جنوب ألمانيا.. مزيج جذاب يجمع بين الطبيعة الساحرة والنشاطات الممتعة

عندما تقرر زيارة ألمانيا فلا بد أن تضع منطقة الجنوب الألماني على رأس برنامجك السياحي. هنا يدخل المرء إلى عالم مفعم بالجمال والصحة، حيث تنتظرك المناظر الطبيعية المدهشة والمنتجعات الصحية الفخمة في مدن ولاية بافاريا وريفها لتجعلك توقن أنك تتواجد في المكان الذي يتمنى الكثيرون زيارته. وسواء كنت في ميونيخ أو محطيها ستجد أن الجمال يرافقك أينما توجهت.

تتصف ميونيخ، عاصمة ولاية بافاريا، بجمال فائق يجذب السياح إليها من كل حدب وصوب. كما تُعرف المدينة وأهلها بكرم الضيافة وحرارة الترحيب، حيث يستقبلون زوارهم بكل حفاوة.وتوفر المدينة مجموعة واسعة ومتنوعة من خيارات المبيت التي تتناسب مع مختلف الميزانيات والأذواق، ففيها تتزاوج الخبرة والتقاليد الفندقية العريقة مع أرفع مستويات الخدمة لتلبي بذلك المتطلبات الخاصة والرغبات الشخصية لكل نزيل من النزلاء. وبذلك فلا عجب أن يرتاد الكثير من المشاهير هذه الفنادق للاستمتاع بالخدمات الراقية والأجواء الجميلة.
ويعتبر ميدان "مارين بلاتس" نقطة انطلاق مثالية لأي جولة سياحية. فبالقرب منه يوجد سوق "فيكتوالين" الذي يوفر منتجات من مختلف أنحاء العالم ومن المناطق البافارية النائية أيضاً، وصالة "شرانين هاله" التي تحتوى على أكشاك متعددة تقدم المشروبات والمأكولات الشهية.
ويوجد هناك أيضاً دار البلدية الجديدة ذات الطراز المعماري القوطي الحديث التي تتميز بأجراسها الكثيرة. كما يتميز هذا المبنى أيضاً بمجموعة التماثيل التي تدور على ارتفاع 85 متراً.
وعلى مقربة منه يقع مبنى البلدية القديم ذو الطراز المعماري القوطي والذي لا يقل عن مبنى البلدية الجديد جمالاً أو فخامة. وعلى بعد عدة أمتار تقع كنيسة القديس بطرس العجوز أو "ألته بيتر" وهي أقدم كنائس ميونخ على الإطلاق.
وعلى مسافة خطوات معدودات تقع كنيسة النساء أو "فراون كيرشه" الرائعة التي تضفي على المدينة طابعاً مميزاً بقبتي برجها (ارتفاعه 99 متراً) اللتين تبدوان على شكل بصلتين. كما تنتشر الحدائق الجميلة في المدينة كحديقة الألعاب الأولمبية والحديقة الإنكليزية.
أما عشاق متاحف اللوحات الفنية، فإننا ننصحهم أن يقوموا بزيارة المتاحف الثلاثة المخصصة للوحات والرسومات الفنية في شارع "بارر شتراسه" في منطقة "شفابينغ"، حيث تعد هذه المتاحف (المتحف القديم، المتحف الجديد، متحف الفن الحديث) من أهم متاحف اللوحات الفنية في العالم. أما دار الفن، التي تقع بجوار الحديقة الإنكليزية ذات الصيت الواسع، فتقوم بعرض مقتنيات فنية وتاريخية تعود إلى مختلف العصور الفنية.
ولكي تتعرف على شكل الحياة في الحقب البائدة، فلا بد من زيارة متحف بافاريا القومي، حيث يمكنك مشاهدة التماثيل التي تنتمي للعصر القوطي، وفن صناعة الذهب كما كان في نهاية عصر النهضة، وسجاد الحائط الثمين والقطع الأثرية النادرة التي ترجع إلى عصر الباروك والروكوكو. ولا تكتمل صورة الفن البافاري والأوروبي المتألق إلا من خلال اللوحات والساعات والأعمال الفنية المصنعة من العاج.
ومن يريد أن يتعرف على تاريخ ميونخ، فعليه حضور المعارض المؤقتة والدائمة التي يقيمها متحف المدينة للاطلاع على الوثائق والسجلات التي تتناول تاريخها. كما تقام هنا معارض خاصة حول تاريخ الحضارات والثقافات المختلفة. ويغطي هذا المتحف نطاقاً ثقافياً وفنياً واسعاً، سواء أكان الأمر يتعلق بفن التصوير الفوتوغرافي أو فن الأزياء والإكسسوارات أو فن العمارة أو اللوحات الفنية والنحت والأشغال اليدوية أو الآلات الموسيقية.
أما محبي عالم السيارات والتكنولوجيا، فإنهم سوف يسرون من الروائع التي يمرون بها خلال جولة المدينة، ونذكر على سبيل المثال متحف بي إم دبليو، الذي يتميز بهندسة معمارية جميلة وبطابع ابتكاري يعكس علامة بي إم دبليو، حيث يخاطب جميع الحواس، وتعكس المعروضات فيه سحر العلامة التجارية ومنتجاتها، لتمثل مخزوناً تاريخياً وتطبيقات حالية وإطلالات مستقبلية. وكذلك هناك عالم بي إم دبليو، الذي يعتبر موقعاً متفرداً للأحداث والفعاليات وأنشطة المعارض والمتاحف وغيرها.
