حراك لا يهدأ مع انطلاق عام عاصمة أوروبا الخضراء

هامبورغ نموذج عالمي يجمع بين الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية

في عالمنا اليوم الذي يواجه الكثير من التحديات، لابد أن نطرح على أنفسنا الكثير من الأسئلة: كيف نريد أن نعيش في العشرين أو الثلاثين أو الأربعين سنة القادمة؟ وما هو نوع الطاقة التي سوف نستخدمها؟ وكيف نتحرك ونتقدم إلى الإمام؟ فأفكارنا ورغباتنا ورؤيتنا هي التي تصنع الطريق إلى مستقبل صديق للمناخ.


 

رحلة الألف ميل

كما يقال "رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة". وبالفعل بدأت الكثير من المدن بالتحرك في هذا الاتجاه. وهذا ما يمكن ملاحظته بشكل جلي في مسابقة (عاصمة أوروبا الخضراء لعام 2011) التي نالت لقبها هامبورغ بكل جدارة في فبراير من العام 2009، وذلك بناءً على أهدافها الطموحة التي تشمل التغير المناخي وإمدادات المياه والنقل.

وشكل العام الحالي بداية عام العاصمة الخضراء، حيث شهدت الأسابيع القليلة الماضية افتتاح مركز المعلومات الرئيسي بجانب محطة القطار وتنظيم العديد من المعارض، إلى جانب عدد من الفعاليات التي تضمنت عروضاً فنية وحلقات نقاش. وكان من أبرز الفعاليات "ساحة رقص مستدامة" أقيمت أمام الساحة العامة. وبالطبع، هدفت جميع تلك الفعاليات إلى تشجيع مواطني هامبورغ على حماية بيئتهم.

 

عاصمة الشمال: المناخ أولاً!

مع اكتظاظ المدن بالسكان أصبح للسلوك القائم على الوعي البيئي أهمية أكبر من ذي قبل. وبات الضوء مسلطاً على الدور الذي تقوم به المدن تجاه موضوع المناخ وحماية البيئة. فالحديث حول التغير المناخي يتزايد يوماً بعد يوم.

ويقول ميشائيل فيستهاغيمان، مدبر المنطقة الشمالية في شركة (سيمنس ايه جي)، إن "المدن تغطي واحداً في المئة من الأرض، ولكنها تلتهم 75% من الطاقات وتطلق 80% من الغازات الضارة. وهذا يُحدث التحول المناخي".

ولكن هل يمكن لمدينة كبيرة مثل هامبورغ أن تكون صديقة للبيئة؟! فهذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 1.8 مليون نسمة (وإذا تحدثنا عن ما يسمى بإقليم العاصمة، فإن عدد السكان يصل إلى 4.3 مليون) وتضم أكبر ميناء في ألماينا وثالث أكبر ميناء في أوروبا وتُعتبر موطناً لأكثر من 500 شركة صناعية، كيف استطاعت أن تكون مدينة رفيقة بالبيئة من ناحية وملائمة للحياة اليومية للناس من ناحية أخرى؟! وكيف استطاعت هذه المدينة أن تجمع بين الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية؟ قد يكمن الجواب على هذه الأسئلة في الرؤية البيئية التي تنتهجها هامبورغ وما يتصف به أهلها من مستوى بيئي عال جعلها تصبح نموذجاً عالمياً يُحتذى به.

وبحسب وزيرة التنمية والشؤون البيئية في هامبورغ الدكتورة هيرليند غونديلاخ فإن "مفهوم حماية المناخ في هامبورغ هو الأداة الرئيسية للسياسة المناخية لهذه المدينة وساهم بشكل ملحوظ في الفوز بلقب (عاصمة أوروبا الخضراء لعام 2011)". وتقول إن "الأرقام تبين أننا نسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدفنا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 40% حتى عام 2020". كما تضيف "نحن نطبق حوالي 450 إجراءاً وتدابيراً. وتتدفق الأموال بالدرجة الأولى في تلك الإجراءات التي تؤدي إلى التقليل المباشر للانبعاثات وتكون قابلة للقياس".

وتؤكد الدكتورة هيرليند غونديلاخ على أن هامبورغ تواجه "العديد من التحديات الكبيرة في سعيها للحفاظ على البيئة، كونها منطقة صناعية إقليمية بامتياز تحوي ثالث أكبر ميناء في أوروبا، وبالتالي يحتم الواجب الربط استراتيجياً بين الحقلين الاقتصادي والبيئي. وإن مساعي هامبورغ تهدف لإيجاد حلول تفيد كلا الحقلين".

