المؤلفون الأجانب يبدعون في كتاباتهم باللغة الألمانية ويحققون نجاحا

ماينتس / 24 شباط/فبراير 2015 (د ب ا) - يتخذ الكاتب فلاديمير كامينر موقفا طريفا يتسم أيضا بالواقعية، فعندما سئل هذا الروائي الروسي الذي يقيم في ألمانيا عن سبب عدم استخدامه لغته الأم الروسية في تدوين مؤلفاته مثل " الديسكو الروسي "، كانت إجابته " إنني أكتب باللغة الألمانية هنا، لأنه لا يوجد أبله في هذه المدينة يفهم الروسية".

وهذا المؤلف محق في قوله، غير أن هذا الرد لا يفسر حتى جزءا صغيرا من النجاح الذي حققه المؤلفون، الذين كانوا يكتبون في السابق بلغات أجنبية عندما تحولوا إلى الكتابة باللغة الألمانية أثناء إقامتهم في ألمانيا.

ومن بين هؤلاء المؤلفين فريدون زايموجلو الذي حصل مؤخرا على جائزة مدينة ماينتس للرواية التاريخية.

ولم تكن الجائزة الأدبية فقط هي التي ألقت الضوء على زايموجلو الذي ولد بمدينة بولو التركية، ففي يوم السبت الماضي كان أحد الشخصيات التي تم الاحتفاء بها في " اليوم العالمي للغة الأم " الذي أقيم تحت رعاية اليونسكو، ويعد هذا اليوم مبادرة لتشجيع التنوع اللغوي.

ويعد الكتاب من أمثال كامينر وزايموجلو والكاتب الألماني من أصل عراقي عباس خضر أشخاصا يمكنهم أن يصفوا - كمثال للتوضيح - كيفية الجلوس وسط مقاعد لغوية مختلفة.

ويعتقد الخبراء أن نجاحهم يمكن تفسيره جزئيا بالطريقة الخاصة التي يتعاملون معها مع أهم أداة يعملون بها وهي اللغة.

ويوضح لوتس كونتش من جمعية اللغة الألمانية أن " حقيقة أن الكاتب فلاديمير كامينر لا يتحدث الألمانية باعتبارها لغته الأم تتيح له إمكانية استخدامها بشكل جيد، كما أن هؤلاء الذين يعملون بجد لإتقان لغة أجنبية يراعون الجوانب الفريدة فيها بشكل وثيق بدرجة أكبر من المتحدثين بها كلغة أم ".

ويعتبر فريدون زايموجلو الآن الألمانية هي لغته المفضلة.

ويقول زايموجلو الذي يبلغ من العمر 50 عاما ويقيم في مدينة كييل شمالي ألمانيا " إن اللغة الألمانية نمت معي بمرور الزمن "، كما أنه يولي اهتماما شديدا بالنصوص الألمانية، ولا يشعر بالرضا دائما عما يراه.

ويضيف " إن ما لا أحبه في النثر الألماني المعاصر هو اتجاه معين تجاه اللغة الألمانية يبدو أنه خال من الإبداع والخيال ".

وليس ثمة شك مع ذلك في أنه مدافع قوي عن اللغة الألمانية.

ويقول " إن هناك أشخاصا يقولون إنك لا تستطيع باعتبارك أجنبيا أن تعبر بدقة عن حرارة المشاعر وتقلبات المزاج، ولكن الذين يقولون ذلك حمقى على الرغم من قسوة هذا الوصف ".

وبالمثل فإن الكاتب الألماني العراقي عباس خضر مؤلف رواية " خطاب إلى جمهورية الباذنجان " يستشهد بميزة التمتع بنظرة لا تعوقها قيود لما يقال بشكل عام عن تعقيد للغة الألمانية، ويراعي خضر بدرجة أكبر عدم الوقوع في الأخطاء التي يتعرض لها مستخدمو هذه اللغة.

غير أنه أيضا على وعي بالعيوب التي تواكب عملية الكتابة بلغة أجنبية.

ولم يكن لدى خضر على الإطلاق شعور بأنه على تمكن تام من اللغة الألمانية، وهو يعرض صورة صادمة ليوضح صعوبة التعبير بلغة تختلف عن اللغة الأم فيقول " إن الكتابة بلغة أجنبية تجعلك تشعر بأنك ترتكب جريمة، وهي عملية حافلة بالمعاناة مثلما ".

 

من : يوناس إريك شميت