وفقاً لبيان المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

انصهار الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية يسجل رقماً قياسيا

 (د ب أ)- قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في بيان أصدرته يوم الأربعاء (28 نوفمبر 2012) في الدوحة على هامش مؤتمر التغير المناخي الثامن عشر الذي تستمر أعماله في العاصمة القطرية الدوحة ان درجات الحرارة في عام 2011 - 2012 سجلت ارتفاعات قياسية تعد من أعلى درجات الحرارة المسجلة.

واعتبرت المنظمة ان درجات الحرارة هذا العام 2012 لن تكون استثناء وفقا لما تشير اليه الأشهر العشرة الأولى من العام 2012 وذلك على الرغم من الأثر المبرد لظاهرة النينيا في أوائل العام.
وسلط البيان السنوي المؤقت للمنظمة عن حالة المناخ في العالم الذي تلقت وكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه، الضوء على انصهار الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية بشكل غير مسبوق وعلى ظواهر الطقس والمناخ المتعددة التي شهدتها بقاع كثيرة في العالم.
وصدر البيان السنوي يوم الأربعاء (28 نوفمبر 2012) لإطلاع المتفاوضين في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في الدوحة على هذه الحقائق.
وبدأ العام بظاهرة النينيا بقوة ضعيفة إلى متوسطة بدأت في أكتوبر 2011 ووجود ظاهرة النينيا خلال بداية العام يكون له أثر مبرد على درجات الحرارة العالمية، ولم يكن هذا العام استثناءً من ذلك.
وبعد نهاية ظاهرة النينيا في أبريل 2012، ارتفعت درجات الحرارة البرية وفي المحيطات على نطاق العالم بشكل متزايد شهراً بعد شهر فوق المتوسط الطويل الأمد. وكان متوسط الستة أشهر من مايو إلى أكتوبر 2012 من أحر أربع فترات مسجلة.
وقال الدكتور قاسم أسرار مدير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ، في تصريح خاص لـ (د.ب.أ ) في الدوحة اليوم "نحتاج حقا التوصل في مؤتمر الدوحة لحل هذه المشكلة لأن العالم تزداد درجة حرارته وهذا سيؤثر على جميع الناس في الأرض وبالسرعة التي نتمكن فيها من اتخاذ القرار والتوافق على مختلف الاجراءات يمكننا جعل الانبعاثات في حدودها الدنيا وهذا في مصلحة الجميع".
وأضاف انه "ليسعدني استضافة قطر لهذا المؤتمر المهم وأسعدني كثيرا ان رئيس المؤتمر سعادة عبدالله العطية قدم مساهمة كبرى للمؤتمر حينما أشار الى أن هناك العديد من الأشياء المختلفة التي بوسع العديد من الدول القيام بها، وذلك بدلا من أن تقوم الدول بفعل نفس الشيء وهذا يمكن الدول من البحث عن حلول مختلفة وهذه رؤية ذكية فما يهم الصين مثلا قد لايهم الهند".
وقال "هذا يجعل من الممكن التوصل الى سلة من الحلول المتنوعة وهذه طريقة جديدة وجديرة بالاهتمام من الجميع في سبيل ايجاد حلول عاجلة للمشكلات التي تواجه العالم لأننا اذا ما سمحنا بزيادة حرارة الارض درجتين أو ثلاث عندها يكون الحل صعب والتكلفة باهظة، وسنفقد الكثير من الارواح البشرية بسبب الفيضانات والجفاف كما حدث في الولايات المتحدة، ونفتقد للغذاء الكافي".
واختتم قاسم حديثه بالقول "أنني متفائل بأن من الممكن التوصل الى نتائج متقدمة في الدوحة وعلينا ان نحل هذه القضية لانقاذ أبنائنا".
وقال ميشيل جارو، الأمين العام للمنظمة إن "تقلب المناخ الطبيعية بسبب ظواهر من قبيل النينيو والنينيا تؤثر على درجات الحرارة والهطول على نطاق يتراوح من الموسمي إلى السنوي غير أنها لا تؤثر على الاتجاه الطويل الأمد الأساسي لارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ نتيجة للأنشطة البشرية".
وأضاف "وقد سجل نطاق الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية انخفاضاً قياسياً جديدا ويبرز معدل انصهاره المثير للهلع هذا العام للتغيرات البعيدة المدى التي تحدث في المحيطات والغلاف الحيوي للأرض".
ومن المقرر ان تصدر المنظمة (تقريراً عشرياً عن حالة المناخ بعنوان "2010-2001، عقد الظواهر المتطرفة" في 4 ديسمبر 2012
وسيسلط هذا التقرير الضوء على الاتجاه الاحتراري الذي يسود الكوكب برمته وقاراته ومحيطاته خلال العقد الماضي، مع الإشارة إلى آثار هذا الاحترار على الصحة والأمن الغذائي والتنمية الاجتماعية الاقتصادية.