وبالفعل فقد توجت جهود هامبورغ بجائزة مرموقة، حيث قامت المفوضية الأوروبية في فبراير من العام 2009 بمنح هامبورغ لقب (عاصمة أوروبا الخضراء 2011)، وهو لقب يمنح للمدن المتميزة في حقل حماية البيئة.

 

لقب العاصمة البيئية

ومن خلال المعايير البيئية العالية استطاعت هذه المدينة الهانزية أن تتغلب على عشرات المدن المنافسة في مسابقة (العاصمة الأوروبية الخضراء) لتنال لقب (عاصمة أوروبا الخضراء لعام 2011). وقد بررت لجنة التحكيم قرارها بمنح اللقب لمدينة هامبورغ بعدد من الأسباب ومن ضمنها "الأهداف الموضوعة لحماية المناخ". وكان من المثير للإعجاب بشكل خاص: مجالات حماية المناخ وإمدادات المياه والنقل.

وفي إطار المعايير البيئية والتصنيفات الفئوية التي تركز بشكل رئيسي على حماية المناخ والمساحات الخضراء في المدنية والنقل والمياه والصرف الصحي وإدارة النفايات بالإضافة إلى البرامج المستقبلية، فإن هامبورغ، بحسب قرار لجنة تحكيم الجائزة، "قدمت في السنوات الأخيرة أداءاً كبيراً وحققت مجموعة كاملة من المعايير البيئية الممتازة" كما أن  "لدى المدينة خطط طموحة جداً تَعِدُ بتحسينات إضافية".

وبالفعل فقد تفوقت هامبورغ على المدن المنافسة لها في المسابقة فيما يتعلق بكمية انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون مقابل كل فرد يعيش في المدينة، كما تفوقت في نواحي أخرى كجودة المياه وتقنيات إعادة تدوير النفايات ونقاء الهواء. وفي الحقيقة أن نجاح هامبورغ في مسابقة المدينة الخضراء جاء أيضاً ثمرة لجهود مواطنيها الناشطين والمنظمات المختلفة، حيث أشادت وقتها لجنة التحكيم في المفوضية الأوروبية بالالتزام البيئي العميق في هامبورغ ومنحتها أعلى درجة في فئة (نشر المعلومات)، فهناك تعاون كبير بين الشبكات الناشطة في مجال البيئة في المدينة كما أنها تتصف بالحماس للعمل وتتعاون مع فئة الشباب في هامبورغ ومع المنظمات البيئية الأخرى في الاتحاد الأوروبي.

ومن خلال ما يسمى بـ (قطار الأفكار) تسعى مدينة هامبورغ إلى التعريف بهامبورغ الخضراء في جميع أنحاء أوروبا وإلى تجميع أفكار جديدة حتى من المدن التي خسرت أمامها في المسابقة.

 

معايير عالية وخطط طموحة

ويبدو أن تنظيم المسابقات يساعد على تحفيز الأداء وتطويره إلى مستويات أفضل، أما النجاح فيمنح الفائز بلا شك شهرة وشرف. فعلى الرغم من نجاح هذه المدينة الصناعية، التي تنمو باستمرار، في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 15% منذ عام 1990، إلا أنها تمتلك استراتيجية عمل للمناخ تهدف إلى خقض انبعاثات الكربون بنسبة 40% من عام 1990 إلى عام 2020، وبنسبة 80% من عام 1990 إلى عام 2050. وتتضمن استراتيجة عمل المناخ مئات التدابير والإجراءات وميزانية سنوية تبلغ 25 مليون يورو. وبالنسبة لمفاهيم التنمية الحضرية، فإن مشروع (مدينة الميناء) (HafenCity) و(قفزة عبر الإلبه) (Leap Across the Elbe) تعتبر كمكونات لمنع الزحف العمراني الذي يمكن أن يتسبب في تدمير المناظر الطبيعية والبيئة.

وبالإضافة إلى كل ذلك، استطاعت هامبورغ أيضاً تحقيق أعلى معايير الحفاظ على البيئة في عمليات قطاع النقل العام، حيث ارتفع عدد الركاب من 535 مليون في العام 2003 إلى 638 مليون في العام 2008. يضاف إلى ذلك أنه يتوفر لـ 99% من السكان محطات نقل عام كمحطات الحافلات والقطارات على بعد لا يزيد على 300 متر من أماكن سكنهم. وفيما يتعلق بالطموحات البيئية والأهداف التنموية، فنذكر الدراجات، حيث أن الهدف هو زيادة حصة الدراجات إلى 18% (مقابل 12 في المئة في عام 2008)، بحيث يتم العمل على زيادة أعداد دراجات المدينة (رادشتادت) والمحطات التي توجد فيها.

