الوخز بالإبر .. لاستعادة تدفق طاقة الحياة

(د ب أ) - يعتبر الوخز بالإبر إحدى طرق العلاج التقليدية في الطب الصيني، وتستعمل لتخفيف الآلام وعلاج بعض الأمراض من خلال إدخال الإبر في مناطق معينة في الجسم. وتشير الفلسفة الصينية إلى أن الوخز بالإبر يؤثر على قوة حياة الإنسان وقنوات الطاقة، التي تدور في الجسد.

وقالت أورسولا هيلبيرت موليغ، نائب رئيس الرابطة الألمانية لاختصاصي الطب البديل، إن الوخز بالإبر يعتبر من التقاليد الطبية القديمة جداً؛ حيث يرجع أول كتاب حول الطب الصيني والوخز بالإبر إلى القرن الثاني قبل الميلاد، ومنذ ذلك الحين تم تطوير عمليات علاج الوخز بالإبر، حتى وصل استخدامه في أوروبا والبلدان الغربية خلال حقبة السبعينيات من القرن المنصرم.

وتتدفق طاقة الحياة، المعروفة باسم "تشي"، بحرية وبدون أية عوائق في مسارات الطاقة المتشعبة والواسعة في جميع أنحاء جسم الإنسان. ووفقاً لتصورات الطب الصيني فإن الشكاوى والأعراض المرضية تظهر في المواضع، التي يتم فيها إعاقة مسارات الطاقة. ولإزالة تكدس الطاقة في هذه المسارات فإن الأطباء أو المعالجين يعتمدون على إبر تستخدم لمرة واحدة في مواضع معينة من الجسم لمدة تتراوح من 20 إلى 30 دقيقة.

قوى الشفاء الذاتية

وأوضحت الطبيبة يوهانا شتور بالعاصمة الألمانية برلين قائلةً: "يتم تفعيل قوى الشفاء الذاتية في الجسم عن طريق الوخز بالإبر"، وينبغي أن ينعم المريض أثناء جلسة العلاج بأجواء هادئة تساعد على الراحة والاسترخاء؛ نظراً لأن الهدوء والراحة إلى جانب مدة الجلسة تعتبر من العوامل الهامة، كي يعمل الوخز بالإبر على ضمان تدفق طاقة الحياة بسلاسة.

وبهذه الطريقة يتمكن الإنسان من استعادة التوازن الطبيعي وفقاً لتصورات الطب الصيني. وأضافت الطبيبة الألمانية أن عدد الإبر، التي يتم وخزها في جسم المريض تختلف من حالة إلى حالة. وعادةً ما يتم استعمال 15 إبرة في المتوسط، وقد تستلزم بعض الحالات وخز إبرتين فقط، وتوجد حالات أخرى تستدعي استعمال 30 إبرة.

ويرتبط الوخز بالإبر بالمتطلبات الفردية لكل حالة على حدة، ويتعين على الطبيب أو المعالج التحدث مع المريض للتعرف على حالته البدنية والروحية والشعورية الحالية. وأكدت الطبيبة الألمانية أنه ينبغي على المعالج أن يعطي لنفسه وقتاً كافياً لوضع صورة دقيقة لحالة المريض.

وفي كثير من الحالات لا يكفي الاعتماد على الوخز بالإبر كعلاج وحيد. وقد يكون من المفيد في حالات الصداع النصفي أو طنين الأذن اللجوء إلى علاج الوخز بالإبر إلى جانب العلاج الطبي التقليدي. ومع ذلك يجب مراعاة أن تأثير الوخز بالإبر لا يظهر على الفور مع بعض الحالات؛ حيث قد يستلزم الأمر إجراء عدة جلسات حتى يشعر المريض بتحسن حالته.

وأضافت الطبيبة الألمانية أنه لا يجوز بأي حالة من الأحوال اللجوء إلى العلاج بالوخز بالإبر في حالات التشخيص غير الواضحة، علاوة على أنه يوصى بعدم استعماله في حالات الإصابة باضطرابات التخثر القوية والاضطرابات النفسية الشديدة.

وأثناء عملية العلاج يجلس المريض في غرفة ذات درجة حرارة مريحة، وبعد ذلك يقوم المعالج بوخز الإبر في مواضع محددة. وأشارت الطبيبة شتور إلى أن المرضي يصفون عملية الوخز في كل الأحوال بأنها شعور مكثف في مواضع الوخز.

متاعب نسائية

وأضافت الطبيبة الألمانية أنه يمكن استخدام الوخز بالإبر لعلاج بعض المتاعب النسائية، مثلاً في حال ظهور مشكلات بالدورة الشهرية أو الشعور بغثيان الحمل أو في حالات الإجهاض. بالإضافة إلى أن علاج الوخز بالإبر يمكن أن يساعد في الكثير من الحالات الأخرى؛ حيث أشارت الطبيبة غابرييلا هومير، من الجمعية الألمانية للوخز بالإبر، قائلة: "تم إثبات تأثير علاج الوخز بالإبر عملياً مع الكثير من الأمراض".

ومع ذلك لا تزال ماهية التأثيرات، التي يُحدثها الوخز بالإبر في الجسم بدقة غير واضحة تماماً من الناحية العملية. وأضافت هومير أن تأثير الشفاء لعلاج الوخز بالإبر يرجع إلى عوامل عدة، منها أن التأثير المحفز للإبر في الدماغ يعمل على إفراز المزيد من المواد المسكنة للآلام أو المواد، التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية. علاوة على أنه تم إثبات تأثير الوخز بالإبر على عملية الأيض في المخ أيضاً من خلال عمليات التصوير بالرنين المغناطيسي.

وأكدت الطبيبة الألمانية شتور أنه لا تظهر أية آثار جانبية خطيرة مع إجراء العلاج بصورة صحيحة على يد الخبراء المدربين جيداً، مشيرة إلى أنه قد تظهر مع بعض الحالات آثار كدمات طفيفة فقط.