تتميز بمقتنياتها المتفردة

متاحف برلين.. كنوز أثرية وفنية وتقنية

سواء كنت من عشاق الفن أو علم الآثار أو التاريخ أو التكنولوجيا، فبرلين تقدم لزوارها حوالي 180 مرفقاً ترضي جميع الأذواق مع مجموعات فنية مؤثرة ومفاهيم حديثة للمعارض. أما كنوز ثقافات العالم، مثل مذبح برغامون أو التمثال الشهير عالمياً للملكة المصرية نفرتيتي، فهما يصبحان سنة بعد سنة من أبرز المعالم للزوار القادمين من جميع أنحاء العالم. ولكن هناك متعة فنية أخرى وعلى أعلى مستوى تتمثل في لوحات لفنانين كبار وشباب، بدءاً من "جيوتو" وحتى "كارافاجيو"، ومن "ريمبراندت" وحتى "بيكاسو". يضاف إلى ذلك الكثير من المقتنيات الثمينة والاختراعات والتكنولوجيا. هنا نقدم لكم نبذة عن بعض المتاحف المهمة في العاصمة الألمانية:

 

المتحف الجديد

في أكتوبر عام 2009 تم افتتاح المتحف الجديد "نوييس موزيوم" بعد أن قام المعماري دافيد شيبرفيلد بترميمه بصورة رائعة. ويعرض هذا المتحف الآن كنوز المتحف المصري ومجموعة أوراق البردي ومجموعة متحف ما قبل التاريخ وفجر التاريخ وجزءاً من مجموعة التحف القديمة كما يقدم جزءاً من العروض الجديدة أمام الزوار التي تسبر أغوار الأصول البشرية للإنسان.

ويمكن للزوار استكشاف تاريخ العالم القديم من الشرق الأدنى إلى الأطلسي ومن شمال أفريقيا إلى سكاندينافيا الذي يرجع للآلاف من السنين. كما يتم استعراض تطور ثقافة أوراسيا في مرحلة ما قبل التاريخ وفي فجر عمرها ومن العصر الحجري القديم إلى العصور الوسطى والقريبة بعمق وبشكل مفصل.

كما يتم مزج الكنوز الأثرية الشهيرة مثل تمثال نفرتيتي والمجموعة الكاملة للمتحف المصري لفن العمارنة ومجموعة أوراق البردي مع العروض العالمية الشهيرة من متحف ما قبل التاريخ وفجر التاريخ مثل جمجمة نياندرتال التي عثر عليها في مدينة موستيه ومجموعة التحف الخاصة بهنريك شليمان من طروادة التي تقدم منظر شامل فريد لفجر التاريخ البشري.

ويتحدث مبنى المتحف عن نفسه: تم تصميمه وفقاً لتخطيط فردريك أوغست شتولر عام 1841 -1859 ولقم تم ترميمه بشكل كامل منذ عام 2003 تحت إشراف المعماري البريطاني دافيد شيبرفيلد. قام بتثبيت الجزء الرئيسي من المتحف بالأسلوب المعماري المتميز الذي نعرفه اليوم. وكانت النتيجة هي مزيج من الكلاسيكية الحديثة لشتولر الغنية بعناصر الجذب مع الحوار البهيج الذي ينطق من الصيغة الغوية الدقيقة لأعمال شيبرفيلد.

 

المتحف التاريخي الألماني

إن المتحف التاريخي الألماني في برلين هو متحف التاريخ الرسمي في جمهورية ألمانيا الاتحادية. ولقد تم إنشاء هذا المتحف خصيصاً لعرض التاريخ الألماني منذ بدايته إلى يومنا هذا في سياق أثره الدولي وتنوعه الإقليمي.

ومن خلال المعارض الدائمة، تحكي أكثر من 8000 قطعة تاريخية على 7500 متر مربع قصص الأحداث والمواجهات التاريخية والتطورات الاجتماعية والاقتصادية والفلسفية. وعلى أرضية هذا المتحف، تعرض المجموعة الكبرى معلومات عن نقاط الوسائط المتعددة والعروض التعليمية لفهم تاريخ ألمانيا المثير والذي يموج بالأحداث بصورة أعمق من خلال السياق الأوروبي منذ بدايته إلى وقتنا الحالي.

ويستضيف المعمار الرائع للمبنى الملحق والذي أسسه أستاذ المعمار الأمريكي الصيني "أي إم باي" معارض دائمة التغير على أربعة أرضيات تبلغ مساحتها 2700 متر مربع.

