فينترسهال تحطم رقمها القياسي بالإنتاج

إنتاج 171 مليون برميل من النفط المكافئ بزيادة كبيرة عن المستوى السابق

الأرباح قبل الفوائد والضرائب ترتفع بنسبة 155 في المئة عام 2018

نظرة مستقبلية: "فينترسهال DEA" ستغدو أكبر شركة أوروبية مستقلة للنفط والغاز

 

 

 

 

كاسل: إذا كانت فينترسهال، في عام 2019، تنظر بعين الفخر إلى تاريخها الممتد على مدى 125 عاماً، فإنها ما فتئت تتوقف أيضاً عند النجاح الذي حققته في العام المنصرم. وخلال المؤتمر السنوي لفينترسهال التي تعد اليوم أكبر منتج ألماني ناشط عالمياً في مجال النفط الخام والغاز الطبيعي؛ قال رئيسها التنفيذي ماريو ميهرن في كلمته التي ألقاها في هذه المناسبة: "في عام 2018، حققنا رقماً قياسياً تاريخياً عبر إنتاج يومي وصل إلى 500 ألف برميل من النفط المكافئ. ومن خلال إنتاج 171 مليون برميل من النفط الخام والغاز الطبيعي في عام 2018، استطاعت فينترسهال مرةً أخرى تحقيق قفزة نوعية، محطمةً رقمها القياسي الذي سجلته في العام الذي سبقه، والذي بلغ آنذاك 164 مليون برميل".
كما رفعت فينترسهال احتياطياتها بمقدار 12 في المئة لتصل إلى 1.9 مليار برميل من النفط المكافئ، وهو أيضاً يعتبر رقماً قياسياً. وقد تمكنت الشركة من تجديد ما نسبته 214 في المئة من الكميات المنتجة في عام 2018. أما "نسبة الاحتياطي إلى الإنتاج" التي تشير إلى إنتاج فينترسهال في عام 2018 واحتياطياتها المسجلة في نهاية العام؛ فقد تم رفعها إلى نحو 11 سنة.
وأشار ميهرن إلى آفاق الشركة على المدى المنظور؛ قائلاً: "مع كل ما حققناه حتى الآن، فإننا، ونحن نستعيد الذكرى السنوية لفينترسهال، لن نستكين لأمجادنا، بل سنسعى بجد ونشاط لرسم مستقبلنا وكتابة فصل جديد في تاريخ شركتنا: "فينترسهال DEA" ستغدو أكبر شركة أوروبية مستقلة في مجال النفط والغاز؛ أو بالأحرى، ستكون بطلاً أوروبياً بكل ما في الكلمة من معنى". مضيفاً: "لدينا قناعة راسخة بأنه من الصواب والمهم أن تمتلك ألمانيا أيضاً شركة قوية في مجال النفط والغاز، شأنها في ذلك شأن العديد من البلدان المجاورة لها التي تحتضن لاعبين كباراً في هذا المجال". وقد منحت المفوضية الأوروبية موافقتها على إجراء الدمج بين شركتي فينترسهال وشركة النفط الألمانية "دويتشه إردول DEA" في نهاية فبراير من العام الحالي، ويتوقع إتمام عملية الاندماج في النصف الأول منه.
ملامح إنتاج النفط والغاز مستقبلاً
على الرغم من استمرار التحديات التي أحاطت بسوق النفط والغاز في عام 2018، إلا أن فينترسهال استطاعت المضي قدماً في مسيرتها وزيادة أرباحها قبل الضرائب والفوائد والبنود الخاصة بمعدل 155 في المئة؛ حيث ارتفعت من 683 مليون يورو في 2017 ، إلى 1745 مليون يورو . وقد نتجت هذه الزيادة بشكل رئيسي عن ارتفاع أسعار النفط والغاز، فضلاً عن ازدياد حجم الإنتاج في النرويج وروسيا. في حين ازدادت الأرباح قبل الضرائب والفوائد بمقدار 798 مليون يورو لتصل إلى 1733 مليون يورو، أي بزيادة مقدارها 85 في المئة. وقد ارتفعت أرباح "باسف" الصافية بعد احتساب الضرائب بمقدار 69 مليون يورو (أي بزيادة مقدارها 9 في المئة) لتصل إلى 829 مليون يورو (بلغت أرباحها 760 مليون يورو في 2017).
