فرانكفورت.. مدينة المهرجانات

الكثير من السياح يعرفون أن جودة الحياة وروح المدينة هي نتيجة لمزيج متناغم من الأزياء الرفيعة والترفيه الجيد. وفرانكفورت على نهر الماين هي محظوظة بامتلاك مزيج كهذا، يجمع المتاحف والمسارح وقاعات الحفلات الموسيقية مع ضخب وزخم ساحاتها وحدائقها، بل أن غاباتها الهادئة تشكل خليطاً متوازناً من الفن والثقافة والمرح واللهو. يعشق الناس في فرانكفورت قضاء أوقات ممتعة. وبذلك، جاؤوا مع مرور الوقت بأكثر من 100 مناسبة مختلفة على مدار السنةل تضمن للضيوف أجواء مفعمة بالبهجة، وهذا ما يفسر ما تشهده فرانكفورت عاماً بعد عام من العديد من مهرجانات الشوارع، والأسواق الخارجية، والمهرجانات الشعبية التقليدية والأحدث التي يتم تنظيمها في الهواء الطلق.

 

وقد قامت هيئة السياحة والمؤتمرات في فرانكفورت بنشر كتيبين سنويين هما "أبرز فعاليات فرانكفورت الراين-الماين" و"أحداث فرانكفورت"، يوفران مجموعة مختارة من أهم المهرجانات في فرانكفورت. ويجري العديد من أحداث السنة في ضواحي مختلفة من فرانكفورت وهناك بالطبع أيضاً سوق البراغيث المعروف مع أجوائه الخاصة والذي يُقام في أيام السبت على طول ضفاف نهر الماين وميناء الشرق.

تحتفل فرانكفورت بمتاحفها المذهلة من خلال حدثين رائعين جداً: مهرجان ضفة المتاحف "موزيومس أوفر فيست" الذي ينتمي إلى أهم الاحتفالات الثقافية في أوروبا، ويمثل منصة عرض لمتاحف فرانكفورت وكذلك مجموعة متنوعة من الهيئات والأفراد العاملين في القطاع الثقافي. وتساهم العديد من مراحل الإنتاج والمشاريع والعروض، ناهيك عن برامج الحدث التي يتم تقديمها من قبل المتاحف، في جذب أكثر من 3 ملايين زائر للمهرجان كل عام.

ومرة في السنة، تنضم فرانكفورت والمدينة المجاورة لها "أوفنباخ" للاحتفال معاً بمتاحفهما من خلال فعالية تُسمى "ليلة المتاحف". فهنا، يجتمع حوالي 40 متحفاً وعدد مشابه من المعارض الفنية لتقديم برنامج فني وثقافي شامل يستمر لفترة طويلة في الليل. وعلاوة على المعارض، فإن الحدث يتضمن أيضاً جولات سياحية برفقة مرشدين، عروض موسيقية وراقصة، قراءات، مسرح، ورش عمل، حفلات ومأكولات دولية. وهناك حافلات مكوكية تنقل المشاركين في الفعاليات من موقع إلى آخر مجاناً.

وكل عام، يجمع يوم الوحدة الألمانية سكان فرانكفورت وزوارها سوية عند مركز البلدة القديمة "رومربيرغ" من خلال حفلات موسيقى الجاز الشهيرة التي تُعرف باسم "جاز تسوم دريتن" (جاز على الثالث)، أي الاحتفال بيوم 3 أكتوبر الذي يمثل مناسبة إعادة توحيد ألمانيا من خلال عزف الجاز. فقبل كل شيء، تُعرف مدينة فرانكفورت أنها عاصمة الجاز في ألمانيا، حيث مر على امتلاكها هذا اللقب قرن من الزمن تقريباً. وفي الواقع فإن الجاز هو تمثيل ممتاز للطابع الدولي الذي تتميز به فرانكفورت وانفتاحها وأجوائها العالمية.

ويمكن للعائلات قضاء أوقات ممتعة جداً في ملاهي (ديبميس_كيتنكاروسل)، التي تزخر بأنواع مختلفة ومثيرة من الألعاب. وعلاوة على ذلك، تعتبر النشاطات المائية المختلفة التي يشهدها نهر الماين جديرة بالمشاهدة.

وتعود تقاليد بعض المهرجانات الشعبية في فرانكفورت إلى العصور الوسطى. فعلى سبيل المثال، ينحدر "ديبيميس"، الذي يقام مرتين في السنة، من المعرض السابق العائد للعصور الوسطى "ديبه" لتجارة الفخار والسلع الحجرية. واليوم، يعتبر "ديبيميس" واحداً من المهرجانات الشعبية الرائدة في ألمانيا.

ومن المهرجانات والفعاليات الأخرى في فرانكفورت، نذكر مهرجان "ماين فيست"، الذي يعود تاريخه إلى عام 1393. يُقام المهرجان سنوياً في أواخر شهر يوليو وأوائل أغسطس في ساحة "رومربيرغ" وعلى طول نهر الماين. وهو يزخر بالفعاليات والأنشطة التقليدية وكذلك بالألعاب النارية العملاقة وغيرها.

كما ترجع ثقافة نبيذ التفاح في فرانكفورت إلى قرون عديدة. ويحتفل السكان المحليون في فرانكفورت بمشروباتهم عبر مهرجانهم الخاص "مهرجان نبيذ التفاح"، الذي يتضمن أيضاً برنامجاً وعروضاً متنوعة. وهنا، تقدم العروض الفولكلورية والعروض الشعرية باللهجة المحلية الكثير من المتعة للضيوف وتدفعهم إلى الضحك.

وفي الوقت نفسه، يُقام مهرجان نافورة زاكسنهاوزن التقليدي كل أغسطس في منطقة "زاكسنهاوزن" القديمة. وهناك عرضان من هذا المهرجان هما: اختيار "ملكة نبيذ التفاح" وعرض النافورة التقليدي.

في نهاية شهر أغسطس، تنضم فرانكفورت مع صانعي النبيذ في المنطقة للاحتفال بسوق راينغاو للنبيذ، حيث يعرض المهرجان في أكشاكه القديمة الثلاثين ما يفوق 600 صنف من النبيذ الأحمر والأبيض والأحمر الفوار.

وأخيراً، فإنه لا ينبغي لزوار فرانكفورت تحت أي ظرف من الظروف تفويت سوق عيد الميلاد الذي يقام في ساحة "رومربيرغ" التاريخية أواخر العام. فمع أجواء عيد الميلاد الرائعة والجوقات الغنائية الخاصة بهذه المناسبة ودقات أجراس لا تُنسى لثمانية كنائس في المدينة، يجذب سوق عيد الميلاد نحو 3 ملايين زائر من كافة أنحاء العالم خلال 4 أسابيع في نوفمبر/ديسمبر. واليوم يعتبر سوق عيد الميلاد في فرانكفورت واحداً من أجمل وأكبر أسواق عيد الميلاد في ألمانيا.