أماكن ينبغي زيارتها

هامبورغ، البوابة إلى العالم، الجميلة، عروس الشمال: هذه المدينة الخضراء ذات الواجهة البحرية الخلابة تعتبر بجدارة واحدة من أجمل المدن الألمانية. ولا يمكن لأهل هذه المدينة الهانزية أنفسهم إلا أن يعبروا عن اعتزازهم بمدينتهم. وعلى الرغم من وجود معالم وأماكن سياحية جذابة عديدة في هذه المدينة، إلا أن هناك بعض من الأماكن التي لا ينبغي على أي زائر تفويت مشاهدتها والتمتع بأجوائها.

 

بحيرة الألستر

تعتبر هذه البحيرة التي تبلغ مساحتها 160 هكتاراً والواقعة في قلب المدينة، جنة لعشاق الإبحار. هل هنالك مكان آخر يمكن للمرء أن يكون فيه وسط المدينة وعند الماء؟ سواء أحببت الاسترخاء على مقاعد الاستلقاء، التنزه، القيام برحلة بحرية عبر الألستر أو الإبحار بواسطة المراكب الشراعية، فإن الخيارات واسعة جداً.

هذه المدينة الواقعة على الماء لا تُضاهى وتتميز بطابع فريد. فهناك تقريباً 2500 جسر، أي أكثر بكثير من أمستردام، لندن والبندقية مجتمعة، تمتد فوق القنوات المائية التي لا حصر لها بين أنهار "إلبه"، "ألستر" و"بيله". كما تساهم الأجواء البحرية والهواء النقي والانفتاح الهانزي على العالم في جعل هامبورغ أفضل مدينة في العالم بالنسبة للكثيرين.

وقد تم حصر مياه وادي الألستر الصغير وروافده الأصغر منذ القرن الثالث عشر لتكوّن بحيرة الـ (ألستر) التي هي اليوم إحدى مناطق الإلتقاء المفضّلة لأهل هامبورغ وزوارها. فمنظر المدينة اليوم يبدأ من بحيرة الألستر الداخلية وجسر "لومباردس بروكه" باتجاه "يونغفيرن شتيغ"، مع العديد من الأبراج التي تزين الخلفية. وبمساحة تبلغ 164 هكتار، وبنوك تمتد على مسافة سبعة كيلومترات، تمثل بحيرة الألستر الخارجية بدورها مكاناً شعبياً لركوب القوارب الشراعية وزوارق التجديف. وتعتبر الحدائق المحيطة بها مكاناً مثالياً للجري والمشي. ويقدم أسطول سفن الألستر السياحي "الأسطول الأبيض" رحلات ذهاباً وإياباً وخدمات مجدولة.

 

نهر الإلبه والميناء

كل عام، تجوب السفن السياحية وسفن الشحن من جميع أنحاء العالم نهر الإلبه لترسو في ثاني أكبر ميناء في أوروبا. ومن خلال القيام برحلة ذهاباً وإياباً أو عند زيارة واحدة من السفن-المتاحف الأسطورية يمكن للزوار أن يتعرفوا عن قرب على الأسباب التي جعلت هامبورغ تحمل اسم "البوابة إلى العالم". ومن خلال عيد ميلاد الميناء السنوي في شهر مايو يمكن للمرء مشاهدة أكبر وأجمل السفن السياحية في هامبورغ.

يعتبر ميناء هامبورغ القوة الدافعة وراء تطوير هامبورغ ويمثل مصدراً كبيراً للجذب السياحي، لاسيما مع ما يتميز به من موقع مركزي في قلب المدينة. إنه لمن الروعة مشاهدة عمليات رسو وانطلاق السفن وتحميل وتفريغ البضائع في محطات حاويات ضمن أعلى المعايير. ولكن الميناء يضم أيضاً مرافق ثقافية وترفيهية راسخة، إذ تمثل مدينة المستودعات التاريخية "شبايشر شتادت" موطناً للعديد من المتاحف ومراكز الترفيه المختلفة. وتفوح رائحة الحرية والبلاد البعيدة بين مبنى رحلات السفن ومنطقة المخازن التاريخية "شبايشر شتاد" ورصيف "لاندونغس بروكن"وميناء الحاويات الحديث. وأفضل وسيلة لاستكشاف الميناء هي بالتأكيد من خلال رحلة بواسطة القارب ذهاباً وإياباً. فمن خلال القيام برحلة ذهاباً وإياباً أو عند زيارة واحدة من السفن-المتاحف الأسطورية يمكن للزوار أن يتعرفوا عن قرب على الأسباب التي جعلت هامبورغ تحمل اسم "البوابة إلى العالم". ومن خلال عيد ميلاد الميناء السنوي في شهر مايو يمكن للمرء مشاهدة أكبر وأجمل السفن السياحية في هامبورغ.