كما تتميز مياه الشرب في هامبورغ بجودة عالية وبانخفاض نصيب الفرد من الاستهلاك. وتعد الخسائر التي تحدث خلال توزيع ونقل الماء متدنية (تخسر شبكة أنابيب المياه في هامبورغ حوالي 4%، في حين أن المعدل الوطني يبلغ حوالي 7%). وفيما يخص معالجة مياه النفايات، فإن تصريفات محطات معالجة مياه الصرف الصحي هي من بين أنظف المياه التي تصب في نهر الإلبه. ومن المعروف عن هامبورغ حمايتها للطبيعة، إذ أن 16.7% من أراضي هامبورغ تتكون من الغابات والمناطق الترفيهية والمساحات الخضراء.

 

"هامبورغ تتحرك"

ومع انطلاق عام العاصمة الخضراء، بدأت هامبورغ في الأسابيع القليلة الماضية تعيش حراكاً لا يهدأ. وحمل موضوع الحفل الافتتاحي لعاصمة أوروبا الخضراء لعام 2011 عنوان "هامبورغ تتحرك"، حيث أظهرت هامبورغ أسلوبها الخاص في حماية المناخ والبيئة، وذلك من خلال "ساحة رقص مستدامة" أقيمت أمام الساحة العامة. كما شهدت المدينة افتتاح العديد من المعارض ومركز رئيسي للمعلومات بجانب محطة القطار، إلى جانب عدد من الفعاليات التي تضمنت عروضاً فنية وحلقات نقاش وحفل افتتاح للعامة أمام قاعة المدينة. وهدفت جميع تلك الفعاليات إلى تشجيع مواطني هامبورغ على حماية بيئتهم.

وكانت "ساحة الرقص المستدامة" من أبرز الفعاليات التي جرى تنظيمها، حيث أقيمت أمام قاعة المدينة واستمدت إضائتها من الطاقة التي ولدتها الحركة النشيطة للراقصين المشاركين. وفي هذا المجال، تقول الدكتورة هيرليند غونديلاخ "هدفنا الرئيسي هو إظهار أن كل حركة صغيرة نقوم بها لها أهمية في تحقيق ما نصبو إليه، وإن ساحة الرقص المستدامة هي دليل رائع على ذلك".

بدوره، يعتبر كريستوف أهلهاوس، عمدة هامبورغ الأول، أن هذه الفعالية تشكل الانطلاقة لعاصمة أوروبا الخضراء 2011. ويلقت إلى أن الهدف من هذا المشروع هو تحفيز أكبر عدد ممكن من أهل هامبورغ، حتى يصل هؤلاء لمرحلة يشعرون معها بالفخر، ليس بميناء هامبورغ وكنيسة ميشيل ونهر الإلبه وحسب، وإنما أيضاً بالجهود الاستثنائية التي تبذلها هامبورغ في مجال حماية البيئة والمناخ.

إلا أن الهدف من الفعاليات التي يشهدها انطلاق عاصمة أوروبا الخضراء لا يقتصر على الترويج للاستدامة وحماية البيئة بين سكان هامبورغ وحسب، وإنما يتخطى هذا النطاق الجغرافي ليشمل استعراض طريقة هامبورغ في الوصول إلى نموذج تطوير حضري مستدام في مناطق حضرية خارجية. ومن المشاريع الحديثة في هذا المجال التوسعة المستدامة لنظام النقل العام، والقبة التي تغطي الطريق السريع A7 إلى جانب مشاريع كبرى أخرى بدأت تجذب الانتباه ومنها معرض البناء الدولي 2013، ومعرض الحدائق الدولي في 2013.

 

موطن الطاقات المتجددة

ويبدو أن هذه الرؤية التي تنتهجها هامبورغ جعلتها أيضاً وجهة عالمية فريدة ومركزاً جذاباً في مجال الطاقات المتجددة. فهي تمثل اليوم موطناً عالمياً لصناعة طاقة الرياح الألمانية والدولية. فالغالبية العظمى من الرواد المصنعين لتوربينات الرياح متواجدة فعلاً في هامبورغ من خلال مقرات رئيسية أو فروع تتمثل في إدارات وأقسام المبيعات والتسويق أو مراكز البحوث والتطوير. ونذكر من هذه الشركات: شركة (نورديكس) (Nordex)، و(باور ويند) (PowerWind)، و(ريباور سيستمز) (REpower Systems)، (سيمنس) (Siemens)، و(فيستاس) (Vestas)، و(جنرال إلكتريك) (General Electric)، و(آريفا مالتيبريد) (AREVA Multibrid).

ومؤخراً، قامت شركة نورديكس (NORDEX)، التي تعتبر أحد الرواد المصنعين لتوربينات طاقة الرياح، بتأسيس منشأة جديدة في الميناء، وذلك جنباً إلى جنب مع مزودي الطاقة في هامبورغ (هامبورغ إنرغي) (HAMBURG ENERGIE). والهدف الذي تسعى إليها (هامبورغ إنرغي) من خلال ذلك هو تأمين كهرباء لسكان هامبورغ تتصف بأنها محايدة مناخياً وخالية من الطاقة النووية.