وارتفعت قيمة المبيعات إلى أطراف ثالثة بمقدار 842 مليون يورو على مدار العام المنصرم لتصل إلى 4094 مليون يورو (مقابل 3252 مليون يورو في 2017). وتعود هذه الزيادة التي تقدر بـ 26 في المئة إلى ارتفاع الأسعار وحجم المبيعات، إذ كان متوسط سعر برميل نفط خام برنت 71 دولاراً أمريكياً في عام 2018 (مقابل 54 دولاراً أمريكياً في 2017). كما ارتفعت أسعار الغاز في الأسواق الأوروبية الفورية نحو 32 في المئة مقارنةً بالعام السابق.
في المقابل، فإن الاندماج مع DEA يفتح آفاقاً رحبة للنمو؛ إذ تسعى الشركة الجديدة "فينترسهال "DEA إلى زيادة متوسط إنتاجها اليومي، والبالغ مجموعه حالياً للشركتين معاً 590 ألف برميل من النفط المكافئ، بمقدار 40 في المئة ليصل إلى متوسط يتراوح بين 750 ألف و800 ألف برميل يومياً في السنوات الأربع المقبلة. ويتوقع أن ينتج هذا النمو من محفظتيّ الإنتاج الحالي للشركتين، إضافة إلى مناطق الإنتاج الجديدة. وبينما فعّلت DEA نشاطها مؤخراً في المكسيك، نجحت فينترسهال في الاشتراك بامتياز جديد للنفط والغاز في أبوظبي.

روسيا: توسيع المشاريع
يلعب الإنتاج في روسيا وتطوير حقول إضافية في غرب سيبيريا دوراً كبيراً في الزيادة التي تسعى إليها الشركة في الإنتاج. وبحلول نهاية العام الجاري 2019، يتوقع الانتهاء من أعمال الحفر في البلوك "1 A" من تكوين "أخيموف" (Achimov)  في حقل "يورنغوي" (Urengoy) في سيبيريا الغربية، الذي تمتلك فينترسهال حصة 50 في المئة منه. وسينتج المشروع المشترك مع "غازبروم" Gazprom)) في المستقبل ما يقدّر بنحو 8 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً من نحو 110 آبار. كما تسير أيضاً عمليات التطوير على أكمل وجه في البلوكين "A 4" و"A 5" من تكوين "أخيموف" اللذين تملك فينترسهال حصة 25 في المئة منهما. وتسعى فينترسهال مع غازبروم إلى إنتاج 15.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في تلك البقعة.
علاوةً على ذلك، فإن فينترسهال تمتلك حصة 35 في المئة من حقل "يوجنو روسكوي" (Yuzhno Russkoye) في سيبيريا الغربية، حيث تنتج سنوياً 25 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي منذ عام 2009 بشكل ثابت. ومن المتوقع أن يحافظ التطوير الناجح لهذه الطبقة التورونية على إنتاجه العالي حتى عام 2022 على أقل تقدير وفقاً لتقديرات "سيفِرْنِفْت غازبروم" Severneftegazprom)). 
أما المشروع المشترك "فولغودمينويل" (Wolgodeminoil) لفينترسهال مع شريكها الروسي "ريتيك" (RITEK) التابع لمجموعة "لوكويل" ((Lukoil، فيعتبر أطول مشروع مشترك قائم بين شركة روسية وشريك أجنبي، ويُعد هذا التعاون بين الشركتين ريادياً على مستوى إنتاج النفط الألماني- الروسي، ولا يزال بعد مرور 25 عاماً على تأسيسه يشكل نموذجاً يحتذى به على صعيد التعاون الثنائي الناجح والنجاح الاقتصادي المشترك. لقد حققت الشركة في العام المنصرم إنجازاً مهماً عبر إنتاج بلغ حجمه ما يناهز 10 ملايين طن من النفط. وأكد ميهرن على ذلك، قائلاً: "لقد رفعنا مجدداً إنتاجنا في المشاريع الروسية في عام 2018. ونرغب في الاستمرار بهذا النهج، بعد الاندماج المخطط له، عن طريق الاستثمار وتوسيع المشاريع في روسيا التي تشكل، وستبقى كذلك، أكثر المناطق جوهريةً بالنسبة إلينا".
