توفر فرص تسوق متفردة

ولاية بادن فورتمبيرغ.. موطن أرقى العلامات التجارية العالمية

بيت عالمي للفن

تمثل عاصمة ولاية بادن-فورتمبيرغ بيتاً من بيوت الفن العالمي، حيث تتتباهى المدينة بمتاحفها ومسارحها وعروضها الموسيقية المتنوعة. فمثلاً تتمتع فرقة الأوركسترا في دار الأوبرا في شتوتغارت بشهرة عالمية واسعة. أما معرض شتوتغارت الوطني "شتاتسغالاري" فيحتوي على مجموعة فريدة من الأعمال الفنية التي تمثل 700 عاماً تشتمل على الفن الألماني القديم والفن الإيطالي والهولندي والكلاسيكية الشفابية واللوحات العصرية الكلاسيكية والمعاصرة والنحت وغيرها. كما يوجد في شتوتغارت متحف الفنون "كونست موزيوم" المبني على شكل مكعب زجاجي والذي يتميز بسحره ليلاً، إذ تنعكس أضوائه على ساحة "شلوس بلاتس" وشارع الملك "كونغيسشتراسه" الذي يمثل مكاناً رائعاً للتنزه والتسوق. وتشمل معروضات هذا المتحف أكثر من 15 ألف معروضاً، ابتداءاً من القرن الثامن عشر وحتى الوقت الحاضر، ومن الانطباعية الشفابية وحتى الفن المعاصر.

 وفي الجهة المقابلة مباشرة لهذا المتحف، وتحديداً على الطرف الآخر من ساحة "شلوس بلاتس"، يقف القصر الجديد، الذي يجمع عناصراً من حقب زمنية مختلفة تتوزع بين الباروكية والروكوكو والكلاسيكية والامبراطورية، وذلك نظراً للفترة الطويلة التي استغرقها بناؤه. وبالقرب من هذا القصر يقع القصر القديم، حيث يستشعر المرء في محيطه أجواءاً تاريخية ليس لها مثيل.

 

مواسم ومهرجانات

وتزخر شتوتغارت أيضاً بالمهرجانات والاحتفالات، مثل مهرجان الربيع (23 أبريل وحتى 15 مايو 2011) الذي يقام على امتداد 3.5 كم، حيث تصطف الأكشاك جاذبةً 1.2 مليون زائر سنوياً. وهناك أيضاً مهرجان الجعة (23 سبتمبر وحتى 9 أكتوبر 2011) الذي يقام في فصل الخريف على طول خمس كيلومترات. وينتشر في المدينة أيضاً العديد من الأسواق الخاصة خلال فترة أعياد الميلاد التي تتميز بأجواء الفرح وبالأضواء والزينة الجميلة. أما الحياة الليلية فهي تنبض في كل مكان في شتوتغارت، حيث يجد الزائر برنامجاً ترفيهياً كبيراً في مركز شتوتغارت الدولي (اس اي-سنتروم) مع مسرحيات غنائية شهيرة.

 

صديقة العائلة

كما تعتبر شتوتغارت مدينة صديقة للأطفال، حيث تجد العائلات أماكن وعروضاً متنوعة تم تصميمها خصيصاً للأطفال كمتحف الأطفال "كيندر موزيوم" الذي يتناسب مع الصغار من 4 إلى 10 سنوات وذويهم. وهناك أيضاً القبة السماوية "بلانيتاريوم" التي تخصص أيام السبت والأحد برنامجاً مصمماً للأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين 4 و9 سنوات. يضاف إلى ذلك عرض الليزر "ليزر شو" الذي يمثل رحلة عبر الكون ترافقها الموسيقى وهو مناسب للأطفال البالغين ابتداءاً من 10 سنوات. كما يُنصح بزيارة أحد الحمامات المعدنية في المدنية نظراً لما تمثله من فرصة رائعة للترويح عن النفس وتحقيق الانتعاش. أما حديقة "فيلهيلما"، أكبر حديقة حيوانات ونباتات في أوروبا، فهي تعد من الأماكن التي لا ينبغي لأي قادم إلى المدينة أن يفوت زيارتها، لاسيما العائلات، حيث تعتبر من التجارب الممتعة لكل أفراد العائلة.

 

الماضي والحاضر والمستقبل

ومن حسن حظ زوار شتوتغارت أن بإمكانهم في هذه المدينة التعرف عن قرب على القصة المثيرة لعالم المركبات، ابتدءاً من أول مركبة مروراً بسيارات الفورمولا 1 المذهلة ووصولاً إلى سيارات المتطورة. فمتحف "مرسيدس بنز"  يعتبر من أهم نقاط الجذب السياحي في المدينة ويمثل الماضي والحاضر والمستقبل لعملية النقل. وبمجرد دخولك إلى هذا المتحف ذو الهندسة المعمارية المذهلة سيأخذك في رحلة عبر 125 عاماً من تاريخ السيارات المذهلة لتعود إلى عام 1886 حيث بدأت أسطورة صناعة السيارات مع المخترعين الرائدين "غوتليب دايملر" و"كارل بنز"، بالإضافة طبعاً إلى المراحل التاريخية التي مرت بها علامة "مرسيدس بنز" وصولاً إلى ابتكارات اليوم ومواضيع البحوث والتطوير والتصميم والإنتاج . بدوره يتميز متحف "بورشه" في شتوتغارت-تسوفنهاوزن أيضاً بهندسته المعمارية الرائعة ويضم معروضات رائعة لاسيما السيارات الرياضية.

