من دروب التجول إلى الهبوط بالمظلات

بادن-بادن توفر لضيوفها خيارات غير محدودة من الأنشطة الرياضية

من يصبح ضيفاً على مدينة بادن-بادن، لا يمكنه الهروب من العديد من الأنشطة الرياضية، مثل: جولات طويلة بالدراجات الهوائية، جولات تجريبية لتسلق الجبال، رحلات بواسطة التلفريك إلى قمة جبل "ميكور"، والنزل من هناك بالمظلات إلى أسفل الوادي، رحلات بواسطة المنطاد مع أكبر أسطول مناطيد في أوروبا. وهناك خيارات غير محدودة أيضاً لرياضة الغولف، والعديد من المسارات المخصصة لركوب الدرجات بالإضافة طبعاً إلى دروب للتجول سيراً على الأقدام.

 

إذا أحببت أن تدخل سريعاً إلى عالم مفعم بالمتعة والإثارة، فعليك بلا أدنى شك زيارة جبل "مركور" الشهير ومحطة مركور لقطار السكك الحديدية المعلقة.

وقد تبدو عملية تسلق أعلى نقطة في بادن بادن والصعود إلى القمة مهمة شاقة وتتطلب بعض الشجاعة، ولكنها ليست بالضرورة كذلك، إذ يمكن الوصول إلى قمة جبل "مركور" بسهولة وخلال خمس دقائق فقط بواسطة قطار سكة الحديد المعلقة الذي يعتبر من أكثر القطارات الأوروبية تطوراً من الناحية التقنية. وبالطبع فإن الصعود إلى جبل "مركور" الذي يبلغ ارتفاع قمته 2191 قدماً، سيكون عبر طريق شديدة الانحدار، بحيث ستصل إلى النقطة التي يبلغ ارتفاعها إلى 1214 قدماً، وستشعر أثناء الرحلة بأنك مررت بانحدارات وانخفاضات وارتفاعات مختلفة للوصول إلى القمة. وهذا يعني بالطبع أنك قد حققت هدفك. والآن بإمكانك الوقوف في هذا المكان لتتأمل بادن بادن الجميلة!

أما عندما يحين وقت تناول الطعام، فلا بد وأن تتوجه إلى مطعم القمة الذي يقدم أشهى الأطباق في جلسة مميزة. وبإمكانك الاسترخاء على العشب الأخصر الذي يغطي المساحات المحيطة بالمطعم، أو التنزه في الممرات التي تهبك مناظر متنوعة لهذه المدينة التي تتربع على قائمة أجمل المدن الأوروبية.

 وتجدر الإشارة إلى أن محطة "مركير" لقطار السكك الحديدية المعلقة تقوم بتنظيم رحلات يومية إلى قمة الجبل كل 15 دقيقة، من العاشرة صباحاً ولغاية العاشرة ليلاً. ويمكنك الوصول بسهولة إلى محطة القطار من وسط المدينة بواسطة الحافلة رقم 204 أو  205 . وعند استخدامك لوسيلة النقل هذه، يمكنك شراء تذكرتك من سائق الحافلة.

وفي حال أحسست أن قطار "مركور" للسكك الحديدية المعلقة سريع بعض الشيء، فهنالك فرصة للصعود إلى قمة الجبل سيراً على الأقدام! وكل ما عليك فعله هو اتباع الممر المخصص لذلك، حيث ستكون جولتك أثناء طريقك إلى قمة الجبل زاخرةً بالمناظر العذبة التي رسمتها الطبيعة على أرض بادن بادن، كما ستتاح لك فرصة إلقاء نظرة على محمية الحيوانات واستكشاف الكثير من الأشياء التي تستحق فعلاً أن يشاهدها المرء عن كثب.

ولمن يرغب بالحصول على المزيد من المشاهد البانورامية المذهلة، فما عليه سوى التوجه إلى صخرة "باتيرت". فعلى مقربة من هذه الصخرة استقر المستوطنون السلتيون عندما قصدوا بادن-بادن. أما تسلق صخور "باتيرت" فينتمي إلى أنشطة العطلات التي تحتاج من الضيوف إلى شجاعة خاصة.

واليوم، ستدهشك هذه المنطقة بببيئتها المميزة وجمالها الأخاذ الذي ينجلي أمامك وكأنك تتأمل لوحة زيتية لأسياد الرسم العالميين. وعلى الرغم من وجود الصخرة داخل محمية، إلا أنه بإمكان محبي التنزه في أرجاء الطبيعة وهواة تسلق الجبال ممارسة هواياتهم في هذا المكان المحاط بالغابات الكثيفة والمطل على مناظر بانورامية تثير إعجاب كل من يشاهدها.

وإذا حجب نهر "أوس" الرؤية عنك بسبب الضباب الرقيق، فلا داعي للقلق، لأن كل منظر من المناظر سيرسم لك لوحة طبيعية ستبقى في بالك على الدوام. هنا يمكنك أن ترفع رأسك فوق السحاب، فعندما يستقبلك الضباب الرقيق الذي يلف ببياضه الناصع منحدرات الغابة السوداء، ستحظى بمنظر رومانسي لا يمكنك مشاهدته حينما يكون الطقس نقياً، لذا فلديك فرصة أخرى لمشاهدة منظر مختلف بعض الشيء قلما تجد مثيلاً له في أي مكان آخر.

وسيستمتع محبو التسلق باستكشاف النتوء الصخرية البركانية، والطرقات السلسة والوعرة على حد سواء، والتي تفسح المجال أمام كل من المتسلقين المحترفين والمبتدئين للقيام بتجربة لا تنسى، حيث سيتمكن ممارسو هذه الرياضة من اختبار كافة تقنيات التسلق على الجدران المتباينة التي توفرها الواجهة الصخرية. وبالنسبة للمبتدئين برياضة التسلق، فسيكون بإمكانهم حجز مكان ضمن دورة تدريبية. وينطبق هذا الأمر على المتسلقين في كافة المراحل، حيث يتوفر برنامج لكل فئة بما فيهم الأطفال. ويقدم البرنامج ساعات مخصصة لمجموعات تتألف من أربعة أشخاص فأكثر. كما تقف مدرسة "الباين سبورت تي اس توماس ستيفن"  كمصدر لكل من يرغب بالحصول على معلومات تتعلق برياضة تسلق الجبال، أو يريد استئجار المعدات اللازمة لممارسة هذه الرياضة.

كما توفر مدينة بادن-بادن خيارات غير محدودة أيضاً لرياضة الغولف: في المنطقة المحيطة وصولاً إلى الألزاس تنتشر 8 أماكن لمنطقة الغولف "بادن-ألزاس". وفي الغابات الحضرية الأكبر في ألمانيا يجد المرء طرق مستديرة وبانورامية، مسارات لركوب الدرجات وبالطبع دروب للتجول لكل من يرغب بالسير على الأقدام والتمتع بمناظر طبيعية خلابة.