النرويج: توسّع متنامٍ في الجُرْف النرويجي
تجاوز حجم إنتاج فينترسهال من النفط المكافئ في النرويج 100 ألف برميل في اليوم، وهو أمر اعتبره ميهرن "بداية مثالية لشركة فينترسهال DEA الجديدة". وعن ذلك أوضح قائلاً: "بعد الدمج مع DEA، سنصبح ثالث أكبر منتج على مستوى الجرف القارِّي النرويجي، إذ من المخطط أن يصل إنتاجنا هناك إلى 200 ألف برميل من النفط المكافئ في السنوات القليلة المقبلة. ومع ذلك، لا نريد التوقف عند هذا الحد من النجاحات، بل سنمضي في توسيع إنتاجنا، حيث خصّصت فينترسهال نحو ملياري يورو للتنقيب والتطوير في النرويج بين عامي 2017 و2020". هذه الاستراتيجية تعكس التزام الشركة القوي تجاه النرويج التي ستتنامى أهميتها أكثر عند إتمام الاندماج بين فينترسهال وDEA. من هنا، تحظى النرويج بأكثر من ثلث ميزانية فينترسهال المخصصة لعمليات التنقيب التي تقوم بها على النطاق العالمي.
في خريف 2018، وافقت وزارة النفط والطاقة النرويجية على خطة تطوير وتشغيل حقل "نوفا" Nova))، وهو الحقل الثالث الذي تشغله فينترسهال تحت سطح البحر. ويعتمد تطوير هذا الحقل على إنشاء قاعدتين دليليَّتَين في قعر البحر يتم ربطهما بمنصة "غيوا" (Gjøa) حيث تتم المعالجة والنقل ثانية. وأشار ميهرن إلى طبيعة هذا النوع من التطوير بقوله: "يعتبر هذا الحل التطويري للتنمية المستدامة مجدياً للجانبين: فبدلاً من بناء منصة جديدة، فإن خط الربط مع المنصة القريبة من المشروع يسهم في زيادة كفاءة التكلفة لفينترسهال، فضلاً عن إطالة العمر الاقتصادي للبنية التحتية القائمة." مؤكداً: "هكذا سيكون شكل الإنتاج في المستقبل".
كما سيسهم استثمار فينترسهال في مشروع "آستا هانستين" (Aasta Hansteen) الذي بدأ في ديسمبر 2018 ويتم تشغيله من قبل "إيكوينور" (Equinor) في تأمين مصدر للطاقة من الغاز الطبيعي لأوروبا. وفي هذا الصدد أكد ميهرن: "سوف يشكل هذا الحقل مساهمة مهمة في الإنتاج السنوي للنرويج من الغاز الطبيعي في السنوات المقبلة، الأمر الذي من شأنه تزويد أوروبا بكميات كبيرة من الطاقة مصدرها أحد أنظف البلدان المنتجة في العالم. "آستا هانستين" وخط "بولارلد" (Polarled) يمثلان بنية تحتية جديدة في القسم الشمالي من بحر النرويج، حيث يفتحان الباب أمام فرص جديدة لهذا القسم من الجُرْف". وتشير التقديرات إلى أن "بالديربرا" (Balderbra) الذي اكتشفته فينترسهال في الآونة الأخيرة سيكون أحد أكبر الحقول المكتشفة على الجُرْف المذكور في عام 2018.