أما المتحف الألماني، فسيدخل الفرحة إلى قلب كل عاشق للتكنولوجيا، ففيه توجد سفن شراعية ونماذج نووية وطواحين هواء وكبسولات فضائية وقاطرات ديزل، ورجال آليون مستخدمين في مجال الصناعة، وآلات الأرغن، وسفن إنقاذ وغيرها الكثير.
ولا تكتمل زيارة أي مدينة من المدن دون جولة طويلة في شوارع ومراكز التسوق، خاصة إذا عرفت أن ميونخ توفر جواً مثالياً لمحبي التسوق وتزخر بالعديد من عناوين التسوق الفاخرة، كشارع "ماكسميليان"، الذي يتفرد عن غيره من شوارع المدينة، نظراً لما يزخر به من متاجر راقية تنتمي إلى أشهر مصممي الأزياء والموضة. فهنا ستجد كل ما هو مميز ورفيع، بدءاً من أحدث وأجمل المجوهرات الثمينة ووصولاً إلى الساعات والأزياء العالمية والأحذية وغيرها.
أما متاجر شارع "ريزيدنس" التي تولت في الماضي توريد البضائع إلى البلاط الملكي فتعرض المنتجات التقليدية، التي كانت تلقى إعجاب الملوك في السابق، مثل الزي البافاري المميز والقبعات والأحذية وتشكيلة مختارة من السيجار والسجائر والتبغ والشاي والقهوة.
كما تستطيع أن تقوم بجولات تسوق ممتعة في المحلات والحوانيت المنتشرة في "تياتينرهوف" وطرقات "بيروسا" وطرقات "تياتينر" ومناطق (غارتنزبلاتس) و(غلوكنبلاتس)، حيث ستجد أنواع رائعة من الأزياء بدءاً بالملابس الفاخرة ووصولاً إلى الملابس العصرية.
كما يحرص الكثير من عشاق التسوّق على الاشتراك في جولات تسوق ممتعة عبر المحلات الداخلية للمدينة، ومركز "فونف هوفه" (وتعني: الباحات الخمس).
ومن حظي بزيارة ولاية بافاريا خلال أعياد الميلاد، فلابد أن تكون قد جذبته المشغولات الفنية اليدوية التي تعرضها الأكشاك الصغيرة الدافئة المنتشرة في الساحات العامة، والتي تعرض أيضاً أنواعاً عديدة من المأكولات والحلويات الشعبية الشهية المعدة خصيصاً لهذه المناسبة.
وبشكل عام توفر مدينة ميونخ مختلف أنواع المطاعم والمقاهي، والتي تقدم المأكولات والمشروبات التي تناسب جميع الأذواق والرغبات ومختلف الميزانيات أيضاً. كما تحفل المدينة بعدد كبير من المطاعم الفخمة الحاصلة على نجمة ميشلين للذواقة.
يحرص عدد كبير من السياح على القيام برحلات إلى المدن والقرى الصغيرة في المناطق المحيطة بميونخ، عاصمة ولاية بافاريا، حيث تتصف هذه المناطق بجمال الطبيعة وتتميز بوجود منتجعات صحية فخمة. فمثلاً عند زيارة مدينة (غارميش-بارتنكيرشن) الشهيرة عالمياً بالألعاب الرياضية في فصل الشتاء،  يمكنك الاستمتاع بتجارب لا تنسى في أعلى قمة في ألمانيا، وستحظى بفرصة القيام برحلة دائرية ذهاباً وإياباً إلى أعلى قمم ألمانيا لاكتشاف هذه القمة الرائعة. فبواسطة القطار الجبلي في (غارميش-بارتنكيرشن) أو (غريناو) أو (أيب زيه) يمكنك الصعود إلى قمة (تسوغ شبيتسه) ويمكنك العودة نزولاً إلى الوادي بواسطة العربات المعلقة (التليفريك).
وبالإضافة إلى المناظر البانورامية المبهرة التي ستستمتع بها، هناك أيضاً مفاجأة لعشاق فن الطهي، حيث يتوفر على القمة وعلى مسطح (تسوغ شبيتسبلات) مجموعة واسعة ومتنوعة من أشهى الأطباق. كما يمكنك التواصل مع مدير الجبل الذي سيخبرك بالعديد من المعلومات والحقائق الهامة عن العربات المعلقة والسكك الحديدية في المنطقة وعن تطوير السياحة في منطقة أعلى جبل في ألمانيا.
وتتضمن رحلة (تسوغ شبيتسه) الدائرية (غارميش-بارتنكيرشين) وبحيرة (أيب زيه) والنهر المتجمد وقمة الجبل التي تقع على ارتفاع 3000 متر فوق سطح البحر. ويعتبر (غيبفلالم) المكان المثالي للتوقف من أجل الراحة لبعض الوقت لتذوق أشهى الأطعمة البافارية وتجربة متعة الاسترخاء في أعلى حديقة جعة في ألمانيا وبهو البانوراما حيث تستمتع بأجمل مناظر جبال الألب الألمانية والنمساوية والسويسرية والإيطالية من المطعم أو من السطح المشمس الفسيح بينما تسترخي في جو المطاعم الحميم.

لمعرفة المزيد، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني التالي:
http://www.germany.travel/en/index.html