أيهما أفضل للهاتف الذكي

التطبيقات أم مواقع الويب الجوالة؟

(د ب أ) - تتوافر أمام مقتني الهاتف الذكي إمكانيتان لتصفح شبكة الإنترنت، هما مواقع الويب الجوالة والتطبيقات المبرمجة خصيصاً لهذا الغرض. ويتبادر إلى ذهن الكثيرين السؤال التالي: ما هو الاختيار الأفضل؟.

وفي إجابته على هذا السؤال قال بنديكيت هانز فيله عضو جمعية الاقتصاد الرقمي بمدينة دوسلدورف الألمانية، :"إن كل من التطبيقات ومواقع الويب الجوالة تتمتع بمميزات وتنطوي على عيوب"، مشيراً إلى أن مواقع الويب الجوالة تمتاز بسرعة وسهولة الوصول إليها، موضحاً :"يمكن استدعاء هذه المواقع بدون تثبيت مسبق، فضلاً عن أنه يمكن الوصول إلى المعلومات عن طريق بحث الويب العادي".

أما التطبيقات فتكون منفصلة عن بقية شبكة الإنترنت. وبالإضافة إلى ذلك فإن المستخدم ليس مضطراً في حالة مواقع الويب الجوالة إلى التأكد من أن التطبيق يدعم نظام التشغيل الخاص به. ويلتقط لوكا كاراشيولو، رئيس تحرير مجلة الأعمال الإلكترونية «t3n» بمدينة هانوفر الألمانية، طرف الحديث ويقول :"تعمل التطبيقات في المتصفح بشكل مستقل عن نظام التشغيل".

وعادة ما تلبي مواقع الويب الجوالة متطلبات الشاشات الصغيرة بالأجهزة الجوالة، فضلاً عن أنها تكون متوافقة في خاصية التحكم عن طريق اللمس. وإذا قام المستخدم بتصفح أحد مواقع الويب باستخدام الهاتف الذكي، فيتم توجيهه بشكل أوتوماتيكي إلى النسخة المُخصصة للأجهزة الجوالة.

ويمكن للمستخدم إدخال عنوان موقع الويب مباشرة، وبالتالي سيختصر وقت التخزين المؤقت. وغالباً ما يتطابق عنوان موقع الويب الجوال مع عنوان النسخة المخصصة لأجهزة سطح المكتب، ويحل الحرف «m» أو «mobile» محل «www».

وعادةً ما تقدم مواقع الويب الجوالة نفس المحتوى المُخصص لنسخة سطح المكتب، مع ذلك يمكن أن تختفي عناصر التنقل الهامة أثناء تقليص النسخة المخصصة للأجهزة الجوالة. وأضاف كاراشيولو :"عند الرغبة في استخدام نسخة سطح المكتب لأحد مواقع الويب على الأجهزة الجوالة، يمكن للمستخدم الضغط على الزر المعني الذي يوجد غالباً في النطاق السفلي من موقع الويب".

أوجه القصور

ومع ذلك توجد عيوب وأوجه قصور لمواقع الويب الجوالة؛ لأنها توفر وظائف قليلة للغاية في أغلب الأحيان مقارنة بالتطبيقات، ويقول الخبير الألماني فيله :"لا تتمكن مواقع الويب بشكل عام من الوصول إلى الهاردوير والمكونات الصلبة بالهاتف". كما أن خاصية تحديد الموقع عن طريق النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) تعمل أيضاً في المتصفح. وهناك العديد من المزايا الأخرى المفيدة لا تعمل إلا مع التطبيقات، مثل وظيفة Push Notifications، التي تنبه المستخدم إلى أحدث الأخبار وآخر المستجدات.

وأوضح راغني زلوتوس، من مجلة الكمبيوتر «c't» بمدينة هانوفر الألمانية، :"تظهر فائدة مثل هذه الوظائف عندما يرغب المستخدم في ألا تفوته أخبار معينة أو رسائل تذكير المواعيد". وبالإضافة إلى ذلك تتمكن التطبيقات من الوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بالمستخدم، وإلى التقويم وكذلك الوصول إلى ملفات الموسيقى المخزنة.

توفير الوقت

وأضاف فيله :"تمتاز التطبيقات بفترة تحميل أقصر بوضوح في المرات التالية بعد أول تنزيل على الجهاز"؛ لأن التنسيقات وطريقة العرض تكون محددة ومحفوظة بالفعل، ولا يحتاج البرنامج إلا إعادة تحميل المحتويات الجديدة فقط. ولكن هذه العناصر الثابتة تجعل طريقة عرض التطبيقات غير مرنة.

وفي واقع الأمر تمتاز التطبيقات بمعدل أقل لتدفق ونقل البيانات مقارنة بمواقع الويب الجوالة، وهذا الأمر يُفيد بصفة خاصة أصحاب الهواتف الذكية الذين لا يتمتعون بسعر ثابت وشامل لتصفح مواقع الويب. ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، حيث يحذر الخبير الألماني فيله :"هناك بعض التطبيقات تقوم بتنزيل صور وبيانات مختلفة بشكل مسبق، ذلك لتحسين وتسريع وتيرة تصفح مواقع الويب". وغالباً ما تكون هذه البيانات أكثر مما يقوم المستخدم باستدعائه، وهو ما يؤدي إلى نقل الكثير من البيانات غير الضرورية.

ومع ذلك قد يحدث هذا أيضاً في حالة مواقع الويب الجوالة، وعلى الرغم من أنها عادةً ما تكون مضبوطة على نقل كمية ضئيلة من البيانات، إلا أنه تظهر بعض العيوب. وأوضح الخبير الألماني زلوتوس أن بعض برامج تصفح الإنترنت تتيح للمستخدمين تنظيم عملية تدفق البيانات بشكل اقتصادي. وأضاف الخبير الألماني :"متصفح أوبرا موبايل على سبيل المثال يتيح للمستخدم، بغض النظر عن إعدادات الخادم (السيرفر)، الوصول إلى مواقع الويب المعنية عن طريق ضغط البيانات".

وتوفر التطبيقات ميزة إضافية للمستخدم الذي يرغب في تصفح النصوص أو المحتويات الأخرى حتى بدون وجود اتصال بالإنترنت. وأوضح كاراشيولو هذه الميزة، قائلاً :"يجب أن يقوم مطورو التطبيقات المعنية بدمج هذه الوظائف بشكل صريح". وعلى الجانب الآخر لا تقدم مواقع الويب الجوالة أية إمكانيات لتصفح المحتويات بدون وجود اتصال بالإنترنت.