اسمها يرتبط بشخصيات تاريخية مهمة
شتوتغارت تقدم مزيجاً مذهلاً من العروض المسرحية والأعمال الفنية المتفردة
للوهلة الأولى قد تبدو ولاية بادن-فورتمبيرغ بأنها منطقة صناعية، ولكن بمجرد تجولك في عاصمتها شتوتغارت ستوقن أنها تضم مزيجاً مذهلاً يجمع بين التطور الاقتصادي والثقافي والفني معاً. ويحق لهذه الولاية أن تفخر بكونها أرض المخترعين والشعراء والفلاسفة، فاسم عاصمتها شتوتغارت مايزال يرتبط بالعديد من الشخصيات التاريخية التي كان لها تأثير عالمي كبير مثل الفيلسوف الشهير "هيغل" والأديب الكبير "فريدريش شيلر" وغيرهم الكثير.
تعتبر شتوتغارت اليوم بيت من بيوت الفن العالمي بما تزخر به من متاحف ومسارح وعروض موسيقية متنوعة، كفرقة الأوركسترا في دار الأوبرا في شتوتغارت التي تحظى بشهرة عالمية واسعة، وباليه شتوتغارت، التي تعد واحدة من أفضل المؤسسات في العالم، ومعرض شتوتغارت الوطني "شتاتسغالاري شتوتغارت" الذي يحتوي في مبانيه الثلاث على واحدة من أهم المجموعات الفنية في ألمانيا وأوروبا، حيث يضم مجموعة فريدة من الأعمال الفنية كالفن الألماني القديم والفن الإيطالي والهولندي والكلاسيكية الشفابية واللوحات العصرية الكلاسيكية والمعاصرة والنحت وغيرها.
وفي الجهة المقابلة لساحة القصر الجميلة "شلوس بلاتس"، يتواجد متحف الفن "كونست موزيوم شتوتغارت" بمبناه الزجاجي المثير، والذي يمتلك فنوناً معاصرة فضلاً عن مطعم "كوبه" الممتاز في الجزء العلوي منه، مع إطلالات على المدينة بأكملها. ويتميز متحف الفن "كونست موزيوم" بمبناه المشيّد على شكل مكعب زجاجي متباهياً بسحره ليلاً، إذ تنعكس أضوائه على ساحة "شلوس بلاتس" وشارع الملك "كونغيسشتراسه" الذي يمثل بدوره مكاناً رائعاً للتنزه والتسوق. وتشمل معروضات هذا المتحف معروضات من القرن الثامن عشر وحتى الوقت الحاضر، ومن الانطباعية الشفابية وحتى الفن المعاصر.
وفي الجهة المقابلة مباشرة لهذا المتحف، وتحديداً على الطرف الآخر من ساحة "شلوس بلاتس"، يقف القصر الجديد، الذي يجمع عناصراً من حقب زمنية مختلفة تتوزع بين الباروكية والروكوكو والكلاسيكية والامبراطورية، وذلك نظراً للفترة الطويلة التي استغرقها بناؤه. وبالقرب من هذا القصر يقع القصر القديم، حيث يستشعر المرء في محيطه أجواءاً تاريخية قل نظيرها.
أما فيما يتعلق بالمهرجانات والاحتفالات والفعاليات فهي كثيرة ومتنوعة وتتسم بأجوائها الرائعة التي لا تجتذب فقط أهل المدينة، بل السياح القادمين إليها أيضاً، مثل مهرجان الربيع الذي يجذب 1.2 مليون زائر سنوياً، ومهرجان الجعة، والعديد من الأسواق الخاصة بفترة أعياد الميلاد التي تتصف بأجوائها وزينتها المتفردة. وبالنسبة للحياة الليلية فهي تنبض في كل مكان في شتوتغارت، حيث يجد الزائر برنامجاً ترفيهياً كبيراً في مركز شتوتغارت الدولي (اس اي-سنتروم) مع مسرحيات غنائية شهيرة.