تشتهر بقلعتها

هايدلبيرغ.. مدينة رومانسية ساحرة

مع تواجدها على جانبي نهر النيكار، وما يحيط بها من تلال مغطاة بالأشجار. تشتهر هايدلبيرغ بجمال موقعها ومبانيها: القنطرة الجميلة عند الجسر الممتد فوق النهر، وخط البيوت الباروكية وأجواء آثار القلعة التي كانت مقراً سابقاً لأمير الناخبين. وكمصدر وحي للشعراء والكتاب على مر العصور، لعبت المدينة دوراً رئيسياً في تاريخ ألمانيا.

 

تحظى الشوارع المرصوفة التي تعود للعصور الوسطى بشعبية واسعة في أوساط الطلاب والسياح وأيضاً سكان المدينة. لا يعد شارع "هاوبت شتراسه"، الذي يبلغ طوله كيلومتراً واحداً، أكثر شوارع التسوق شهرة في هايدلبيرغ وحسب، وإنما أيضاً أطول شارع مخصص للمشاة في ألمانيا، مع مجموعة واسعة من خيارات التسوق الممتاز. وتعتبر منطقة المشاة هذه واحدة من أكبر المناطق المخصصة للمشاة في ألمانيا والتي تحتوي على علامات تجارية عالمية ومحلية إلى جانب العديد من محال التحف القديمة.

هذا كله لا يعني أن المدينة تعيش على ذكرى ماضيها، بل إنها تشتهر اليوم بكونها واحدة من أهم مراكز العلوم والأبحاث في أوروبا، وذلك بفضل أعمال جامعتها التي تعد أقدم جامعة في ألمانيا. ويوجد هناك حوالي 30,000 طالب – واحد من خمسة من سكان هايدلبيرغ البالغ عددهم 140,000، ومن بين البروفيسورات هناك 10 حائزين على جائزة نوبل.

وهناك مجموعة واسعة من أماكن تناول الطعام في هايدلبيرغ، والتي توفر خيارات تتناسب مع الجميع، بدءاً من مطاعم الطلاب المعقولة الأسعار، ووصولاً إلى المطابخ الإقليمية والعالمية ومطاعم الذواقة "غورميه". كما تزخر المدينة بالعديد من المرافق المناسبة للعائلات مثل: حديقة حيوانات هايدلبيرغ، ملاعب بجانب نهر النيكار، قطار السكة الحديدية الجبلي، مسارات التجول في الغابات.

ومن الجدير بالذكر أنه من السهل الوصول إلى هايدلبيرغ، إذ أنها تقع على مسافة 45 دقيقة من مطار فرانكفورت الدولي.

وتشتهر هايدلبيرغ بمهرجاناتها وفعالياتها التي تقام على مدار العام: مهرجان ربيع هايدلبيرغ للموسيقى العالمية، فعاليات إنارة القلعة، مهرجان قلعة هايدلبيرغ (مسرح، أوبرا)، المهرجان العالمي للجاز، أسواق هايدلبيرغ لأعياد الميلاد.

 

قلعة هايدلبيرغ مع برميل ضخم من النبيذ

تقف هذه القلعة، التي بنيت على تلة في العصور الوسطى، مطلةً على هايدلبيرغ. وقد كانت لحوالي خمسة قرون مقراً لواحد من أقوى أمراء الناخبين في ألمانيا. وقد دمرت القلعة أثناء الحرب في العام 1693، وأصبحت آثارها رمزاً للحركة الرومانسية الألمانية. تحتوي أقبية القلعة على أضخم برميل للنبيذ في العالم، حيث تبلغ سعته 222 ألف ليتر.

 

نزهة الفيلسوف

تعتبر نزهة الفيلسوف من أجمل مسارات التنزه في أوروبا، حيث تمر عبر النهر من البلدة القديمة المشمسة. وقد سميت كذلك تيمناً ببروفيسورات الجامعة وفلاسفتها الذين مشوا في هذا المسار بحثاً عن الإلهام بين أشجاره الوارفة وأزهاره وإطلالاته الخلابة على القلعة والمدينة.

 

سجن الطلاب (شتودنتن كارتسر)

بين عامي 1778 و1914، كانت تتم معاقبة من يسيئ التصرف من الطلاب بالسجن. وبات إمضاء ليلة في هذا السجن بمثابة طقس بالنسبة للعديد من الطلاب، فالقيام بتزيين الجدران بالرسوم الكرتونية والشعارات أصبح أمراً تقليدياً. واليوم، تشكل خلايا هذا السجن بجدرانه المزينة بـ "الفن" ورسومات الزخرفة، محطة لجذب للزوار.