 

 

الميناء ومنطقة المخازن التاريخية

يضفي ميناء هامبورغ على المدينة بيئة بحرية فريدة من نوعها. وتعود بدايات ازدهاره إلى مدينة المستودعات التاريخية "شبايشر شتاد" وهي عبارة عن مجمع لمستودعات السلع.  وتعد "شبايشر شتاد"، التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 125 عاماً، أكبر مجمع لمستودعات السلع في العالم. هنا توجد سلع متنوعة ذات جودة عالية مثل البن والشاي والكاكاو والتوابل والتبغ وأجهزة الكمبيوتر، كما يحتوي المستودع على أكبر مخزن للسجاد الشرقي في العالم.

 

 

 

"مدينة الميناء"(هافن سيتي)

بين "شبايشر شتاد" والميناء تُعيد هامبورغ اختراع نفسها.. فهي تقتنص فرصة فريدة للنمو في وسع المدينة بحوالي 40 في المئة من خلال مشروع "مدينة الميناء" (هافن سيتي)، الذي يعتبر أكبر مشاريع التنمية الحضرية في أوروبا، فهو يُبنى على مساحة 157 هكتاراً كانت تُستخدم في السابق للميناء. يقع هذا الحي الجديد من االمدينة مباشرة على نهر الإلبه والميناء، حيث يتم إنشاؤه ليقدم مزيجاً فريداً من الثقافة والترفيه، الحياة والعمل، التسوق والطعام.. وتقع حدائقها وأماكنه العامة ومتنزهاته ومناظره وإطلالاته على المياه. وبالفعل، تم إنجاز الأقسام الأولى من الحي الجديد، حيث يعيش حالياً في "هافن سيتي" أكثر من 1500 شخص وحوالي 7200 شخص يعملون هناك (مارس 2010). ويربط قطار الأنفاق (يو 4)، "هافن سيتي" بمركز المدينة. وبحلول عام 2020 سيكون هناك حوالي 45 ألف وظيفة، وسيعيش حوالي 12 ألف شخص في حي "هافن سيتي". هذه المنطقة الجديدة من المدينة والمؤسسات الثقافية المزمع إنشاؤها ستجذب أيضاً حوالي 3 ملايين زائر سنوياً.

وتعتبر القاعة الجديدة للحفلات الموسيقية "إلب فيلهارموني" من أروع الأعمال الهندسية لهذا المشروع، حيث بنيت مباشرة على سطح مخزن. ومن أعلى البناء الشامخ ستتمكن من التمتع بمشهد رائع لنهر الإلبه المذهل.

 

 

بلاد العجائب المصغّرة "فوندرلاند مينياتور"

تقع بلاد العجائب المصغرة "فوندرلاند مينياتور" في حي المستودعات القديمة، وتعتبر أكبر معرض للقطارات المصغرة في العالم، كما أنها تمثل واحداً من أكثر أماكن الجذب السياحي استقطاباً للزوار في ألمانيا.  تحتوي على أكثر من 1000 قطار مع أكثر من 15 ألف عربة، 250 ألف شجرة، 250 ألف نموذج، 150 ألف سيارة، 15 ألف متراً من المسارات و5 آلاف مبنى وعدد لا يحصى من الجسور. يتم التحكم بحركة القطارات بشكل رقمي. ويمكن اختبار عالم السكك الحديدة هذا نهاراً وليلاً، كل نصف ساعة. وهو مكان لا ينبغي تفويت زيارته، فهو مناسب للصغار والكبار على حد سواء.

 

 

متحف "بروتوتيب"

يمثل هذا المتحف ثقافة السيارات قلباً وقالباً، حيث يتمحور حول معروضات السيارات الكلاسيكية التي تم جمعها من قبل "توماس كونيغ" و"أوليفر شميدت". وخلال عقود من عملهما المتفاني لم ينتجا مجموعة من السيارات المتميزة فقط، بل وضعا أيضاً وعلى نطاق واسع أرشيفاً وإرثاً من التصاميم والهياكل السابقة والسائقين. ولا يكتفي "بروتوتيب" بعرض أحادي الأبعاد للسيارات، بل يتجاوز ذلك لينتقل إلى التنوع الكبير والمراحل الزمنية لتطور صناعة المركبات، مع التركيز كثيراً على الناس وراء السيارات.

