءات اللامعة، في حين أن هذا الأمر غير ممكن مع الطلاءات المطفأة؛ لأن الموضع الذي يتم إصلاحه سيبدو ظاهراً للعيان بعد ذلك بسبب الأسطح غير المستوية.

وعلى الجانب الآخر تتمتع الطلاءات المطفأة ببعض المزايا، ومنها ما يوضحه الخبير الألماني رالف روبرت بقوله :"لا تلتصق الاتساخات بالطلاءات المطفأة، كما أن الخدوش البسيطة نادراً ما تكون ظاهرة". وعادة ما توضح الشركة المنتجة للسيارة أو الطلاء ما إذا كان يُسمح بغسل السيارة المزودة بطلاء مطفأ في محطات الغسل الآلي أم لا.

درع واق

وفي أغلب الأحيان يتكون طلاء السيارة من أربع طبقات سواء كان مطفأ أو لامعاً. وتعمل تقنية الطلاء بالغمر على الحماية من الصدأ، وبعد ذلك تأتي طبقة الحشو، والتي يتم عن طريقها تسوية المناطق غير المستوية. وأوضح الخبير الألماني رالف روبرت :"تعتبر الطبقة الثالثة هى الطلاء الأساسي للسيارة وتمنحها اللون المرغوب". وتُعد طبقة الطلاء الصافي النهائية بمثابة درع واق ويتم معالجتها بالشمع. ويظهر في طبقة الطلاء الصافي أيضاً التأثير المطفأ للطلاء من خلال إضافة العديد من العناصر الأخرى منها الرمل الناعم جداً.

وتشتمل الطلاءات الصافية منذ ما يربو على عشر سنوات على ما يسمى تأثير Reflow، ويقول الباحث فولكمار شتنزل :"على الرغم من تمتع هذا النوع من الطلاءات بقوة ومتانة عالية، إلا أنه يمتاز بمرونة فائقة، حيث تلتئم الخدوش البسيطة بسطح الطلاء من تلقاء نفسها". وقد تمكن المطورون من تحقيق ذلك من خلال استعمال العديد من المواد الرابطة.

وبالإضافة إلى ذلك تزخر الأسواق كل يوم بأنواع جديدة من الراتنجات التي توفر حماية فعالة للأسطح اللامعة ضد اتساخات الشتاء وغيرها من المؤثرات الضارة. في حين لا تبدو في الأفق أية مواد عناية للطلاءات المطفأة.