معرض CES .. نافذة على أحدث التقنيات بعالم السيارات

لاس فيغاس 12 كانون ثان/يناير2016  (د ب أ)- سلط معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES)، الذي احتضنته مدينة لاس فيغاس الأمريكية مؤخراً، الأضواء على أحدث التقنيات في عالم السيارات فيما يتعلق بالقيادة الذاتية والاتصال السلس، على عكس معارض السيارات الأخرى، التي يتم التركيز فيها على محركات البنزين أو الديزل أو حتى أنواع الدفع الأخرى.

وبإيماءة صغيرة من هيربرت دييس، رئيس شركة فولكس فاغن الألمانية، رأى جمهور المشاهدين الحافلة الصغيرة تنفتح أبوابها وكأنه ضرب من ضروب الأعمال السحرية، وفي هذه الأثناء لم يهتم أحد بمعدلات أداء السيارة، التي تحمل اسم Budd-e.

هاتف ذكي على أربع عجلات

وعلّق غاري شابيرو مدير المعرض على ذلك بقوله: "تعتبر السيارة في الوقت الراهن هاتفاً ذكياً على أربع عجلات؛ لذا فإنها تجد مكانها المناسب بين أروقة أكبر معرض للإلكترونيات في العالم". وأضاف دييس أنه لا شك في أن القيادة الذاتية هي إحدى أولويات عالم السيارات في الوقت الراهن، حيث أكد على أن سيارة المستقبل ستتمكن بالفعل من قيادة نفسها يوماً ما.

وبينما تركزت اهتمامات شركة فولكس فاغن على التحكم بالإيماءات ومستقبل القيادة الذاتية، عكف مطورو مرسيدس وبي إم دبليو على تطوير أنظمة السلامة والراحة والاسترخاء والترفيه. ونظراً لتوافر المزيد من الوقت للسائق فإنه سيتم استغلاله في أعمال أخرى.

ولكن أندرياس راديكس أوضح أن إتاحة الوصول الإعلامي لسائق السيارة يتطلب ضخ المزيد من المليارات؛ حيث قال: "مَن يمتلك إمكانية الوصول الإعلامي للسائق، يمتلك المزيد من الأعمال التجارية من خلال البيانات، والتطبيقات وبيع المحتويات والإعلان وإنشاء بيانات الاستخدام". لذلك فإن شركات تكنولوجيا المعلومات مثل أبل وغوغل ترغب في تحويل السيارة إلى حاسوب يتحرك على أربع عجلات.

إنترنت الأشياء

وعند الحديث عن الشبكات، فإن الأمر لن يدور حول خدمات الإنترنت وأنظمة المعلومات فحسب، وإنما سيدور حول "إنترنت الأشياء" أيضاً، وهو المقصود به الجيل الجديد من الإنترنت، الذي يتيح التفاهم بين الأجهزة المترابطة مع بعضها عبر بروتوكول الإنترنت؛ حيث يتصل كل شيء مع بعضه.

وهنا ستلعب السيارة دوراً مركزياً، كما أوضح رئيس شركة فولكس فاغن. وتقدم سيارة فولكس فاغن Budd-e مدخلاً بسيطاً لهذا المفهوم؛ فالسيارة تتيح لسائقها تفعيل باب المنزل أثناء القيادة من خلال جهاز التحكم بالأوامر الصوتية بالفيديو، لفتحه أمام الأصدقاء على سبيل المثال، وكذلك النظر إلكترونياً داخل الثلاجة لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على مشروبات كافية أم لا.

واعتمدت شركة أودي على المعلومات، التي تستمدها من التقنيات القابلة للارتداء، مثل الساعة الذكية وسوار اللياقة البدنية، لنقل الحالة النفسية والصحية للسائق، ومن ثم اختيار برنامج الترفيه والاسترخاء المناسب. وتعد الحوّامات من الرؤى المستقبلية لتطوير السيارات؛ حيث زود فرانك ريندركنيشت سيارته Rinspeed Etos الاختبارية بحوّامة تساعدها في الأعمال الاستكشافية.

نهاية الأزرار

ومن الواضح أن المفاتيح والأزرار ومفاتيح السحب قد وجدت نهايتها على يد الشاشات واللوحات اللمسية، التي تستجيب لإشارات الإصبع أو عن طريق الاستجابة اللمسية على مقود السيارة. وقد كشفت فولكس فاغن هذا العام عن نظام جديد لأيقونتها Golf يعتمد على إيماءات اليد أمام الشاشة المركزية للتحكم في الراديو وبعض الأنظمة الأخرى.

وقد جهزت بي إم دبليو سيارتها الفارهة من الفئة السابعة بتقنية مشابهة، بالإضافة إلى المضي قدماً في تطوير نظام Airtouchـ؛ حيث قامت بتجهيز المقصورة بمستشعرات بشكل كامل تقريباً، كما أن البرامج مستعدة للتعرف على العديد من الإيماءات. وقد حددت بي إم دبليو العام القادم كموعد للطرح القياسي لهذه التقنية.

وأشار سجاد خان رئيس قسم الإلكترونيات بشركة مرسيدس أن معرفة السيارة قد زادت بمساعدة الخوارزميات القابلة للتعليم. بالإضافة إلى توافر الشاشات الكبيرة، التي يمكن تخصيص معروضاتها بشكل خاص، مثل عرض الرسومات ثلاثية الأبعاد أو الصور المجسمة، التي تظهر فوق طريق السير.