إضافة إلى ذلك، فقد نجحت فينترسهال في توسيع محفظتها بعد منحها ستة تراخيص جديدة للتنقيب في يناير من العام الجاري 2019 من قبل وزارة النفط والطاقة النرويجية كجزء من دورة التراخيص السنوية (APA) 2017. وتعمل فينترسهال مشغلاً لاثنين من هذه التراخيص التي تقع جميعها في مناطق رئيسية؛ ثلاثة منها في حوض "فيرينغ" (Vøring)، وواحد قرب حقل "ماريا" (Maria)، وآخر في المربع الخامس والثلاثين من بحر النرويج، وواحد قرب حقل "إدفارد غريغ" (Edvard Grieg).
أمريكا اللاتينية: بداية ناجحة في البرازيل
في عام 2018، واصلت فينترسهال مسيرة نموّها في أمريكا اللاتينية؛ حيث حصلت على سبعة تراخيص للتنقيب في البرازيل. وتعمل الشركة مشغلاً لأربعة من تلك التراخيص التي تقع قبالة السواحل الشمالية والجنوبية الشرقية للبرازيل. ومنذ ديسمبر 2018، بدأت عمليات مسح زلزالي أولي ثلاثي الأبعاد في ثلاث كثل (بلوكات) في حوض "بوتيغوار" (Potiguar) قبالة الساحل الشمالي الشرقي للدولة، حيث تعمل فينترسهال مشغلاً هناك. وبمجرد انتهاء المسح سيتم معالجة البيانات وتقييمها، حيث يتوقع الحصول على النتائج الأولية في منتصف عام 2020. وألمح ميهرن: "تعتبر السواحل البرازيلية من أكثر المناطق النفطية الواعدة في العالم. كما يعتبر نشاطنا في مناطق جديدة جزءاً من مسار نموّنا، والبرازيل تقدم فرصاً عظيمة أمامنا لمواصلة هذا المسار". مضيفاً: "نريد أن نؤسس محفظة واسعة ومتنوعة في البرازيل".
يعود نشاط فينترسهال في أمريكا اللاتينية إلى عقود عديدة. فثمة تاريخ عريق للشركة في الأرجنتين، وقد كان لها الفخر بإقامة حفل سنوي ضخم هناك في عام 2018: فعلى مدار 40 عاماً في الأرجنتين، حققت فينترسهال نجاحات كبيرة في عمليات التنقيب عن الهيدروكربونات وإنتاجها، وهي تعد رابع أكبر منتج للغاز هناك. واليوم، تمتلك فينترسهال حصصاً في 15 حقلاً برياً وبحرياً تشغل ثلاثة منهم بشكل كامل.
وتسعى فينترسهال  إلى مزيد من التوسع في قاعدتها التكنولوجية في الأرجنتين، حيث تنخرط هناك بعمليات غير تقليدية لإنتاج النفط في تكوين الصخر الزيتي "فاكا مويرتا" (Vaca Muerta) الواعد. وفي 2018، تم حفر ثلاث آبار تجريبية أفقية في بلوك "أغوادا الاتحادي" (Aguada Federal) الذي تشغله فينترسهال، وذلك لإجراء المزيد من عمليات الاسكتشاف للصخر الزيتي في التكوين المذكور. وقال ميهرن: "منذ عقود نسهم في صناعة النفط والغاز في الأرجنتين، ونمتلك التكنولوجيا والخبرة اللازمتين لحفر الآبار في ظل ظروف جيولوجية تتطلب تطبيق أعلى معايير السلامة والبيئة".
كما تولت فينترسهال في عام 2018 عملية تشغيل حقل جديد في كتلة "سي إن- في" (CN-V) في مقاطعة "مندوزا" (Mendoza)، وقد تم حفر بئرين استكشافيتين هناك، إحداهما كشفت عن وجود هيدروكربونات، ويتم حالياً تقييم نتائج الحفر.
امتياز "غَشَا"- إنجاز كبير في الشرق الأوسط
اتخذت فينترسهال في نوفمبر 2018 خطوة جوهرية تجاه توسيع عملياتها في الشرق الأوسط، حيث حصلت الشركة على حصة 10 في المئة في امتياز "غَشَا" التابع لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في الإمارات العربية المتحدة. وتُعَدٌّ أبوظبي أحد أهم مراكز إنتاج النفط والغاز في العالم؛ لذلك فإن الاستثمار في هذه المنطقة يشكل نمواً استراتيجياً مطّرداً، ويجعل الشرق الأوسط منطقة جوهرية أخرى عند فينترسهال.
