برلين جنة للمحبي الرياضات المائية

سواء أكان يغريك غناها التاريخي أو الثقافي، فإن الدهشة ستتملكك عند اكتشاف أن العاصمة الألمانية تقع ضمن منطقة غنية بممراتها المائية وتملك جسوراً أكثر مما تملكه (فينيسيا). فعندما جرى تقسيم المدينة منذ عقود خلت، تحول العدد الأكبر من أنهار برلين وبحيراتها وأقنيتها إلى مناطق حدودية غير مستخدمة أو مناطق صناعية شبه منسية. ولكن مع مرور السنين، امتزج كل ذلك بالمدينة وتحول من مناطق مهمشة إلى شبكة من الابتكارات والإمكانات.

عاصمة المياه

لن تجد في أية مدينة أخرى في ألمانيا ما ستجده في برلين من طبيعة ساحرة وأجواء ثقافية مميزة يمكن الاستمتاع بها من خلال جولة فوق الماء. وبالرغم من أن الجميع تقريباً يعرف أن برلين مدينة خضراء مليئة بالغابات والمنتزهات والحدائق الكبيرة، إلا أن الكثير من زوار المدينة لا يعرفون أنها تعد أيضاً جنة للمحبي الرياضات المائية.

ولنترك الحديث للأرقام: 51,7 كلم مربع مساحة المياه التي تخص برلين، وهذا ما يقرب من سبعة في المئة من أرض المدينة، بما في ذلك العديد من البحيرات وحوالي 180 كلم من الممرات المائية الصالحة للملاحة.

ومن يهتم بالجسور، لن يكون مضطراً للسفر إلى مدينة فينيسيا (البندقية)، فبرلين تضم 1700 جسراً وتفوق بعدد جسورها تلك المدينة الواقعة على البحر الأدرياتيكي. لذا فإنه يحق للمدينة أن تتزين بلقب (عاصمة المياه).

استكشاف المدينة بالقوارب

وفي بداية الربيع يبدأ موسم مشغلي السفن البخارية، الذين يدعون زوار برلين إلى استكشافها عن طريق المياه. وتعد الجولات النهرية مروراً على معالم برلين السياحية وعمارتها الهندسية المذهلة بديلاً جذاباً ومميزاً عن الحافلات السياحية الاعتيادية.

وبنطلق الكثير من الجولات النهرية من رصيف جسر (يانوفيتس بروكه) أو جسر (مولتكه بروكه). ولكي يتمكن المرء من الاستمتاع ببرلين في ظل أضواء خاصة، فما عليه إلا المشاركة في رحلة نهرية مسائية، حيث يضفي عليها منظر الغروب سحراً خاصاً.

أما من يفضل السفر نهاراً، فيمكنه أن يجرب الرحلات التي تمتد لساعة كاملة على طول نهر (شبريه) ضمن مسار مائي هادئ. وهناك العديد من الجولات الخاصة، ابتداءاً من جولة القصور الليلية وحتى جولة الرقص على البحيرة.

جولة بالطائرة المائية

ومن يحب الزوايا الاستثنائية، فما عليه إلا تجربة الطائرة المائية، حيث تضمن (إير سيرفيس برلين) لزوار المدينة مناظر خلابة تحبس الأنفاس. وتستغرق الرحلة بالطائرة حوالي 30 دقيقة ابتداءاً من (تريبتاور بارك).

ويجب على ركاب الطائرة بالطبع ارتداء سترات النجاة. ففي بداية الرحلة تسير الطائرة بسلاسة فوق نهر (شبريه) ومن ثم تقلع، بحيث تحظى برؤية المعالم السياحية للمدينة من زوايا مختلفة.

ثقافة وضيافة في قلب المياه

وفي برلين لا تنفصل المياه عن الثقافة وفنون الطعام. فهناك العديد من السفن-المطاعم المختصة بالوجبات الشهية، كالمطبخ التركي وأطباق السمك اللذيذة أو أطباق السوشي وتشكيلة واسعة من الخيارات أو الوجبات اليابانية وأطباق البحر الأبيض المتوسط والعصائر والكوكتيلات المتنوعة، بحيث يساهم كل ذلك في جعل رحلتك البحرية تجربة ثقافية مثيرة لا يمكن نسيانها.