عين على ألمانيا 2.. فرانكفورت

مدينة مفعمة بالمرح ومحبوبة من السكان والزوار

ما يعرفه السكان المحليون في فرانكفورت منذ مدة طويلة تقريباً، هو حقيقة رسمية: فبحسب استطلاع رأي لمؤسسة ميرسر حول جودة الحياة في عام 2010، احتلت فرانكفورت المرتبة السابعة في التصنيف العالمي لنوعية الحياة في المدينة، متقدمة بفارق كبير على مدن مثل لندن وباريس. وبالنسبة لأولئك الذين لا يزالون يربطون فرانكفورت بمطارها أو معارضها التجارية أو بنوكها فعليهم أن يتوجهوا إلى عاصمة الماين ليتأكدوا بأنفسهم من دقة استطلاع الرأي المذكور. فالعديد من المعايير التي تم أخذها في الاعتبار عند تحديد نوعية الحياة الممتازة في فرانكفورت تلعب أيضاً دوراً في جعل إقامة الزائر أكثر راحة.

فرانكفورت.. حاضرة عالمية متعددة الوجوه على نهر الماين

من بعيد تستقبل ناطحات السحاب والأبراج الزجاجية زوار مدينة "فرانكفورت على الماين" "Frankfurt am Main" مرحبة بهم. فهذه المدينة التي لعبت منذ قرون طويلة دوراً مهماً باعتبارها مركز تجاري معروف، هي اليوم أكبر مركز مالي على مستوى القارة الأوروبية، والعاصمة المالية لألمانيا. ومع ما تزخر به من ثقافات مختلفة تعيش إلى جنب بعضها البعض، يطغى التنوع على هذه المدينة ذات المناخ المضياف والمنفتح، حيث سيجد كل قادم إلى فرانكفورت من يتحدث لغته، كما سيجد مطعماً يقدم له طبقه المفضل. وعلى الرغم من أن أفق المدينة يتزين بالمباني الشاهقة، إلا هذه الأبنية ذات الهندسة المعمارية الرائعة ليست سوى وجه واحد من وجوه فرانكفورت، فهي أيضاً مدينة تنصيب الملوك تاريخياً وهي المدينة التي ولد فيها الشاعر والأديب الألماني الشهير يوهان فولفغانغ فون غوته. وبينما تحملك رحتلك لتتبع خطى ابن فرانكفورت الأشهر، يسحرك نهر الماين بجماله وتدخلك "ضفة المتاحف" أجواء فنية وثقافية قل نظيرها. كما يُنظر إلى فرانكفورت على أنها أصغر مدينة كبرى في العالم، فهي تمكنك من اكتشاف الكثير والمثير على مقربة منك، وستجد فيها حتماً العديد من العروض المثيرة التي تشجعك على استكشافها بعمق والاستمتاع بثقافتها والقيام بنزهات تسوق ممتعة في شوراعها ومراكزها، ليصنع منها كل ذلك مدينة مليئة بالتناقضات الساحرة.

فرانكفورت الخضراء على الماين

تُعرف فرانكفورت على الماين بأنها مدينة البنوك وناطحات السحاب وصاحبة ثالث أكبر مطار في أوروبا. وإلى جانب هذا التميز تعتبر فرانكفورت واحدة من أكثر المدن الكبيرة غنى بالغابات في ألمانيا. فغابة مدينة فرانكفورت "فرانكفورتر شتادت فالد"، التي تعتبر أكبر غابة مدينة في ألمانيا وتمثل الرئة الخضراء "غرونه لونغه" لحاضرة الماين، تمتد على مساحة ما يقرب من 5 آلالف هكتار، وذلك من المطار وحتى أحياء "أوبرراد" و"زاكسنهاوزن" و"نيدرراد". فنظراً لصورة الأبراج المرتفعة المذهلة يكاد لا يصدق المرء أن هناك العديد من المحميات الطبيعية في هذه المدينة التي تزخر بالبنوك وتمثل عاصمة المعارض، منها على سبيل المثال "إنكهايمر ريد" في الشمال الشرقي، غابة "شفانهايمر فالد" في الجنوب الغربي وغابة "فيشنهايمر فالد" في الشرق.