وتقع حقول الغاز والمكثفات في الامتياز الجديد في منطقة الظفرة قبالة ساحل أبوظبي، وتضم منطقة الامتياز حقول "الحِيل" و"غشا" و"دلما"، وغيرها من حقول الغاز عالي الحموضة. وهذه هي المرة الأولى التي ستنتج فيها فينترسهال الغاز الحامض والمكثفات في أبوظبي، بعد النجاح الذي حققته في حفر بئرين استكشافيتين في حقل "الشويهات" للغاز الحامض والمكثفات بين عامي 2015 و2017. وتضع فينترسهال في حقل "غشا" خبراتها الممتدة إلى 40 سنة في عمليات التطوير والإنتاج الآمنة لحقول الغاز الحامض. وعن أهمية هذه الخطوة، ألمح ميهرن: "هنا نستطيع أن نثير الإعجاب بالخبرات الألمانية! لقد فتحت لنا خبراتنا في حقول الغاز الحامض الألمانية الأبواب لدخول منطقة الخليج؛ فنحن على دراية كافية لما تتطلبه المناطق الحساسة بيئياً". 
ووفقاً لمخططات أدنوك، من المتوقع أن تبدأ الحقول الجديدة بالإنتاج بحلول منتصف العقد القادم. ويتوقع أن يصل الإنتاج اليومي حينها إلى أكثر من 40 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهي كمية كافية لتزويد أكثر من مليوني منزل بالطاقة الكهربائية. وفضلاً عن الغاز الحامض والغاز الحلو، يتوقع أن ينتج الحقل أكثر من 120 ألف برميل من النفط والمكثفات عالية القيمة يومياً. إن الغاز الذي سيتم استخراجه من المنطقة سوف يشكل خطوةً مهمة نحو تحقيق أهداف أدنوك الاستراتيجية في ضمان إمدادات مستدامة واقتصادية من الغاز، والوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي لاحتياجات دولة الإمارات من الغاز.
الإنتاج المحلي– تأمين الاحتياجات عبر الخبرات التقنية
في عام 2018، بادرت فينترسهال إلى توسيع مركزها التكنولوجي في ألمانيا في موقع "بارنستورف" (Abarnstorf) في ساكسونيا السفلى (المنطقة الريفية في "ديبهولزDiepholz ")، حيث تستثمر حالياً تكنولوجيا رقمية مبتكرة لتحليل احتياطيات الغاز الطبيعي والنفط الخام المحتملة حول العالم بدقة أكبر. ويشكل ماسح التصوير المقطعي صغير الحجم (microCT) جزءاً جوهرياً من المختبر الجديد. وباستخدام أسلوب الصخرة الرقمية، يمكن للخبراء تشكيل صور ثلاثية الأبعاد وعالية الدقة عن نماذج صخرية من حقول الغاز الطبيعي والنفط الخام. وعن ذلك، شرح ميهرن: "من شأن التحليلات التي تتم في مختبرنا التكنولوجي الموسع مساعدة زملائنا في ألمانيا أو سيبيريا أو النرويج أو الأرجنتين في اتخاذ القرارات الصائبة لدى تطوير حقول الغاز والنفط، وإنجاز العمل بنجاح أكبر". وبعد إتمام الاندماج بين فينترسهال وDEA، سيغدو بارنستورف مركزاً للتكنولوجيا والتدريب للشركة الجديدة.