هنا يتعرف الزوار على السيارات الرياضية وسيارات السباق عقب الحرب، تصاميم بورشه الأولى، تصاميم وهياكل وسجل السيارات مع تاريخ السباقات المهمة، تصاميم بمميزات متفردة وعصرية.

 

سوق السمك وقاعة المزاد العلني

لا تكتمل زيارة هامبورغ دون زيارة سوق السمك التقليدي التاريخي (فيش ماركت) إذ تسير الحشود صباح أيام الآحاد (من الساعة 5 صباحاً إلى 9:30 مساءً) في الممرات الضيقة. فمنذ عام 1703 يُباع هناكل ما بخطر على البال، بحيث يمكن الحصول على شتّى البضائع. ومن التجارب الرائعة للذين يستيقظون باكراً هو تناول الفطور على أنغام الموسيقى الحية تحت سقف قاعة المزاد العلني التي يبلغ عمرها أكثر 100 عام ويرتبط اسمها تاريخياً بالسمك.

 

 

مباني تاريخية

تزخر هامبورغ بمتاحفها المرموقة عالمياً وصالاتها الفنية التي تجذب أعداداً كبيرة من الزوار كصالة الفن (كونست هاله) التي تقدم جولة ثقافية مثيرة عبر تاريخ الرسم الزيتي والنحت من القرن الرابع عشر وحتى اليوم. وتمثل هذا الصالة متحفاً للفن وموطناً للعديد من المجموعات الفنية الرئيسية.

وحتى عندما تزور مبنى البلدية (راتهاوس) قد تتصور أنك في متحف كبير، إلا أنه في الحقيقة يمثل وسط المدينة السياسي. وكمكان متنوع الاستخدمات للسياسة والتمثيل الحكومي، فإن اثنين من الهئيات السياسية الرئيسية في المدينة الهانزية يتخذان مقرهما فيه وهما: وزراء (سناتور) ولاية هامبورغ والمحافظ. ويعود تاريخ هذا المبنى المشيد من الحجر الرملي لأكثر من مئة عام. فبعد حريق شب في عام 1842 وقضى على مبنى البلدية بشكل كامل، رحل المجلس لفترة مؤقتة إلى مبنى آخر وذلك لمدة 55 عاماً! وقد تم تدشين مبنى البلدية الجديد في عام 1897 وهو يتكون من 647 غرفة ويقف على أكثر من 4000 عمود من شجر البلوط. وعلى العكس من الطراز السائد في المنطقة، فإن مبنى البلدية يلمع بواجهة ذات زخارف كثيرة ومحاطة بـ 20 تمثالاً. ويجد الزائر فوق البوابة الرئيسية الجملة التالية المكتوبة باللغة اللاتينية: "يجب على الأخلاف المحافظة بكرامة على الحرية التي نالها الأجداد".

وبشكل عام تسيطر على صورة المدينة أبراج الكنائس الهامة مثل (سانت كاترينين) و(سانت بيتري) و(سانت ياكوبي) و(سانت نيكولاي) و(سانت ميشائيليس) التي يطلق عليها (ميشل)، وتعد الأخيرة أهم مبنى كَنَسي في شمال ألمانيا والذي يعود إلى عصر الباروك. وبالقرب من (ميشل) تقع شقق مكاتب التجار (كراميرامتس فونونغن) التي هي عبارة عن نصب تاريخي ومنطقة صغيرة من هامبورغ القديمة تعود إلى القرن 17. وتم الإبقاء على إحدى شقق التجار التاريخية هذه في وضعها الأصلي وتأثيثها من قبل متحف تاريخ هامبورغ بأثاث كامل يعود إلى الأعوام 1860/1850.

أما المدينة القديمة (ألت شتادت) فهي بالفعل أقدم حي في هامبورغ وأكثر الأحياء جاذبية للكثير من السيّاح. ومن أهم المباني هناك (تشيلي هاوس) و(كونتور هويزر) في ساحة (بوركارد بلاتس(.

ويمكن للزائر تخيّل هامبورغ القديمة في بعض الأماكن، فمثلاً في شارع (كريمون) كانت تتواجد المخازن ومنازل السكن المطلة على قنوات المياه الجارية وعلى الشارع بحيث أمكن نقل البضائع على الماء وعن طريق البر.كما يعيد شارع (دايش شتراسه) ذكريات الماضي، فهو شارع قديم للتجار كان يضم مكاتبهم إلى جانب منازل سكنية تعود إلى القرن 17 حتى 19، وفيه العديد من المطاعم والحانات الفاخرة التي ترحب بالزائر لقضاء أوقات جميلة.