 

المتحف التقني الألماني

عند زيارة المتحف التقني الألماني يحظى الزوار برحلة تسبر أغوار تاريخ ألمانيا الفني والثقافي ويطلعون كذلك على العديد من التجارب الحية في مجال العلوم. ويُعد المتحف التقني الألماني، الذي يبلغ مساحته 26.000 متراً مربعاً، من أكبر المتحف في أوروبا ويسير على نفس النهج التي انتهجته المتاحف التقنية والتي كانت جميعها ترحب بالزوار في برلين قبل الحرب العالمية الثانية.

وهناك أهمية تاريخية لموقعه عند نقطة تقاطع طرق السكك الحديد حيث كانت محطة قطارات الشحن تقع في نفس المكان والمراكز الرئيسية لتشغيل القطارات التي يوجد بها مخزني شحن وملحقات المصنع للتخزين السوقي والتخزين البارد. ويُعد هذا المتحف أفضل مكان يُستقى منه الخبرة والتعليم وبه معارض تقدم عملياً جميع أنواع التقنية والتي تشمل تقنية المرور والاتصالات والإنتاج والطاقة والملاحة في أعالي البحر والملاحة الداخلية وتقنية الفضاء والطيران.

وبمناسبة الذكرى المئة لمولد "كونراد زوس"، افتتح متحف الفن التقني حديثاً معرض "أول كومبيوتر - كونراد زوسي وفجر عصر المعلومات". وفي المكان الذي يبلغ حوالي 300 متر مربع (والذي يزيد عن 3000 قدم مربع), تُعرض حياة وأعمال "كونراد زوسي" في 6 وحدات موضوعية في سياق التاريخ العالمي للتقنية.

علاوة على ذلك، يعرض المتحف أيضاً مجموعة من أضخم مجموعات السكة الحديد في العالم أجمع في مخازن القاطرات التاريخية كما يوجد فيه عدة طواحين. ويتم تقديم العديد من العروض على عدة مساحات في المتحف والتي تنتمي إلى جميع العصور. فعلى سبيل المثال هناك برنامج محاكاة للملاحة بالسفن مما يتيح لك الفرصة بتجربة أن توجه بنفسك سفينة لترسو في الميناء.

 

المتحف القديم

أما المتحف القديم فهو يمثل أحد خمسة متاحف في جزيرة برلين للمتاحف "موزيومس إنزل". ولقد تم بناؤه في الفترة بين 1823 إلى 1830 وفقاً لخطط كارل فردريك شينكل، وهو يعتبر من أروع نماذج العمارة الكلاسيكية. ويعرض المعرض الدائم الذي يسمى" التحف القديمة في المتحف القديم" (وهو عبارة عن مجموعة من التحف الكلاسيكية والكنوز الذهبية) الفن والنحت الإغريقي والروماني.

ويستضيف الطابق الرئيسي الذي تم تصميمه حديثاً في المبنى معرضاً للتماثيل الحجرية والإشكال البرونزية والصلصالية والمصنوعة من الأنسجة الصوفية الغليظة وأواني الزهور والمصوغات الذهبية والمصوغات الفضية القيمة التي تُعد تحف إغريقية. وتُعرض أشكال من الفن الروماني مثل صور قيصر وكليوباترا والتوابيت الحجرية وصور الفسيفساء والصور الجصية وصور توابيت الرومان والفراعنة القدماء. وبعد الانتهاء من كل أعمال الترميم الأساسية في المبنى سوف يتم إلقاء الضوء بصورة أخص على فن شعب الأترسكانيون.

 

المعرض الوطني القديم

يقع المعرض الوطني القديم في جزيرة المتاحف في برلين، حيث يقدم مجموعة من فنون القرن التاسع عشر في الفترة ما بين الثورة الفرنسية والحرب العالمية الأولى ومن الكلاسيكية إلى الانفصالية. وتوجد علاقة ممتازة ومتمازجة بين المجموعة ومبنى المتحف. ولقد تم تصميم صالة العرض هذه تحت إشراف "هينريك ستراك" وفقاً لتخطيط "أوغست شتولر" في الفترة ما بين 1867 و1876 ووفقاً للكيفية التي كانت تبنى بها المنازل التي تعرض أجمل مجموعات الرسوم والنحت في هذا القرن. ومن خلال أخذ جولة في هذا المتحف، يستطيع المرء سبر أغوار الفن الفريد والمعمار الذي يرجع إلى القرن التاسع عشر.