 

تشخيص وعلاج متطور

وإلى جانب شهرة شتوتغارت بصناعة السيارات وباحتوائها على المتاحف المتخصصة في هذا الجانب، فإنها تشتهر أيضاً بأحدث وأرقى العلاجات الطبية والخدمات الصحية المدعومة بالتقنيات المتطورة، حيث يقدم مستشفى شتوتغارت "كلينيكوم شتوتغارت" مثلاً رعاية طبية شاملة للمرضى القادمين من مختلف أنحاء العالم، كما يوظف أحدث المعارف والطرق العلمية في التشخيص والعلاج لاسيما وأنه يمثل المستشفى الأكاديمي لجامعة "توبنغن" العريقة. ويهتم هذا المستشفى بالمرضى الدوليين وبشكل خاص القادمين من منطقة الخليج العربي، إذ يحرص على توفير كوادر تتحدث اللغة العربية ويحرص دوماً على تلبية كافة الاحتياجات والمتطلبات الخاصة بالمرضى الضيوف بما فيها توليه مختلف الإجراءات التي تسهل قدومهم إلى ألمانيا وإقامتهم وتنقلهم فيها وعودتهم إلى بلادهم.

 

نزهة تسوق فريدة

أما عشاق التسوق فهم على موعد مع جنة التصاميم الراقية المتمثلة في مدينة منافذ بيع المصانع "ميتسينغن" التي يمكن الوصول إليها بسهولة بواسطة السيارة أو القطار أو إذا أحببت عن طريق خدمة كبار الشخصيات المتوفرة في مطار شتوتغارت والتي تحملك من المطار بسيارة خاصة لتوصلك مباشرة إلى نزهة تسوق فريدة من نوعها في "ميتسينغن". وتعتبر مدينة التسوق هذه موطن أشهر العلامات التجارية العالمية المتمثلة في (هوغو بوس). كما تعد واحدة من أهم الوجهات الدولية للتسوق، حيث يزوروها سنوياً حوالي 3 ملايين زائراً. وتحطم جنة التسوق "ميتسينغن" كل الأرقام القياسية: فهناك تخفيضات على الأسعار تتراوح من 30% وحتى 70% والتي تعتبر مسألة يومية على مدار كل عام. وأثناء جولتك هذه يمكنك أيضاً توفير المال والتسوق دون ضرائب، فكل ما عليك فعله هو القيام بختم بطاقة استرداد الضريبة عند الجمارك في آخر نقطة مغادرة من دول الاتحاد الأوروبي لتحصل على ما يصل إلى 14,5% من ضريبة القيمة المضافة المدفوعة في ألمانيا.

 

إطلالات بانورامية

وفي الوقت الذي تجمع فيه أماكن التسوق الواسعة وسط "ميتسينغن" الشعور الحضري والهندسة المعمارية الحديثة مع البيوت النصف خشبية الرومانسية للبلدة القديمة، فإن المشهد الرائع لمنطقة الألب الشفابية يبدأ فعلياً من أمام أبواب "ميتسينغن". فعند توجهك جنوباً سوف تصل إلى قلعة "هوهنتسولرن" التي تعد واحدة من أجمل قلاع أوروبا وأكثرها شعبية. وتضمن لك هذه القلعة، التي تتربع فوق تلة جميلة متزينة بأبراجها وأسوارها، إطلالة بانورامية مذهلة على منطقة الألب الشفابية، كما تدخلك في أجواء تاريخية تعود إلى ألف سنة.

 

عالم من السحر

أما على الحدود مع سويسرا والنمسا، فستبهرك بحيرة "كونستانس"، التي ينتشر النخيل حول أطرافها، إضافة إلى انتشار سهول العنب والمروج الخضراء التي تغطي الجبال المحيطة بها، ناهيك عن أشجار التفاح التي تزين المنظر. وفي الخلفية تنتصب سلسلة من قمم جبال الألب التي تضم مناطق للتجول والتزلج. ولكن بحيرة كونستانس تقدم ما هو أكثر من هذا المشهد الرائع، فعلى امتدادها هناك قرى العصور الوسطى وبلدات باروكية مثل (ميرسبورغ) وقلعتها التي تحمل نفس الاسم، والمدينة الجامعة كونستانس العريقة ومدينة (فريدريشسهافن) التي تعتبر مهد المناطيد مع متحفها الرائع (تسبلين موزبوم). وعند قيامك برحلة بالسفينة فوق مياه بحيرة كونستانس ستحظى بتجربة تدخلك عالماً من السحر.

