تقدم توليفة تجمع الثقافة وجودة الحياة والصحة معاً

برلين.. عاصمة عالمية للرعاية الصحية

تساعد العاصمة الألمانية برلين زوارها على الاسترخاء والصحة. فمن أراد الاحتفاظ بصحته أو التعافي أو كذلك الاستمتاع بوقته وحيويته، سيجد أفضل العروض في برلين، بدءاً من المنتجعات الصحية وواحات الاستجمام وحتى أبرز المستشفيات الحديثة والمراكز الطبية المختصة العريقة. ليس هناك أي مدينة كبرى أخرى تقدم لزائريها توليفة متكاملة تربطج الثقافة ونمط الحياة والجودة العالية مع الصحة.

وتعتبر العاصمة الألمانية واحة طبيعية خضراء تتزين بالحدائق والمنتزهات والغابات. كما تعد المدينة عاصمة الصحة، حيث يوجد فيها أفضل الأطباء المختصين في كافة المجالات، والذين يقدمون خدماتهم الطبية في أشهر المراكز الصحية. وتمنح برلين ضيوفها المرضى إمكانيات كثيرة، بدءاً من الفحص الأولي صباحاً في المستشفى ومن ثم التوجه إلى صالون التجميل والقيام في النهاية بجولة داخل المدينة للتعرف على مكنوناتها السياحية.

ويوجد في برلين أفضل الخبراء المتخصصين على مستوى جميع المجالات الطبية ومستشفيات ذات الشهرة العالمية، مثل مركز أمراض القلب الألماني ومستشفى شاريتيه الجامعي. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المصحات (من بينها مؤسسة فيفانتيس الطبية الدولية، مجموعة مستشفيات هيليوس، شركة بول جيرهارد الدولية للخدمات الصحية الكنائسية، مستشفى ميوكلينيك ومستشفى شلوس بارك كلينيك) التي تضم مراكز للخدمات دولية تنكب أساسا على تلبية احتياجات المرضى الأجانب، وذلك من خلال تقديم أعلى مستويات العلاج الطبي في ألمانيا.

 وقد أجرت جامعة بون راين زيغ دراسة بعنوان "دراسة السوق السادسة الخاصة بالمرضى الدوليين في المستشفيات الألمانية" تم تصنيف العاصمة الألمانية من خلالها في المركز الرابع من بين مدن السياحة العلاجية في العالم (بعد الهند وتايلاند والولايات المتحدة). إلى جانب المؤهلات الطبية الرفيعة، تخصص مدينة برلين للمرضى الأجانب عرضاً فريداً يجمع بين التوجيه الصحي وعروض الاستجمام والمنتجعات الصحية وبرامج العناية بالجمال والعلاج التجميليدون نسيان روح المدينة الذي يساعد على الراحة والاسترخاء.

ويتضح نجاح برلين كحاضرة علاجية عالمية من خلال تقاليد طبية عريقة، تعود إلى ثلاثة قرون خلت تؤكد مكانتها كعاصمة للعلم والرعاية الصحية. فهنا يشتغل  أكثر من عشرة علماء حاصلين على جائزة نوبل، منهم باحثون مثل رودولف فيركوف وروبرت كوخ. وتملك برلين حوالي 80 مستشفى يعمل بها قرابة 19 ألف طبيب – أي ضعف العدد في بافاريا وهامبورغ – حيث إنهم يسهرون على تقديم العلاج لأكثر من 782,745 مريض سنوياً. ويعتبر عدد المرضى الأجانب المتوافدين على برلين لتلقي العلاج في تزايد مستمر، وقد نشرت وكالة زوروا برلين (visitBerlin) عام 2013 تقريراً عن عدد المرضى الذين حلوا بمدينة برلين خصيصاً لغرض العلاج،  كشف أن هناك 9271 سائحاً قدموا إلى برلين عام 2012 من أجل تلقي العلاج الطبي في سبعة مستشفيات دولية نسقت فيما بينها لإحداث شبكة جديدة، وهي مستشفيات فيفانتيس الدولية ومستشفى شاريتيه الدولي ومركز برلين لأمراض القلب ومستشفى هيليوس الدولي للرعاية الصحية ومستشفى باول غيرهارد الدولي (PGD) ومستشفى ميوكلينيك شلوسبارك (MEOCLINIC). أما عدد القادمين إلى برلين للسياحة العلاجية بوجه عام فهو أكبر من ذلك بكثير. ويجري باستمرار توسيع وتطوير ما يعرف بـ"عنابر الراحة" التي تقدم للمرضى المحليين أيضا. ويتماشى هذا الاتجاه المتصاعد مع برنامج النمو في ألمانيا، حيث زاد عدد المرضى في السنوات الثلاث الماضية بنسبة 87.9 بالمائة (طبقاً لدراسة السوق السادسة للمرضى الأجانب في المستشفيات الألمانية التي أجرتها جامعة بون راين زيغ)، ويأتي أغلب المرضى الأجانب من روسيا والدول العربية وأمريكا والدول المجاورة لألمانيا، وذلك تقديرهم الكبير لمستوى العلاج والرعاية الصحية في ألمانيا، إضافة إلى الأسعار المناسبة والشفافية في احتساب أسعار الخدمات (نظام تشخيص حالات المرضى حسب السعر الجزافي DRG، ونظام رسوم الأطباء GOÄ).

