ثقافة وفن

من المعروف أن ميونخ هي مدينة عالمية مفعمة بالأجواء الثقافية، فهي تمتلك الكثير من المتاحف المتخصصة والمعارض المتنوعة التي تزخر بالفنون واللوحات الفنية، كما تقدم المدينة الكثير من البرامج الثقافية المنوعة كالفعاليات الموسيقية أو المسرحية بالإضافة طبعاً إلى المهرجانات الشعبية المحبوبة وعلى رأسها مهرجان أكتوبر (أكتوبر فيست). ومن الأشياء التي يمكن أن تلاحظها بسرعة خلال زيارتك إلى عاصمة ولاية بافاريا هو احترام أهلها لتقاليد وثقافات الشعوب الأخرى.



تضم هذه المدينة مجموعة واسعة من المتاحف والمعارض، وكل من يعشق اللوحات الفنية سيسر عند زيارته المتاحف الثلاثة المخصصة للوحات والرسومات الفنية في شارع "بارر شتراسه" في منطقة "شفابينغ"، فهذه المتاحف تعد من أهم متاحف اللوحات الفنية في العالم. بدورها، تقوم دار الفن بعرض مقتنيات فنية وتاريخية تعود إلى مختلف العصور الفنية، وتعتبر اليوم من بين المعارض التي تقوم بعرض الأعمال الفنية للفنانين المعاصرين من مختلف أنحاء العالم. كما يضم مبنى "لنباخ" عدداً كبيراً من الأعمال الفنية التي تنتمي إلى مجموعة الفنانين التعبيريين "الفرسان الزرق".

 

وعند زيارة متحف بافاريا القومي، فإنك ستتعرف على شكل الحياة في الحقب البائدة، حيث يمكنك مشاهدة التماثيل التي تنتمي للعصر القوطي، وفن صناعة الذهب كما كان في نهاية عصر النهضة، وسجاد الحائط الثمين والقطع الأثرية النادرة التي ترجع إلى عصر الباروك والروكوكو. ولا تكتمل صورة الفن البافاري والأوروبي المتألق إلا من خلال اللوحات والساعات والأعمال الفنية المصنعة من العاج. وتضم مقتنيات المتحف المتنوعة مشغولات فنية يدوية وتراثية وأعمالاً فنية من خارج ولاية بافاريا.


وفي المتحف الألماني، سيجد عشاق الإنجازات التكنولوجية هناك سفناً شراعية ونماذج نووية وطواحين هواء وكبسولات فضائية وقاطرات ديزل، وأناساً آليين مستخدمين في مجال الصناعة، وآلات الأرغن، وسفن إنقاذ وغيرها الكثير. ولا يعتبر هذا المتحف واحداً من أقدم متاحف التاريخ الطبيعي والتقني في العالم فقط، بل يُعد كذلك أحد المتاحف التي تتمتع بأكبر عدد من الزائرين.


أما المعارض المؤقتة والدائمة التي يقيمها متحف المدينة، فتمكن المء من الاطلاع على الوثائق والسجلات التي تتناول تاريخه ميونخ. كما تقام هنا معارض خاصة حول تاريخ الحضارات والثقافات المختلفة. ويغطي هذا المتحف نطاقاً ثقافياً وفنياً واسعاً.

وبالنسبة للمهرجانات الشعبية فيتصدرها مهرجان أكتوبر (أكتوبر فيست) الذي يسمى شعبياً (فيزن). ويعتبر هذا المهرجان، الذي يقام في ميونيخ منذ عام 1810، أكبر مهرجان شعبي في العالم. ويبدأ افتتاح المهرجان عند مرج (تيريزن) وذلك في يوم السبت الذي يلي 15 سبتمبر، بينما يتزين الختام باحتفالات تقليدية تقام في أول يوم أحد من شهر أكتوبر.

 

 

وتشهد المدينة الكثير من البرامج المتفردة التي تُقام على منصات مسارحها العالمية ودور الأوبرا الشهيرة التي تضمها. وتزخر ميونيخ أيضاً بالأجواء المفعمة بالموسيقى ذات الأنماط المتنوعة التي يقدمها عازفون نجوم، جاذبة أهل المدينة وضيوفها القادمين من مختلف أنحاء العالم. كما تتمتع الفعاليات الثقافية والمهرجانات التقليدية بشعبية كبيرة على الصعيد العالمي وعلى رأسها مهرجان أكتوبر (أكتوبر فيست).

