المدينة الخضراء

شتوتغارت، عاصمة ولاية بادن-فورتمبيرغ، هي واحدة من أكثر المدن خضرة في أوروبا، حيث تحيط بها التلال المنخفضة والغابات والبساتين وكروم العنب التي تمتد إلى قلب المدينة. وتساهم حدائق ومتنزهات القصور الرائعة لحكام فورتمبيرغ السابقين في تحويل شتوتغارت إلى عاصمة خضراء.

 

إن متنزهات وحدائق شتوتغارت التي يُطلق عليها "غرين يو"، وهو مسار أخضر على شكل حرف "يو" بالإنكليزية يبلغ طوله 8 كيلومترات، تمتد من حدائق القصر "شلوس غارتن" وحتى الحديقة العامة "هوهن بارك كيلسبيرغ". ففي عام 1920 بدأ المسعى لربط المتنزهات والحدائق المختلفة من الحزام الأخضر وتم إكماله من أجل معرض البستنة الدولي لعام 1993. وتربط الجسور وجسور المشاة حدائق القصر، حديقة "فيلا بيرغ"، حديقة "روزنشتاين" وحديقة "فيلهيلما"، حديقة "لايبفريدشر"، "فاتنبيرغ" و"هوهن بارك كيلسبيرغ" لتشكل سلسلة واسعة ومتجاورة من المناطق الخضراء. إن احتفاظ كل عنصر من العناصر بطابعه الأصلي يعكس الملامح النموذجية للحقب المختلفة والمزايا الفردية. وهذا لا يعتبر فقط مساهماً في سحر "غرين يو" من ناحية المناظر الطبيعية والتصميم، بل يمثل أيضاً رحلة عبر تقاليد البستنة وتاريخ شتوتغارت.

وإلى اليوم، لا تزال حدائق القصر، التي أنشأها الملك فريدريش الأول في عام 1807، تمثل واحداً من أبرز الأماكن في وسط مدينة شتوتغارت، حيث يمكن مشاهدة أفضل تصميم حديقة في الأقسام الأربعة التي تتكوّن من حدائق القصر العليا والوسطى والسفلى "شلوس غارتن" وحديقة الأكاديمية "أكاديمي غارتن" (موقع الأكاديمية العسكرية السابقة). يمتد هذا الحزام الأخضر الخلاب من القصر الجديد في قلب المدينة إلى نهر النيكار في منطقة "باد كانشتات" ويستمر عبر حديقة "روزنشتاين". وتقع حدائق القصر العليا والوسطى، التي تم إعادة تصميمها في عام 1951، على مرمى حجر من محطة القطارات الرئيسية وشارع الملك "كونيغس شتراسه" وتمثل مكاناً يدعوك للتنزه بأريحية، مع أشجارها القديمة ومساحات كبيرة من العشب وبحيرات ونوافير مزخرفة.

وتضم حدائق القصر العليا القصر الجديد والأوبرا والمسرح وحديقة الورود وبحيرة "إيكن زيه". وفي حدائق القصر الوسطى هناك مقهى البحيرة "كافيه آم زيه"، حديقة الجعة "بيرغارتن"، الجناح الوطني "لانديس بافليو"، القبة السماوية "بلانيتاريوم"، آثار قصر المتعة "لوست هاوس" وبحيرة حديقة القصر. أما حدائق القصر السفلى المجاورة فهي تنتهي عند نهر النيكار، ومن هناك يواصل المسار الأخضر "يو" طريقه في حديقة "روزنشتاين".

إلى الشمال من "روزنشتاين بارك" توجد الحديقة الحيوانية-النباتية "فيلهيلما"، التي تم بناؤها بأمر من ملك فورتمبيرغ فيلهيلم الثاني وتم تصميمها بنمط مغاربي من قبل كارل لودفيغ في عام 1842. وفي عام 1846 شهد تدشين الحديقة الاحتفال بزواج ولي العهد الأمير كارل بالأميرة أولغا من روسيا، ابنه القصير. وبعد وفاة الملك، كان الحديقة لا تزال حديقة عرض نباتية، تم إتاحتها أمام العامة في عام 1880. وحتى بعد الحرب العالمية الثانية لم يكن قد جاءت إلى الحديقة أولى الحيوانات.

اليوم، يضم "قصر الحمراء على نهر النيكار"، كما يشار إليها غالباً، 9 آلاف حيوان من ألف نوع مختلف، ما يجعلها واحدة من أكثر حدائق الحيوان تنوعاً في العالم، وواحدة من الحدائق التي تمثل قطاعاً عريضاً من كل منطقة مناخية على وجه الأرض. هناك أيضاً مجموعة قيمة من النباتات، تشتمل على 6 آلاف نوع. ومع تبدل الفصول يتغبر وجه الحديقة. وبالفعل، فإن الانطباعات التي تخلقها أزهار المغنوليا، زهور الصيف، زنبق البركة في إزهاره الكامل، نباتات متوسطية، نخيل وأشجار قديمة رائعة هي باختصار ساحرة جداً.