 

جزيرة الزهور

وفي هذه البحيرة هناك مكان رائع ينبغي على كل زائر أن لا يفوت زيارته: جزيرة "مايناو" التي تصل مساحتها إلى 45 هكتاراً، ويزورها سنوياً حوالي 1,2 مليون زائر. وتعتبر جزيرة "مايناو" أكبر نقطة جذب في بحيرة "كونستانس" بما تضمه من مجموعة ورود وأزهار متنوعة حسب فصول السنة كما يوجد فيها أكبر بيوت الفراشات في ألمانيا، إضافة إلى ملاعب فريدة للأطفال، علاوة على العديد من المواقع المتميزة الأخرى.

 

الأصلي دوماً هو الأفضل!

أما عند مواصلة الرحلة إلى الغابة السوداء "شفارتس فالد" فستدخل أكثر مناطق ألمانيا شهرة بالهواء النقي. كما تشتهر الغابة السوداء أيضاً بكعكتها التي تحمل نفس الاسم "بلاك فورست كيك"، وبساعات الوقواق والمزارع القديمة الجميلة التي تتميز بسقوفها المائلة. وعلى طول نهر الراين تنتشر المروج الخضراء والغابات الكثيفة والوديان والجداول المتدفقة والكروم ومجموعة واسعة من الأطباق اللذيذة. كما يوجد فيها المنتجعات الصحية والحمامات الحرارية أكثر من أي مكان آخر في جنوب غرب ألمانيا. وبالطبع لا يجب أن تفوت أيضاً زيارة البحيرة الساحرة "تيتي زيه". فالمشاركة برحلة على متن إحدى السفن في هذه البحيرة تعتبر أفضل طريقة للاستمتاع بالمشهد المذهل للغابة السوداء. وبما أن كل ما هو أصلي يبقى دوماً هو الأفضل، فبإمكانك الجلوس والاسترخاء على الشاطئ والاستمتاع بتذوق قطعة من كعكة الغابة السوداء الأصلية. أما إذا رغبت بمشاهدة أكبر ساعة وقواق في العالم، فما عليك إلا التوجه إلى "شوناخ".

 

قاعدة ممتازة للرحلات

وخلال جولتك الاستكشافية هذه، لا تضيع فرصة التعرف على مدينة "فرايبورغ" فهي تعد عاصمة الغابة السوداء، وتتصف بكونها أكثر المناطق المشمسة في ألمانيا وواحدة من أكثر مدن العالم خضرة. ويمكنك التجول في مركز المدينة القديمة المخصص للمشاة لتشاهد الكاتدرائية، التي يرتفع برجها الرائع فوق السوق اليومية المتواجدة هناك. وسوف تسر بالتنزه على الشوارع المرصوفة بالحصى والتي يزينها العديد من القنوات الصغيرة والحانات القديمة ذات الأجواء المليئة بالفرح. كما ستحظى بفرصة تذوق أطباقاً متنوعة ومشروبات محلية لذيذة تقدمها الكثير من المطاعم هناك. وتعتبر هذه المدينة بالفعل قاعدة ممتازة للرحلات عبر الغابة السوداء.

 

أكبر حديقة ترفيهية في ألمانيا

ولتكمل رحلتك المثيرة والممتعة فما عليك إلا التوجه إلى "أوروبا بارك"، التي تعد أكبر حديقة ترفيهية في ألمانيا وواحدة من أكثر مدن الملاهي شعبية في العالم، لاسيما وأنها تمثل معلماً سياحياً خاصاً يجذب ويمتع جميع أفراد العائلة. فعلى مساحة تبلغ 85 هكتاراً سيكون بانتظار الأطفال وذويهم ألعاب كثيرة وعروض متنوعة تجمع بين الإثارة والمغامرة والتسلية والترفيه. كما توفر فنادق "أوروبا بارك" المتمثلة في فندق "الأندلس" و"كاستيلو الكازار" و"سانتا إيزابيل" و"كولاسيو" قضاء إجازة مريحة وبعيدة عن الروتين اليومي وضغوط الحياة.

 

منتجعات وحمامات صحية راقية

أما مدينة "بادن-بادن" التي تشتهر عالمياً بمنتجعاتها الصحية وحماماتها الأنيقة فهي تدعو زوار ولاية بادن-فورتمبيرغ إلى الاسترخاء التام وإعادة شحن طاقاتهم من خلال اختيار واحد من حمامات المياه المعدنية الحرارية والارتماء في أحضانها. كما ستثير المدينة في نفسك الفضول للقيام باستكشافها والتعرف على تراثها الأرستقراطي ونواديها البراقة ومحلات التجارية المتفردة وحدائقها ومنتزهاتها الجميلة وفنادقها الفخمة مثل فندق ومنتجع "برينيرس بارك" الذي يبدو كقصر ملكي يجذبك بأضوائه الذهبية الساحرة وخدماته الراقية، وفندق "أكوا أوريليا" بشققه ذات التصميم العصري وأجوائه المريحة. وإذا كنت من محبي الحفلات فما عليك إلا زيارة قاعة الاحتفالات "فست شبيل هاوس" لحضور إحدى الحفلات الموسيقية أو عروض الباليه الممتعة. كما يمكنك في نهاية اليوم أن تجرب حظك في أجمل كازينوهات العالم المتواجدة هناك.