تعرف على وجه فرانكفورت التاريخي

تتميز مدينة فرانكفورت الواقعة في قلب أوروبا بأنها مدينة زاخرة بالتنوع. فهي المكان الذي تلتقي فيه الحداثة مع التجارة ويجتمع فيه النشاط مع الاسترخاء والهدوء. ويُنظر إلى فرانكفورت على أنها أصغر مدينة كبرى في أوروبا، وهي سمعة اكتسبتها بفضل توجهها الدولي. وتلعب المعارض التجارية والشركات العالمية والمؤسسات الثقافية ومطار فرانكفورت الدولي دوراً رائداً في مجالاتها وصناعاتها. أما أفق المدينة الذي يتوسع عاماً بعد عام فلا يوجد له مثيل في كل أوروبا. فمعظم أبنيته العالية تُستخدم كمباني مكاتب تضم بنوكاً وطنية ودولية كبيرة. كما تعتبر فرانكفورت موطناً لسوق الأسهم الألمانية الرائدة والبنك الإتحادي الألماني والبنك المركزي الأوروبي. فهي حتى اليوم أهم مركز مالي في عموم البلاد. وفي المقابل يعود تاريخ مدينة فرانكفورت إلى أكثر من 1200 سنة. ففي المنطقة التي تُعرف بـ (رومر)، حيث أنشأ الرومان مستوطناتهم في القرن الأول تقريباً، تم العثور على بعض القطع الأثرية من تلك الحقبة وحتى يومنا هذا.

ليالي فرانكفورت ترحب بك

تبدأ أمسيات فرانكفورت بأجواء مفعمة بالبهجة سواء باحتساء المشروبات اللذيذة في حدائق التفاح أو بالشواء في الهواء الطلق. وعندما يحل الليل فإنه من الجميل القيام بجولات القوارب في نهر الماين أو التوجه إلى واحد من نوادي السهر العديدة في فرانكفورت. وفي حدائق التفاح في حي "زاكسنهاوزن" يمكن للمرء تحضير نفسه قبل الشروع في دخول حياة الليل في فرانكفورت. فهنا تتوفر أطباق الصلصة الخضراء "غرونه زوسه" ومختلف أنواع المشروبات إضافة إلى الأجواء المثالية التي تطبع المساء. وتحظى المطاعم التقليدية بشعبية لدى سكان المدينة وضيوفها على حد سواء. وسواء جلس الضيوف في الأماكن الداخلية أو ببساطة في الحديقة ستجد الجميع يعيشون أجواء مريحة ويتبادلون الأحاديث المثيرة للاهتمام.

فرانكفورت.. فردوس التسوق

اكتسبت فرانكفورت على مر السنين سمعة كبيرة كوجهة تسوق من الدرجة الأولى. فسواء كنت من متصيدي التخفيضات أو من عشاق الأزياء الفاخرة أو من الباحثين عن أحدث الصيحات، فإن فرانكفورت هي المكان المناسب لذلك. في وسط المدينة تتزاحم العلامات التجارية العالمية الرائدة على الزبائن الدوليين، بينما تزخر مشارف المدينة على العديد من أماكن التسوق الجذابة. ووفقاً للمقايس العالمي "توريست بارومتر 2013"، فقد جاءت حاضرة نهر الماين في المرتبة الأولى كأكثر الوجهات شعبية في ألمانيا بالنسبة للسياح المتسوقين، واحتل شارع التسوق الشهير "تسايل" المرتبة الأولى بين الشوارع الأكثر ربحية في البلاد.

فرانكفورت.. مأكولات تقليدية نموذجية وأطباق عالمية وعصرية

يمثل فصل الربيع بداية موسم الأعشاب في فرانكفورت. فهذه الأيام هي أفضل الأم والأسابيع للتمتع بصلصة فرانكفورت التقليدية الشهيرة "الصلصة الخضراء" التي يتم إعدادها بسبعة أعشاب من الأعشاب الإقليمية. وبعد ذلك في وقت متأخر قليلاً من السنة، تجتمع لجنة من الخبراء في مهرجان الصلصة الخضراء لتتويج أفضل صلصة خضراء في فرانكفورت. وبالطبع، فإن الصلصة الخضراء الفرانكفورتية التي تعتبر طبق غوته المفضل ما هي إلا واحدة من بين العديد من المأكولات المحلية التي يتم تقديمها في المطاعم التقليدية في فرانكفورت. كما تشتهر فرانكفورت بالمشروبات المحلية كنبيذ التفاح الذي يتم الاحتفال به كل أغسطس في مهرجان نبيذ التفاح الشعبي.

VIDEOS

فرانكفورت.. مدينة المتاحف

كعقد اللؤلؤ تصطف المتاحف جنباً إلى جنب على ضفة المتاحف "موزيومس أوفر" في فرانكفورت. فعلى ضفة نهر الماين الجنوبية وحدها يوجد 10 متاحف. ويقع متحفان مباشرة على الضفة الشمالية، ويوجد 13 متحفاً في منطقة مجاورة للنهر وواحد يقع مباشرة على جزيرة الماين "ماين إنزل". بالإضافة إلى ذلك، هناك متاحف أخرى تنتشر في أرجاء المدينة. لقد تم إنجاز فكرة القرن "ضفة المتاحف" في الثمانينات. وتجمع "ضفة المتاحف" العروض الثقافية مع التصاميم الحضرية المميزة. وقد تم تجديد نواة بعض المباني القيّمة من القرن التاسع عشر ومنحها حياة جديدة من الداخل. وكما في السابق تميز الواجهات التاريخية واجهة الماين على الطرف الجنوبي من النهر.