وفي بداية عام 2018، أتمت فينترسهال  بنجاح مسحاً زلزالياً ثلاثي الأبعاد في امتياز "إمليشهايم" Emlichheim)) في ساكسونيا السفلى (إقليم "بنتهايم" Bentheim). وإلى جانب حقلي "فولكرسن" (Völkersen) و"ميتلبلاته" (Mittelplate)، سيغدو "إمليشهايم" أحد الأنشطة الجوهرية لفينترسهال DEA في ألمانيا. وتشكل نتائج المسح الزلزالي في "إمليشهايم" أساساً لمزيد من التطوير. وتخطط فينترسهال  لحفر آبار جديدة، إذ سيبدأ حفر الآبار الخمس الأولى منها في ديسمبر من عامنا الحالي 2019. وفي النصف الثاني من العام ذاته، تخطط فينترسهال أيضاً للمباشرة في إنشاء خط أنابيب للنفط الخام يبلغ طوله نحو 14 كيلومتراً، وسيمتد بين "إمليشهايم" و"أوسترفالد" (Osterwald) من أجل نقل النفط المستخرج في المستقبل إلى المصفاة في "لينغِن" Lingen)) بطريقة آمنة وصديقة للبيئة. ويعود تاريخ فينترسهال في إنتاج النفط الخام بمستويات عالية وبشكل مستمر في "إمليشهايم" إلى ما يفوق 70 سنة. 
تركز الاستثمارات في الإنتاج المحلي على الحفر والإنتاج في منصة "ميتلبلاته" على الحافة الجنوبية من المتنزّه الوطني في بحر "فادن" (Wadden) في "شليسفيغ-هولشتاين" (Schleswig-Holstein). وتعتبر "ميتلبلاته" المنشأة الوحيدة للحفر والإنتاج في المياه الألمانية. ويشكل هذا الحقل البحري الذي تشغله فينترسهال مع DEA أهم حقول إنتاج النفط في ألمانيا، حيث استُخرج منه أكثر من 35 مليون طن من النفط. وحول أهمية استمرار العمليات في الحقل المذكور، أكد ميهرن: "كي نضمن استمرار حقل "ميتلبلاته" في المساهمة في الإنتاج المحلي مستقبلاً أيضاً، بادرت فينترسهال مع DEA إلى بدء حملة حفر جديدة في عام 2017 ستستمر حتى 2022". مستطرداً: "إن ثلاثين عاماً من الإنتاج الآمن في البيئة الطبيعية الحساسة لبحر "فادن" تثبت أنه من الممكن الجمع بين إنتاج النفط وحماية البيئة في آن معاً".
نورد ستريم 2: بنية تحتية آمنة وصديقة للبيئة في أوروبا
سعياً نحو حماية المناخ بتكلفة معقولة وتحقيق صناعة منافسة في أوروبا؛ لابد من تأمين الغاز الطبيعي إلى هذه القارة بطريقة موثوقة وتكلفة فعالة واعتماد عمليات صديقة للمناخ. وهنا تبرز أهمية الدور الذي سيلعبه خط أنابيب "نورد ستريم" (Nord Stream)، في بحر البلطيق، الذي يتم توسيعه عبر خط أنابيب "نورد ستريم 2" نظراً للطلب المتنامي على الطاقة وتراجع مستوى الإنتاج في الاتحاد الأوربي؛ ولاستنفاد طاقة "نورد ستريم 1" بأكملها في عام 2018. وأشار ميهرن إلى ذلك بقوله: "يزود نورد ستريم 2 السوق الأوروبية بما يقارب 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. وبالمنطق الحسابي، يمكن لهذا المشروع، مثلاً، أن يشكل بديلاً كلياً عن استخدام الفحم لتوليد الطاقة في ألمانيا". وتساعد فينترسهال في تمويل مشروع "نورد ستريم 2" من خلال الإقراض، وسوف تسهم بما يصل إلى 950 مليون يورو من تكاليفه. وفي 31 ديسمبر 2018، تمّ ضخّ ما يقارب ثلثي هذا المبلغ. وحتى هذا التاريخ، حصل مشروع "نورد ستريم 2" المساهم على الموافقة على إنشاء وتشغيل شبكة خطوط الأنابيب من جميع الدول المجاورة، باستثناء الدانمارك. وقد تمّ مدّ أكثر من 800 كيلومتر من تلك الأنابيب.
