جنوب غرب ألمانيا.. عطلات مفعمة بالأناقة والمتعة وسحر الطبيعة


قد يقف المسافر العربي حائراً أمام تنوع وتعدد الوجهات السياحية الساحرة في المانيا. فهذا البلد الجميل يزخر بالمناطق والمدن النابضة بالحياة والمفعمة بالحيوية والإبداع والفرص الترفيهية، وقبل كل شيء بالتنوع، حيث يحد المانيا من الشمال شواطىء بحري الشمال والبلطيق، ومن الجنوب قمم جبال الألب الشاهقة. وتتواجد بينهما مناظر طبيعية خلابة تجذب المسافرين من مختلف بقاع العالم. وفي ظل كل هذه الجاذبية السياحية تمثل منطقة جنوب غرب المانيا، المتمثلة بولاية بادن-فورتمبيرغ، واحدة من أجمل أماكن قضاء العطلات ليس في المانيا وحسب، بل وعلى صعيد أوروبا أوروبا.

لا يمكن لأحد من ضيوف شتوتغارت، عاصمة ولاية بادن-فورتمبيرغ، أن يحاول التعرف على المعالم السياحية المهمة في المدينة دون المرور في ساحة القصر "شلوس بلاتس". فهي تمثل قلب المدينة النابض ومكاناً مثالياً للاسترخاء أيضاً. يتوسط الساحة عمود الذكرى مواجهاً القصر الجديد الذي يجمع عصوراً زمنية مختلفة. وعلى مرمى حجر منه، يوجد القصر القديم، الذي كان يمثل في السابق مقراً لنبلاء فورتمبيرغ. ويمكن للمرء إلى يومنا هذا استشعار نفحات من التاريخ في محيطه. وعلى الجهة المقابلة، تجد متحف الفن "كونست موزيوم"، الذي يتخذ شكل مكعب زجاجي يجذب الناظر بروعته ليلاً، حيث تنعكس أضواؤه الداخلية الجميلة على ساحة القصر وشارع الملك "كونيغس شتراسه" الذي يزخر بالمتاجر المتنوعة ويحلو للناس التنزه فيه.
وتعتبر شتوتغارت واحدة من أكثر المدن خضرة في أوروبا، وهي محاطة بالتلال المنخفضة والغابات والبساتين وكروم العنب التي تمتد إلى قلب المدينة. كما تساهم حدائق ومتنزهات القصور الرائعة لحكام فورتمبيرغ السابقين في تحويل شتوتغارت إلى عاصمة الخضرة. ففيها يوجد مسار أخضر على شكل حرف "يو" بالإنكليزية (يُطلق عليها اسم "غرين يو") يمتد على طول 8 كيلومترات من حدائق القصر وحتى الحديقة العامة "هوهن بارك كيلسبيرغ"، بحيث يمنح الزوار إمكانية ممارسة رياضة المشي والجري وقيادة الدراجات الهوائية إلى جانب الراحة والاسترخاء والتمتع بجمال الطبيعة.
ولا يقتصر هذا الجمال على الدروب والحدائق والمتنزهات العامة فقط، بل يمتد إلى حدائق الحيوانات. فعند زيارة الحديقة الحيوانية-النباتية "فيلهيلما"، التي تم بناؤها بأمر من ملك فورتمبيرغ فيلهيلم الثاني وتم تصميمها بنمط مغاربي من قبل كارل لودفيغ في عام 1842، سيجد الزوار أنفسهم اليوم في أكبر وأجمل حديقة حيوانية-نباتية في أوروبا وواحدة من أكثر حدائق الحيوان تنوعاً في العالم (تصم 9 آلاف حيوان من ألف نوع مختلف) وهنا، يحب الزوار الصغار بشكل خاص مرابي الحيوانات الصغيرة، التي يتم فيها تربية قرود يتيمة تم جلبها من جميع أنحاء أوروبا. وفي نفس الوقت تعتبر "فيلهيلما" واحدة من الحدائق التي تمثل قطاعاً عريضاً من كل منطقة مناخية على وجه الأرض. كما يوجد في الحديقة أيضاً مجموعة قيمة من النباتات، تشتمل على 6 آلاف نوع. ومع تبدل الفصول يتغبر وجه الحديقة. وبالفعل، فإن الانطباعات التي تخلقها أزهار المغنوليا، زهور الصيف، زنبق البركة في إزهاره الكامل، نباتات متوسطية، نخيل وأشجار قديمة رائعة هي باختصار ساحرة جداً.
وفي المتنزه العام "هوهنبارك كيلسبيرغ" الذي كان في السابق محجراً، حوله مهندسو المناظر الطبيعية إلى متنزه جميل، يمكن للأطفال قضاء وقت ممتع في استخدام أجهزة التسلق واللعب. كما تعتبر حديقة ملاعبة الحيوانات من المرافق المحبوبة مع ما تضمه من سلالات المواشي وحمر وحشية وماعز، بالإضافة إلى إمكانية القيام برحلة بواسطة قطار كيلسبيرغ الصغير.
وينتظر العائلات القادمة إلى شتوتغارت المزيد من فرص القيام بالأنشطة الترفيهية المنوعة وجولات التسوق الممتعة، حيث يمكن مثلاً زيارة متحف الأطفال التفاعلي "يونغيس شلوس" الذي يتيح للزوار لمس الأشياء واختبارها والشعور بها بالإضافة إلى الشم والتذوق، أو يمكن التوجه إلى القبة السماوية في شتوتغارت، حيث يوجد هناك برنامج مصمم خصيصاً للأطفال، أو يمكن القيام بزيارة إلى واحد من حمامات المياه المعدنية الثلاثة في شتوتغارت.
وبالإضافة إلى ما تزخر به شتوتغارت من مساحات طبيعية ساحرة ومرافق ثقافية وترفيهية، فإنها توفر فرصاً رائعة للتسوق، حيث يمكن التوجه إلى قاعة السوق "ماركت هاله" في شتوتغارت، التي تعتبر من أجمل قاعات السوق في ألمانيا. أو اختبار متجر "بروينينغر" الذي يمثل اسماً لا ينفصل عن مفهوم الرفاهية في شتوتغارت منذ عقود. فهذه الشركة الرائدة في مجال الأزياء وأسلوب الحياة تضع منذ أكثر من 130 عاماً أعلى المعايير في مواكبة الموضة والتركيز على العملاء.

