برلين.. حماس رياضي ومزاج رائع

برلين.. حماس رياضي ومزاج رائع

يزخر برنامج الفعاليات الرياضية في برلين بأحداث مثيرة على مدار العام. وهناك عدد هائل من الأنشطة المتاحة للزوار التي يمكن ممارستها في الأماكن المغلقة أو في الهواء الطلق، ابتداءاً من مراكز اللياقة البدنية والتمارين الرياضية ووصولاً إلى ملاعب كرة القدم وكرة السلة وملاعب الغولف ذات النوعيات المختلفة وملاعب التنس. كما تعد برلين جنة لمحبي الرياضات المائية، كرياضة السباحة والإبحار الشراعي ورياضة التجديف. وسيجد محبو رياضة التزلج على الماء من المحترفين والمبتدئين كل ما يفرحهم في هذه المدينة.

لابد أن الكثير منا مايزال يتذكر الهتافات الحماسية التي كانت تنطلق من حناجر عشاق كرة القدم خلال نهائيات كأس العالم التي أقيمت في ألمانيا عام 2006. فعلى الرغم من أن المنتخب الألماني لم ينل كأس العالم حينذاك، إلا أن هذه البطولة ساهمت بشكل متزايد في جذب أنظار العالم إلى هذه المدينة السياحية، حيث كان اسمها يتردد على ألسنة محبي هذه الرياضة.

إذا عدنا بنظرة سريعة إلى نشاط قطاع الفنادق والمطاعم في ألمانيا خلال عام 2006، فإننا نلاحظ أن حمى التنافس الرياضي انتقلت إلى قطاعات الطيران والفندقة والمطاعم. فقد تحولت الكثير من المطاعم المفتوحة والمقاهي إلى ملاعب مصغرة وبثت شاشات التلفزيون في معظم المطاعم والحانات مختلف المباريات على الهواء مباشرة، في حين قام عدد كبير منها بطباعة قوائم الطعام بعدة لغات حتى تتناسب مع جميع الثقافات. أما الفنادق فقد عمدت إلى تقديم خدمات خاصة تتضمن شاشات كبيرة منتشرة في أهم الزوايا، وعمدت إلى إعداد قوائم وأطباق خاصة بالإضافة إلى وجبات طعام جاهزة يمكن أخذها إلى الملاعب.

وابتكر فندق (آدلون كمبينسكي) القريب من بوابة براندنبورغ في مدينة برلين مشروبات جديدة خاصة بكأس العالم كما عملت المطاعم المتواجدة فيه على تعزيز استعداداتها في كل الأوقات. وفي فندق آخر تم تجهيز برنامج خاص وديكور جديد يصل إلى غرف النوم يمكّن عشاق كرة القدم من الاستمتاع بكل التفاصيل المتعلقة بهذه الرياضة الشعبية الأولى، بدءاً من السرير الذي تحول إلى ملعب كرة قدم بفضل غطائه الأخضر والمخطط على هيئة ملعب، وصولاً إلى الحائط المطلي بلون العشب الأخضر. كما شاركت الكثير من الفنادق في دعم الحملة الدعائية الكبيرة للترويج لكأس العالم 2006 الذي أقيم تحت شعار "العالم ضيف لدى الأصدقاء"، ونظمت بعض الفنادق دورات تدريية للعاملين فيها تتضمن كيفية مقابلة الزائرين بود وبشاشة، واشتمل بعضها على تدريبات لغوية وأخرى تعرف العاملين بعادات الأكل والشرب في الدول المختلفة.

أما حشود المشجعين فكانت تجوب شوارع جميع المدن الألمانية خلال أيام المبارايات دون كلل أو ملل، ولم تهدأ الأجواء الاحتفالية أبداً، لاسيما أن المشجعين ينتمون إلى دول وثقافات متعددة. فحتى بعد خسارة المنتخب الألماني، بقيت هتافات الإيطاليين ومن يعشق فريقهم تُسمع في شوارع وأحياء ألمانيا.

وصحيح أن العديد من المشجعين لم يحظ بفرصة الحصول على تذكرة دخول المبارايات خلال كأس العالم 2006 في ألمانيا، نظراً لنفاذ البطاقات بسبب الإقبال الشديد عليها، إلا أن الأجواء خارج الملعب كانت لا تقل حماسة عن الأجواء داخله، مما جعل الكثير من المشجعين يفضلون مشاهدة المباريات من خلال شاشات العرض التي انتشرت في أرجاء المدينة. فمعظم مطاعم وحانات وأندية برلين كانت تحرص على وضع شاشات كبيرة الحجم لإتاحة الفرصة أمام الناس لمتابعة المبارايات، لاسيما أن متعة المتابعة مع الاستمتاع بوجبات الطعام وبأنواع مختلفة من المشروبات كانت تضفي شعوراً جميلاً على عملية المشاهدة برفقة الأهل أو الأصدقاء في ظل أجواء احتفالية يستطيع فيها المرء من تبادل أطراف الحديث مع الآخرين، لاسيما الذين يشجعون المنتخب الذي يحبه.

وقد يكون جمال هذه المدينة وتنوعها والزخم الذي تتميز به قد تحول إلى نقطة جذب فريدة، حيث تحولت عملية المشاهدة العامة إلى جزء أساسي من الأحداث الرياضية. ففي برلين تم تخصيص مكان للاحتفال يطلق عليه (فانمايله) يقع بالقرب من بوابة براندنبورغ، تمكن المشجعون فيه من مشاهدة مبارايات نهائيات كأس العالم عام 2006 بشكل جماعي. وتحول حفل المشعجين هذا إلى نقطة تجتذب الجماهير. ونظراً لبرامج الترفيه المتنوعة وأساليب الضيافة المناسبة، كان باستطاعة المرء أن يجلس لساعات طويلة أمام هذه الشاشات. وعندما يعقب ذلك انتصار لمنتخب ما، يصبح المزاج العام في أعلى درجاته.

وكان لحفل المشجعين هذا أثر كبير في المساهمة بنجاح نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا. وأدى النجاح الذي حققته هذه البطولة وقتها، إلى دفع الاتحاد الدولي الفيفا إلى توسيع جهوده، لجعل هذا الحدث الكروي متاحاً أمام أعداد كبيرة من الجماهير.

ومن الجدير بالذكر أن العاصمة الألمانية برلين تضم العديد من نوادي كرة القديم لاسيما: هيرتا بي إس سي، اس دي كرواتيا برلين.