وتعتبر مستشفى شاريتيه أكبر المستشفيات الجامعية في أوروبا، وقد اختيرت مرة أخرى كأفضل مستشفيات ألمانيا عام 2013 (حسب دراسة لمجلة فوكوس 2013). وهي تضم العديد من العلماء ذوي الشهرة العالمية، الذين يعملون مع أبرز مؤسسات البحث العلمي مثل معهد ماساشوتس للتكنولوجيا (MIT) في ولاية بوسطن الأمريكية. منذ عام 2013 تتكاثف جهود البحث الطبي لكل من معهد برلين لأبحاث الصحة (BIG)، الذي يعرف أيضاً بمعهد برلين للصحة (BIH)، ومركز ماكس ديلبروك للبيولوجيا البشرية (MDC) التابع لجمعية هيلمهولتس لمراكز الأبحاث، ومستشفى شاريتيه الجامعي ببرلين. ويقتصر القسم الدولي "شاريتيه إنترناشيونال" على تقديم الخدمات الطبية للمرضى الأجانب، ويجهز مستشفى شاريتيه للمرضى الراغبين في تلقي العلاج به عروضاً عاجلة تختلف حسب كل حاجة، حيث يتضمن كل عرض التكاليف ومدة العلاج. كما يتكفل القسم أيضاً بتنظيم إجراءات التأشيرة والتنقل والإقامة، إذ يمكن للمرضى وذويهم الإقامة في دار الضياف فيركوف التي توفر لهم مستوى الراحة الفندقية، وهذا بالطبع إلى جانب خدمة الإقامة في الفنادق الفاخرة.

مستشفيات فيفانتيس – شبكة الرعاية الطبية. تتكون مؤسسة فيفانتيس من تسعة مستشفيات بالإضافة إلى عدد كبير من عيادات إعادة التأهيل، لتكون بذلك أكبر مجمعات المستشفيات في ألمانيا. كما تشتمل على أقسام تركز على احتياجات المرضى الأجانب، خاصة أن هناك خمسة فروع تعمل على تقديم غرف ذات خدمات متميزة لضمان توفير الراحة، مثل الغرف ذات المستوى الفندقي والاستقبال المباشر وخدمة مرافقة المريض من الاستقبال في المبنى الرئيسي حتى الغرفة وإمكانية العلاج من قبل فريق من الأطباء، وخدمة توفير العمال الإضافيين.

ويعتبر المركز الألماني لأمراض القلب برئاسة جراح القلب الشهير عالمياً الأستاذ الدكتور رولاند هيتسر، أحد أهم المستشفيات وأكثرها تطوراً في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية. وقد نال الدكتور هيتسر، الذي عمل أيضاً في ستانفورد بكاليفورنيا، وفريقه المتعدد الجنسيات ثقة الكثير من المشاهير والشخصيات المرموقة، مثل الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين الذي خضع لعدة عمليات جراحية في مركز القلب. هذا وتبلغ نسبة المرضى الأجانب الذين يتلقون علاجهم في المركز ثمانية بالمائة، كما توفر دار الضيافة أكسيل شبرينغر الواقعة بجانب المركز إقامة مريحة لمرافقي المرضى. كما يحصل المرضى وأقرباؤهم على الأسعار المحلية عند الإقامة في دار الضيافة.