قسم الأحذية النسائية في بروينينغر شتوتغارت

ومن خلال مجموعة حصرية من العلامات التجارية الدولية، الماركات الوافدة الجديدة فضلاً عن الخدمات المتميزة، تعتبر "بروينينغر" من أبرز المتاجر الكبيرة ذات الأقسام المتنوعة على صعيد أوروبا. وبالإضافة إلى متجرها الرائد في شتوتغارت (مساحته أكثر من 40 ألف متر مربع)، لديها فروع في مدن مختلفة في ألمانيا، لاسيما متجرها في دوسلدورف (مساحته تبلغ أكثر من 15 ألف متر مربع)، حيث تجتمع الأزياء والاكسسوارات والجمال ونمط الحياة لتخلق تجربة تسوق فريدة تلبي جميع الرغبات.

وبينما يعتبر قسم الأحذية النسائية في "بروينينغر" في مدينة دوسلدورف أكبر قسم للأحذية في ولاية "نوردراين-فستفالن" مع أكثر من 25 ألف نموذج من أبرز العلامات التجارية الفاخرة مثل "جيمي تشو" و"فالنتينو"، يقدم متجر "بروينينغر" الرائد في شتوتغارت على مساحة تبلغ أكثر من 2000 متر مربع القسم الأكبر والأكثر تنوعاً في ألمانيا في مجال الأزياء الراقية والفاخرة. فهنا ينتظر الزوار في قسم الاكسسوارات أحدث تشكيلات ماركات المصممين العالمية مثل "سيلين"، "برادا"، "بوتيغا فينيتا"، "تودز" أو "ميو ميو".
ويحلو التسوق أيضاً في شارع "كالفير شتراسه" في شتوتغارت، الذي لا يزال يبدو تقريباً كما كان قبل 400 عام، حيث تدعوك سقوف الجملون والبيوت النصف خشبية الجميلة لنزهة تسوق عبر المحلات الرفيعة.
كما تشتهر شتوتغارت بمشهدها الثقافي الغني، حيث تزخر بالعروض المسرحية والفنية والمهرجانات. وتمثل ساحة القصر "شلوس بلاتس" مكاناً للاحتفال والاسترخاء على حد سواء. فهنا تُقام بشكل منتظم حفلات موسيقية في الهواء الطلق بينما يلوح في الخلفية القصر الجديد، ويحول مهرجان الصيف في شتوتغارت هذه الساحة وحدائق القصر العليا إلى متنزه أنيق مفعم بالأضواء والبهجة.
وتضم المدينة مرافق ثقافية متنوعة ومتاحف متفردة كدار الأوبرا ومتحف الفن "كونست موزيوم" المبني على شكل مكعب زجاجي يضم آلاف الأعمال الفنية. ولكن روعة المتاحف لا تقتصر على الفن والثقافة. ففي شتوتغارت يوجد متحفان متفردان يبهران الزوار بمعروضاتهما القيمة وهندستهما المعمارية ذات الطابع المستقبلي: "بورشه" و"مرسيدس-بنز". فمتحف "بورشه" يعتمد على ثلاث ركائز أسمنتية ويبدو كأنه يطفو فوق سطح الأرض، ويقدم على مساحة 5600 متر مربع حوالي 80 مركبة و200 معروض صغير. أما متحف "مرسيدس-بنز" فيتميز بتصميمه الحلزوني المزدوج ويعتبر واحداً من معالم شتوتغارت البارزة، ويتيح للزوار فرصة التعرف على تاريخ السيارات بدءاً من عام 1886 وحتى وقتنا الحاضر. يوجد في داخله 160 مركبة وأكثر من 1500 معروض على مساحة 16500 متر مربع.