وتشمل أهم مكونات المجموعة تمثال "الأميرتين" الشهير الذي يجسد صورة الأميرة "لويز" والأميرة "فردريكه". ومن أروع ما يعرضه المتحف أشهر أعمال "أدولف فون مينزل" "الحجرة ذات الشرفة" الذي يعود إلى عام 1845. ويعرض هذا المتحف أيضا روائع "أدولف فون مينزل" و"أدوارد مانيت" و"كلود مانيت" و"أوغسته رينور" و"كاسبر دافيد فردريك" و"بول سيزانيه" و"أوغست رودين" و"أنسيلم فوبرباخ" و"أرنولد بوكلين" و"هانز فون ماريز" و"ماكس ليبرمان" و"لوفيس كورينث".

 

متحف بوده

تم إعادة فتح متحف بوده في جزيرة المتاحف في برلين أمام العامة في أكتوبر عام 2006، وذلك بعد الانتهاء من عمليات ترميم واسعة. ويقع هذا المتحف الرائع، الذي يضم 3 أجنحة، في أعلى نقطة شمالية في الجزيرة مع امتداد نهر شبريه مباشرة. فعند النظر إلى المتحف من الماء يبدو وكأنه سفينة عملاقة تمخر عباب الماء.

وهنا، تنتظر الزوار 3 أشياء مشهورة على المستوى الدولي وهي مجموعة تماثيل النحت (تماثيل من العصور المبكرة والوسطى حتى أواخر القرن الثامن عشر) ومتحف الفن البيزنطي (فن من الإمبراطورية الرومانية الغربية والبيزنطية من القرن الثالث إلى القرن الخامس عشر) وخزانة العملات ومعها صالة صالة عرض للأطفال خصيصاً.

ومن أهم ما يوجد في المتحف من الفن البيزنطي هو التوابيت التي تعود إلى عصور قديمة وبقايا توابيت من روما وتماثيل نحت من الإمبراطورية الرومانية الشرقية ونحوت قيمة من العاج وأيقونات من الفسيفساء تذكر بالفن البيزنطي في المحاكم. كما تحتوى المجموعة الضخمة المعروضة في المتحف على عملات إغريقية ويونانية قديمة وعملات إسلامية مزخرفة وعملات من العصور الوسطى من مناطق في شرق أوروبا وكل ذلك موجود في خزانة العملات. تدعوا مجموعة النحت الزوار إلى التنزه في المتحف ليرون الفن الرمزي من العصور الوسطي وحتى أواخر القرن الثامن عشر بينما يستمتع الصغار من محبي الفن في صالة العرض المخصصة للأطفال ويجربون أشياء كثيرة دائمة التغير هناك.

 

متحف بيرغامون

يضم هذا المتحف، الذي له نصيب الأسد من الزيارات في برلين، كنوزاً كلاسيكية ممتازة، مثل مذبح زيوس وبوابة عشتار والغرفة الحلبية وواجهة قصر المشتى.

ويوجد في هذا المبنى الرائع، الذي يعد واحداً من 5 متاحف في جزيرة المتاحف، ما لا يقل عن 3 متاحف: مجموعة التحف الكلاسيكية التي تشغل الصالات المعمارية وجناح النحت والمتحف الأوسط الشرقي ومتحف الفن الإسلامي. ولقد تم أيضاً إعادة فتح خزانة فن العملات الكلاسيكية مع مجموعة العملات المختارة من خزانة العملات في أكتوبر 2009.

وكجزء من الخطة الرئيسية لجزيرة المتاحف، من المزمع ترميم متحف بيرغامون خطوة خطوة. ومن المزمع أيضاً ربطه بالمتحف القديم والمتحف الجديد ومتحف بوده من خلال الممر الأثري والذي سوف يمكن الزوار من المرور بجميع المجموعات الأثرية.

 

متحف الجدار

في متحف الجدار عند نقطة تفتيش تشارلي يرى المرء عدداً من الوسائل والأدوات التي يكاد لا يفهمها والتي كان يستخدمها الناس عند هروبهم من جمهورية ألمانيا الديموقراطية: بداية من المنطاد المملوء بالهواء الساخن إلى سيارات الترابانت الألمانية إلى مقاعد التزلج الهوائية.

وبالفعل، فإنه لمن المثير أن نرى هذه السيارة الصغيرة والتي لم يكن رجال الدوريات يفتشون في صندوقها الخلفي حيث لم يدر أبداً بخلدهم أن هناك من يستطيع الاختباء بها. وكذلك كان الناس يهربون في حقائب السفر المفتوحة والموضوعة بجوار بعضها البعض. ومن من الأشياء التي كانت تبعث الذعر عند رؤيتها هو البندقية الآلية التي كانت تنتشر على حدود جمهورية ألمانيا الديموقراطية.