إذا كان قلب المدينة يزخر بالفنادق الفخمة والعريقة والمعالم الأثرية والسياحية التي تستحوذ على إعجاب مختلف الأذواق، فإن لوحة طبيعية جميلة ستكون بانتظارك في المناطق المحيطية بالمدينة. فهناك ستتعرف على قرى ريفية جميلة مازالت تحافظ على تقاليدها العريقة، وستشاهد الكنائس القديمة ذات القباب البصلية، وستحظى برحلة مثيرة في بحيراتها الصافية المتألقة، وبالتأكيد فإن قمم الجبال المهيبة التي تحيط بالمكان ستشد نظرك إليها، نظراً لجمالها وروعتها. فهذه الطبيعة الجبلية الانسيابية الخضراء، ستضفي على التنزه والتجوال والاستجمام معان جميلة تظل محفورة في ذاكرتك.

 

 

يمكنكم مثلاً زيارة قلعة (نوي شفان شتاين) الشهيرة عالمياً، التي قام (لودفيغ الثاني)، ملك بافاريا، ببنائها فوق قمة من قمم جبال الألب الساحرة. فتصميمها كان نموذجاً تم الاحتذاء به عند بناء قلعة الحكايات في (ديزني لاند). وتقع قلعة (نوي شفان شتاين) بالقرب من القلعة القديمة (هوهون شفان غاو) وبحيرة (ألب زيه) ذات المياه الصافية، وتبعد عن مدينة ميونيخ ساعتين بالسيارة. وفي كلا القلعتين، يوجد مرشد سياحي. وبعد التعرف عليهما يمكنكم أخذ الطريق الريفي عبر (شفان غاو) لتشاهدوا قلعة أخرى للملك (لودفيغ الثاني) وهي قلعة (ليندرهوف)، التي كانت في الماضي استراحة للملك (لودفيغ الثاني) أثناء رحلات الصيد، وهي محاطة بحديقة جميلة والريف الرائع لجبال الألب. ويعكس الأثاث الفاخر فيها فن عصر الباروك الفرنسي.

 

ولا تفوتوا زيارة (أوبرامرغاو)، التي تعد واحدة من أشهر قرى بافاريا العليا. فهذه القرية التراثية الجميلة هي موطن نحاتي الخشب. وتشتهر ببيوتها الملونة، ومسرحية الآلام، التي تعرض كل عشر سنوات.

 

وبالنسبة للبحيرات فهي كثيرة، إذ يمكنكم زيارة بحيرة (شتارنبيرغ)، فهي قريبة من ميونيخ، وسهل الوصول إليها بالسيارة أو المواصلات العامة. وتعد هذه البحيرة مقصداً محبباً لرحلات اليوم الواحد، إذ أن 19 كم من أصل 49 كم من شاطئ البحيرة مخصص للاستجمام. كما يمكنكم حجز تذاكر للقوارب على البحيرة أو الدفع في نفس اليوم. وفي الجزء الشرقي من البحيرة تقع بلدة (بيرغ) التي تمثل المكان الذي غرق فيه الملك (لودفيغ الثاني) وهناك نصب تذكاري لذلك.

 

 بحيرة (كيم زيه)، التي تلقب أيضاً بالبحر البافاري، فتبلغ مساحتها حوالي 80 كم مربع، ويصل عمقها إلى 73 متراً. وتجذب هذه البحيرة، التي تعتبر أكبر بحيرة في بافاريا، العديد من الزوار في فصل الصيف والذين يفضلون قضاء إجازاتهم بالقرب من البحيرة، حيث موقعها البديع بالقرب من جبال الألب والأنشطة الصيفية المختلفة ومبانيها الجميلة. كما أن جزيرة (هيرن كيم زيه)، التي تعد أكبر جزيرة في البحيرة، تعتبر من المزارات الهامة للسياح. ومن خلال رحلة قارب يمكن للزائر التمتع بزيارة القصر الباهر للملك لودفيغ الثاني، الذي يعتبر نسخة طبق الأصل من قصر فرساي بفرنسا. هذه القصر الرائع كلف الملك الكثير بالمقارنة بالقصور الأخرى.

 

ولا بنبغي تفويت زيارة بحيرة (تيغرن زيه)، الي تكوّن شكلها الحالي خلال العصر الجيلدي، أي قبل 12000 عام تقريباً. كما يمكنكم ركوب التلفريك والصعود إلى جبل (فالبيرغ) في (روتاخ إيغرن)، الذي يبلغ ارتفاعه 1722 متراً، للتمتع بمنظر البحيرة الرائع. بالنسبة لأهل ميونيخ، فإن بحيرة (تيغرن زيه) تعتبر من الأماكن المفضلة للقيام برحلة ليوم واحد وذلك لقربها من العاصمة. وهي من المناطق الجذابة للاسترخاء والنقاهة.

 

كما يمكن لمحبي الاستكشاف زيارة المنجم الملح في (بيرشتسغادن). فلسنوات عديدة كان يسمح فقط لعمال المنجم بدخول نفق الملح ذي النظام المعقد. واليوم وبعد استخلاص الملح من المنجم لمدة زادت عن 500 عاماً تم افتتاح المنجم للزوار ومحبي الاستكشاف كي يتعرفوا على كيفية استخلاص الملح ذي العلامة التجارية المعروفة باسم (باد رايشنهال). كما يمكن أيضاً تناول وجبة الغداء في هذا الموقع المميز. وتقبع مدينة (بيرشتسغادن) عند أقدام جبل (فاتسمان) والتي تزين بيوتها وكنائسها الألوان الجميلة جديرة بالزيارة أيضاً.

 

ومن الأشياء الجميلة التي يمكنكم التمتع بها هو القيام برحلة بواسطة القطار المسنن إلى النهر الجليدي في (تسوغ شبيتسه)، والذي يعد أعلى جبل في ألمانيا بارتفاع يبلغ 2962 متراً. فهنا يمكنكم تنشق هواء الجبل النقي والتنزه قليلاً لاستكشاف النهر الجليدي. وتعتبر درجات الحرارة المنخفضة وسقوط الثلوج من الأمور التي يمكن توقعها دائماً في فصل الصيف.

 

وقبل العودة إلى ميونيخ لا تفوت فرصة زيارة موقع الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1936 في (غارميش بارتنكيرشن)، والتي ترتبط بميونيخ بطريق سريع. وفي الصيف توفر هذه المدينة الرائعة الجمال الواقعة عند سفوح جبال الألب البافارية عروضاً لتسلق الجبال ورياضة المشي لمسافات طويلة. وفي فصل الشتاء يمكنكم أيضاً الاختيار بين الرياضات الشتوية المختلفة في (غارميش-بارتنكيرشن) التي تعد من أفضل الأماكن في العالم للتزلج. ويمكن استئجار أدوات التزلج من مدرسة تعلم التزلج (سكي شوله تسوغ شبيتسه-غرايناو) ذات اللغات المتعددة، كما توفر المدرسة دروساً خاصة للتزلج. كما تنتظرك متعة التزلج في أطول منطقة طبيعية للتزلج في ألمانيا المتمثلة في جبل (فالبيرغ). وكبديل للعائلات هناك جبل (بلومبيرغ) الذي يتضمن مستويات صعوبة مختلفة