آفاق عام 2019
في عام 2019، سيشكل إتمام الاندماج بين فينترسهال وشركة النفط الألمانية DEA الأولوية الكبرى. كما تعتزم فينترسهال مواصلة استثماراتها في إنتاج النفط والغاز، ولا سيما في روسيا والنرويج والشرق الأوسط. وسيمثل "نوفا" (Nova) في النرويج مشروعاً رئيسياً للشركة، بينما تجري التحضيرات للإنتاج في البلوك "1 A" في تكوين "أخيموف" بروسيا. وكذلك، فإن العمل المكثف على البنى التحتية والعمليات الإنشائية للبلوكين "4 A" و"5 A" في التكوين نفسه يجري حسب ما خطط له. علاوةً على ذلك، ستبدأ فينترسهال بتطوير عملياتها التشغيلية في البرازيل، في حين ستواصل عمليات إنتاجها في أوروبا، مركزةً على زيادة الكفاءة والفعالية، مع وجود مساعٍ أيضاً لإعادة تفعيل أنشطتها الاستكشافية مجدداً.
وألمح ميهرن إلى خطط الشركة في العام الجاري قائلاً: "إن خططنا لعام 2019 تستند إلى متوسط سعر خام برنت الخام البالغ 70 دولاراً للبرميل، وسعر صرف قدره 1.15 دولار مقابل اليورو الواحد".
بيانات وتوقعات استشرافية
يتضمن هذا التقرير بيانات استشرافية تستند إلى التوقعات والتقديرات الحالية لمجلس المديرين التنفيذيين، وكذلك إلى المعلومات المتاحة حالياً. وينبغي ألا تعتبر هذه البيانات ضمانات للتطورات والنتائج المستقبلية الواردة فيها، بل إن التطورات والنتائج المستقبلية تعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل؛ فهي تنطوي على مخاطر وأمور مختلفة، وتقوم على افتراضات قد تكون غير دقيقة. من هنا، نحن لا نتحمل أي مسؤولية، باستثناء ما يفرضه القانون، تجاه تحديث البيانات الاستشرافية الواردة في هذا الخبر الصحفي.

نبذة عن فينترسهال
فينترسهال القابضة ذات مسؤولية محدودة، مقرّها في مدينة كاسل في ألمانيا، وهي شركة فرعية تعود ملكيتها بالكامل لشركة "باسف" BASF في لودفيغسهافن. تنشط الشركة منذ 125 عاماً في مجال استخراج المواد الخام، ومنذ أكثر من 85 عاماً في مجال استكشاف وإنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي. تركز فينترسهال على مناطق رئيسية مختارة، حيث حققت الشركة مستوىً عالياً من الخبرات الإقليمية والتكنولوجية. وتتمثل هذه المناطق في أوروبا وروسيا وشمال أفريقيا وأمريكا الجنوبية، وبشكل متزايد في منطقة الشرق الأوسط. كما تسعى الشركة إلى تحقيق المزيد من التوسع في أعمالها من خلال التنقيب والإنتاج والشراكات المختارة والابتكارات والكفاءة التكنولوجية. يعمل لدى فينترسهال نحو 2000 موظف من 50 بلداً حول العالم، وتُعَدّ اليوم أكبر منتج ألماني ناشط عالمياً في مجال النفط الخام والغاز الطبيعي.
في نهاية سبتمبر/أيلول 2018، وقعت شركة "باسف" BASF ومجموعة "ليتروَن"  LetterOne اتفاقية ملزمة لدمج شركتي النفط والغاز فينترسهال وشركة النفط الألمانية DEA)). ورهناً بموافقات الجهات التنظيمية المختصة، من المتوقع أن يتم إنهاء الصفقة في النصف الأول من العام الجاري 2019. وتهدف الشركة الجديدة "فينترسهال "DEA لأن تصبح واحدة من شركات النفط والغاز الريادية المستقلة في أوروبا. كما تخطط "باسف" و"ليتروَن" لاكتتاب عام أولي للشركة الجديدة على المدى المتوسط.

فينترسهال.. نرسم المستقبل.
لمزيد من المعلومات، يمكنكم زيارة موقعنا www.wintershall.com، أو متابعتنا على تويتر  وفيسبوك ويوتيوب وإنستغرام.