فرانكفورت.. مدينة المهرجانات

الكثير من السياح يعرفون أن جودة الحياة وروح المدينة هي نتيجة لمزيج متناغم من الأزياء الرفيعة والترفيه الجيد. وفرانكفورت على نهر الماين هي محظوظة بامتلاك مزيج كهذا، يجمع المتاحف والمسارح وقاعات الحفلات الموسيقية مع ضخب وزخم ساحاتها وحدائقها، بل أن غاباتها الهادئة تشكل خليطاً متوازناً من الفن والثقافة والمرح واللهو. يعشق الناس في فرانكفورت قضاء أوقات ممتعة. وبذلك، جاؤوا مع مرور الوقت بأكثر من 100 مناسبة مختلفة على مدار السنةل تضمن للضيوف أجواء مفعمة بالبهجة، وهذا ما يفسر ما تشهده فرانكفورت عاماً بعد عام من العديد من مهرجانات الشوارع، والأسواق الخارجية، والمهرجانات الشعبية التقليدية والأحدث التي يتم تنظيمها في الهواء الطلق.

إطلالة على أبرز الأماكن السياحية في فرانكفورت

في فرانكفورت يمكنك اكتشاف الكثير والمثير على مقربة منك، حيث ستجد فيها حتماً العديد من العروض المثيرة التي تشجعك على استكشافها بعمق والاستمتاع بثقافتها. وعلى الرغم من أفق المدينة يتزين بناطحات السحاب والأبراج الزجاجية، إلا هذه الأبنية ذات الهندسة المعمارية الرائعة ليست سوى وجه واحد من وجوه فرانكفورت، فهي أيضاً مدينة تنصيب الملوك تاريخياً وهي المدينة التي ولد فيها الشاعر والأديب الألماني الشهير يوهان فولفغانغ فون غوته، وهي المدينة التي يمر في أرضها واسمها نهر الماين ويزخر بالأجواء الفنية والثقافية من خلال "ضفة المتاحف". هنا نسلط الضوء على بعض من أبرز المعالم السياحية في مدينة فرانكفورت على نهر الماين...

كاتدرائية فرانكفورت.. الغوص في التاريخ الألماني

هي المكان الذي تم فيه تتويج ملوك ألمانيا واختيار أباطرتها لمئات السنين. وهي تتميز بأبراجها وباحتوائها على الكثير من الكنوز الأثرية.

رومر.. مبنى البلدية وذاكرة المدينة

هو مقر البلدية منذ العام 1405، يتوسط 3 مبان ذات واجهات مصممة على شكل أدراج. يوجد فيه صالة القيصر "كايز سال" التي تم إعادة بنائها بأسلوب عصري.

برج الماين.. إطلالة بانورامية تحبس الأنفاس

يتواجد برج الماين في الحي المالي في فرانكفورت. تمنحك منصة المشاهدة فيه منظراً بانورامياً يحبس الأنفاس لمدينة فرانكفورت والمناطق المحية بها.

على خطى غوته في فرانكفورت

"في 28 أغسطس من عام 1749، عندما دق جرس الثانية عشرة، جئت إلى العالم في فرانكفورت على الماين..." هكذا وصف يوهان فولفغانغ غوته يوم مولده في كتابه "الشعر والحقيقة". وعلى الرغم من ما شاب علاقة غوته لاحقاً مع مسقط رأسه من تناقض، إلا أن فرانكفورت تظل دائماً مدينة طفولته وشبابه. فهنا جاب شوارع البلدة القديمة وشهد الاستعدادات والإثارة المرافقة لاختيار الملوك وتتويج الأباطرة، والتي وجدت في وقت لاحق طريقها إلى أعمالها. وتمثل فرانكفورت أيضاً المكان الذي شهد فيه كشاب قضية "سوزانا مارغاريتا براندت" التي أثر مصيرها فيه بشكل عميق، وذكرها ضمن أشهر أعماله والمتمثل في مسرحية "فاوست". فدوماً كانت أيضاً "تجارب فرانفكورت" هي التي تحدد دوافع أعماله. وحتى اليوم يمكن للمرء استشعار بعض أجواء ذاك الزمان من خلال جولة عبر فرانكفورت.