وبدورها، تمتلك شركة (سيمنس) (Siemens)، التي تتخذ من هامبورغ مقراً رئيسياً  لها في أوروبا، خبرة طويلة في مجال طاقة الرياح. وأي منتج جديد تقوم الشركة بتصنيعه، يحمل في طياته سنوات من الخبرات المتراكمة عبر كل ما سبقه من توربينات جرى إنتاجها، إلى جانب أحدث الابتكارات في مجالات الديناميكا الهوائية، والديناميكية الهيكلية، وأجهزة منع الضوضاء وسعة أنظمة الطاقة.

وتتركز في هامبورغ أيضاً اختصاصات قوية أخرى ترتبط بقطاعات الطاقة الضوئية والشمسية والهيدروجين وتكنولوجيا خلايا الوقود وكذلك الكفاءة في استخدام الطاقة مع التركيز بشكل خاص على الاستخدام الكفوء للطاقة في مشاريع البناء. وهناك إمكانات كبيرة أيضاً في مجال البحوث والتطوير في هامبورغ.

ومن خلال تجمع (هامبورغ للطاقات المتجددة) (Erneuerbare Energien Hamburg) تعمل المدينة على تعزيز مركزها التنافسي وكفائتها في مجال الطاقات المتجددة، حيث يتم من خلال هذا التجمع دعم الالتزام الواضح للمدينة تجاه قطاع الطاقات المتجددة في هامبورغ وتطويره.

 

مبادرات خضراء

كما تزخر هامبورغ بالمبادرات الصديقة للمناخ. وتقوم شركة (سيمنس) (Siemens) بالكثير من المساهمات في الجوانب البيئية وفي عملية دعم المدن. ففي إطار (المدينة الخضراء) التي تأسست بمبادرة من (سيمنس)، يقول ميشائيل فيستهاغيمان، مدبر المنطقة الشمالية في شركة (سيمنس ايه جي) "نقوم بدراسة مدن ألمانية من حيث كفاءة استخدام الطاقة ونتيح لها بذلك الحصول على لمحة عامة حول التحديات الفردية. بالإضافة إلى ذلك، نساعدها على التصدي لها بشكل هادف".

أما بالنسبة لمقدرة هامبورغ على زيادة كفاءة استخدام الطاقة، فيوضح  "حالياً يمكن تحقيق وفورات في الطاقة بين 30% إلى 40% في المباني العامة والتجارية المستخدمة. وهذا ما أظهره أيضاً أول مشروع لمبادرة (الاحتفاء الأخضر) (Greenovation)، ونعني الحلول الصديقة للبيئة، فشركة (سيمنس) تعد شريكاً أساسياً للبنية التحتية الخضراء في هامبورغ العاصمة البيئية في أوروبا لعام 2011، حيث قمنا في الآونة الأخيرة بإنشاء مبادرة (Greenovation) في هامبورغ مع كل من (فيليبس) (Philips ) و(آي بي إم) IBM) ) وكذلك (جامعة العلوم التطبيقية) (HAW). ونرغب سوياً من خلال حي (سانت جورج) St. Georg)) بتطوير حلول لحماية المناخ والبيئة للمدن".

وتعطي (سيمنس) أولوية قصوى لمسألة لبيئة، وبحسب فيستهاغيمان فإن هذه الشركة التكنولوجية، تريد أن تقوم بدور ريادي في مجال إمدادات الطاقة الكفوءة، حيث يذكر أن "لدى (سيمنس) اليوم بالفعل واحداً من أكبر وأشمل الاستثمارات البيئية، والذي يمثل (بما يقرب من 28 مليار يورو) ثلث إجمالي المبيعات، مع اتجاه تصاعدي". ويضيف "بدون تكنولوجيا خضراء لا يمكننا لوحدنا تلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة في المستقبل".

وفيما يتعلق بالفائدة التي يمكن للشركاء التجاريون تحقيقها من خلال حلول (سيمنس) البيئية، يقول فيستهاغيمان "بفضل حلولنا ومنتجاتنا تمكن عملاؤنا في عام 2010 في جميع أنحاء العالم من خفض انبعاثاتهم من ثاني أكسيد الكربون بنحو 270 مليون طن، أي بقدر انبعاثات هونغ كونغ، لندن، نيويورك، طوكيو، دلهي وسنغافورة سوياً في عام واحد" لافتاً إلى أن هذه النتائج جاءت في إطار دراسات قامت بها إحدى منظمات التدقيق الاقتصادي.