تزخر ميونيخ بالكثير من البرامج الثقافية المنوعة، سواء أكان ذلك على صعيد التمثيل أو المسرح أو فيما يخص الأوبرا، حيث تقام هذه الفعاليات في أماكن تحتل شهرة كبيرة في المدينة مثل: مسرح الأمير الحاكم "برينتس ريغنتن تيآتر"، دار الأوبرا البافارية، مسرح المدينة بميدان غيرتنر "غيرتنربلاتس تيآتر"، والمسرح الألماني.

كما تقدم مدينة السينما في بافاريا عروض الألعاب المثيرة لبدلاء الممثلين، وكذلك عروض الأفلام رباعية الأبعاد المذهلة، وتوفر للأطفال فرصة التعرف على ما يجري خلف كواليس كبار المخرجين السينمائيين. وتقدم جولات تعريفية باللغة الإنكليزية داخل مدينة "هوليوود ميونيخ".


ويمكنك أيضاً أن تعيش الأجواء الموسيقية التي ينتظرها المصطافون في ميونيخ بفارغ الصبر، كحفل الموسيقى الكلاسيكية في "أوديونسبلاتس"، الذي يعتبر قمة احتفالات ميونيخ الصيفية الثقافية، ويتخلله حفلات تقدمها "إذاعة الأوبرا البافارية" و"محبو الهارمونية الموسيقية" التي تضفي نكهة إيطالية على ليالي ميونيخ الممتعة. كما أن هناك العديد من العروض الموسيقية الأخرى التي تتميز بسمعة عالمية، بالإضافة إلى عروض يقدمها عازفو الجاز والراب ونجوم الروك.

وإذا كنت من محبي الألعاب البهلوانية المثيرة، فيمكنك زيارة سيرك "كرونه "العريق، حيث ستحظى بمشاهدة باقة كبيرة ومتنوعة من الألعاب وعروض البهلوانات والحيوانات المتوحشة التي تبهر عيون المشاهدين بالإضافة إلى العديد من الفقرات الشيقة التي ما هي إلا جزء من برنامج متنوع، خصوصاً أن هذا السيرك لا يعتبر الأكبر في ألمانيا فقط، بل في كل أوروبا.


ويعيش في المدينة عشرات الآلاف من المسلمين، الذين ترجع أصولهم إلى جنسيات مختلفة، ويعود جزء كبير منهم إلى الأصول التركية وآخرون إلى دول اتحاد الجمهوريات اليوغوسلافية سابقاً، بالإضافة إلى المسلمين من أصول عربية. وبالتالي تعتبر اللغات التركية والصربية والكرواتية من اللغات المستخدمة للصلاة في معظم المساجد والزوايا في ميونخ، بالإضافة طبعاً إلى العربية. واعتاد الناس في ميونخ على رؤية الزي الخليجي  التقليدي، فالضيوف العرب أصبحوا يشكلون جزءاً حيوياً من زوار المدينة، لاسيما مع توفر رحلات جوية مباشرة بين أغلب المدن العربية ومدينة ميونخ. فهذه المدينة تعتبر وجهة سياحية مهمة جداً بالنسبة للسياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي.

 

وتقوم مدينة ميونخ وهيئة السياحة فيها بتوفير معلومات باللغة العربية على شبكة الإنترنت تتناول كل ما يحتاج المسافر العربي إلى معرفته، بالإضافة إلى كتيبات مطبوعة باللغة العربية. كما تزخر المدينة بالعديد من المرافق السياحية التي اعتادت على استقبال الضيوف العرب والاهتمام برغباتهم واحتياجاتهم. وتوفر معظم الفنادق والمطاعم اللحوم الحلال وتعرف جيداً متطلبات واحتياجات السائح الخليجي. كما توظف الكثير من الفنادق والمطاعم والوجهات السياحية في المدينة، كوادر تجيد التحدث باللغة العربية. لذا، فإنه بمجرد وصولك إلى مدينة ميونخ ستشعر بالفعل وكأنك في بيتك الثاني. وحتى في مطار ميونخ فإنه بإمكان المسافرين المسلمين القيام بأداء الصلاة في المصلى المخصص لهم داخل مبنى الركاب رقم 1 في الدور الخامس من المنطقة (C).