ولكن الابتكار لا يقتصر فقط على عالم السيارات في ولاية بادن-فورتمبيرغ، بل يمتد إلى عوالم المغامرات والموح والترفيه. ففي موقع قريب من المثلث الحدودي الألماني الفرنسي السويسري، تقع "أوروبا-بارك" التي تعتبر أكبر مدينة ملاهي في ألمانيا وأكبر حديقة ترفيهية موسمية في العالم، حيث تقدم هذه الحديقة الترفيهية أكثر من 100 مرفق ترفيهي مع 13 منطقة أوروبية مميزة. كما أن سهولة الوصول إليها مباشرة عبر الطريق السريع "إيه 5"، والفنادق الخمس الموزعة فيها بالإضافة إلى العروض التي تستمر لمدة ست ساعات يومياً، تسهم بلا شك في جعلها وجهة فريدة من نوعها لقضاء العطلات القصيرة.
وللتمتع بالطبيعة في أبهى صورها، ما عليك إلا القيام بجولات استكشافية في الغابة السوداء "شفارتس فالد" فهنا ستشاهد جبال يغطيها الضباب، بحيرات عميقة صافية، وديان شديدة الانحدار، غابات كثيفة، مروج خضراء خصبة ومناظر خلابة تحبس الأنفاس. وتشتهر الغابة السوداء أيضاً بكعكتها التي تحمل نفس الاسم "بلاك فورست كيك"، وبساعات الوقواق والمزارع القديمة الجميلة التي تتميز بسقوفها المائلة، ومجموعة واسعة من الأطباق اللذيذة. وتعتبر مرتفعات الغابة السوداء هي المكان الأمثل لإعادة شحن طاقتك. فسواء كنت في أعالي الجبال أو في الأسفل عند أحد البحيرات أو تتجول عبر المروج، هناك دوماً نسيم نقي وعليل في فصل الصيف، ناهيك طبعاً عن الأماكن الترفيهية المناسبة لكل أفراد العائلة. وبالطبع، ينبغي أن لا تفوت أيضاً زيارة البحيرة الساحرة "تيتي زيه". فالمشاركة برحلة على متن إحدى السفن في هذه البحيرة تعتبر أفضل طريقة للاستمتاع بالمشهد المذهل للغابة السوداء.
ومن الجميل أيضاً التوقف في مدينة فرايبورغ فهي تتصف بكونها أكثر المناطق المشمسة في ألمانيا وواحدة من أكثر مدن العالم خضرة. ويمكنك التجول في مركز المدينة القديمة المخصص للمشاة لتشاهد الكاتدرائية، التي يرتفع برجها الرائع فوق السوق اليومية المتواجدة هناك. وستجد مزيداً من المتعة عند التنزه على الشوارع المرصوفة بالحصى والتي يزينها العديد من القنوات الصغيرة والحانات القديمة ذات الأجواء المليئة بالفرح. كما ستحظى بفرصة تذوق أطباق متنوعة ومشروبات محلية لذيذة. ناهيك طبعاً عن فرص التمتع بملاعب الغولف، مرافق الرياضة وكرة المضرب، وحمامات المياه المعدنية الحرارية.

 

لمعرفة المزيد، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني التالي:
http://www.germany.travel/en/index.html