كما تلبي برلين أهم الاحتياجات وأكثرها تطلبا في الزيارات والرحلات الصحية، ابتداء من نقل الزائر بسيارة ليموزين من مكان طائرته الخاصة حتى المستشفى، حيث يحظى المريض باستقبال شخصيا و يقيم غرفة تضاهي غرف فنادق خمسة نجوم. علاوة على ذلك، يقوم الفريق الطبي بإجراء فحص شامل له خلال ساعات معدودة، يستعين فيه الأطباء بالتشخيص المصور بالوسائل المتطورة ويجرون اختبارات اللياقة البدنية للمريض، ثم يقوم فريق من الأطباء المختصين في عدة مجالات بتقييم النتائح وتقديم النصيحة للمريض بكيفية الوقاية من الأمراض. ويأتي الدور بعد ذلك على أخصائيين آخرين إذ يستفيد من الاستشارة في حالات العجز عن الإنجاب أو تبييض الأسنان لدى طبيب أسنان من ذوي الخبرة في علاج كبار الشخصيات. ويمكن للزائرين الاختيار بين ستة وعشرين فندقاً فاخراً تقدم جميعها خدمات متميزة ذات خمس نجوم، حيث تعتبر أقسام الاستجمام فيها علامة مسجلة للمتعة والاسترخاء بما تضمه من مسابح فسيحة وغرف ساونا وعروض التدليك.

من جهة أخرى، يقدم مشاهير الخبراء العالميين للزوار المتخصصين الخبرة الألمانية على مستوى جميع المجالات، سواء في المجال الطبي أو في الإداري، وذلك من خلال المقابلة المباشرة في عين المكان أو من الخارج. وتتضمن الخدمات التي يقدمها الخبراء التدريب وإجراء التشخيصات المعقدة والمعالجة والتطبيب عن بعد وإدارة الرعاية الصحية وتقديم الاستشارات في المجال الصحي. وتعتبر برلين عاصمة المؤتمرات الكبرى إذ يقام فيها ما يزيد على 123 ألف حدث كل عام. وتبلغ نسبة المؤتمرات الطبية فيها حالياً قرابة 20 بالمائة لتجعل بذلك مجال الاقتصاد الصحي واحداً من أهم القطاعات الاقتصادية.

وتعد قمة الصحة العالمية (World Health Summit)، التي تقام منذ خمسة أعوام في مدينة برلين، واحدة من أهم وأكبر المؤتمرات، حيث يشارك فيها 1400 خبير متخصص من حوالي 100 دولة، منهم علماء حاصلون على جائزة نوبل ووزراء صحة وممثلو اتحاد حلف الثمانية (M8-Alliance)، وهو شبكة تضم نخبة من أهم كليات الطب في العالم. ويناقش الخبراء في القمة سبل توفير الرعاية الصحية على مستوى العالم في القرن الحادي والعشرين.  

وأقيم أسبوع الصحة بمدينة برلين لأول مرة عام 2013، وتضمن العديد من الفعاليات المختلفة كالمؤتمرات والجولات والندوات المفتوحة مما يتيح للعاملين في القطاع الطبي وكذلك المهتمين إلقاء نظرة على قطاع الاقتصاد الصحي في برلين وبراندنبورغ. ويتناول برنامج هذا الحدث العديد من المواضيع مثل الوقاية الصحية وتقديم الاستشارات في التغذية السليمة واختبارات اللياقة البدنية علاوة على الجولات التوجيهية في معمل معهد فراونهوفر الشهير أو المناقشات المتعلقة بربط الصناعة بقطاع المستشفيات.

بإمكان السائحين الذين قرروا زيارة برلين إلقاء نظرة سريعة في الإنترنت للتعرف على أهم المعالم السياحية والحفلات وأماكن التسوق وأفضل المطاعم التي تتميز بها المدينة وبالطبع حجز غرف الفنادق. كما سيجد السائحون القادمون إلى برلين بغرض العلاج الطبي معلومات شاملة وربما أيضاً تقديم المساعدة والمشورة إن لزم الأمر:

visitBerlin.com