"بوكيمون جو" .. لعبة مثيرة لا تخلو من المخاطر

 

 

(د ب أ) - أثارت لعبة بوكيمون جو "Pokémon Go" عاصفة في عالم الألعاب الرقمية منذ إطلاقها قبل عدة أيام؛ حيث تجمع لعبة الواقع المعزز بين الحياة الحقيقية مع الوحوش الرقمية الصغيرة، ويعايش اللاعب مطاردات صيد افتراضية على شاشة الهواتف الذكية. وعلى الرغم من أجواء المتعة والإثارة، التي توفرها اللعبة الجديدة، إلا أن الأمر لا يخلو من المخاطر.

اجتاحت لعبة بوكيمون جو عالم التطبيقات الرقمية فور طرحها في متجر تطبيقات أبل وأندرويد يوم 6 تموز/يوليو الجاري في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض البلدان الأخرى. وقد حققت اللعبة، التي طورتها شركة نينتندو اليابانية بالتعاون شركة نيانتيك لابس، انتشاراً واسعاً فاق كل التوقعات.

وتقوم لعبة بوكيمون بربط الوحش الصغير اللطيف مع الهاتف الذكي والنظام العالمي لتحديد المواقع GPS والخرائط في مطاردة صيد افتراضية لهذا الوحش، مع توافر العناصر المستوحاة من ألعاب تمثيل الأدوار.

وتتمتع لعبة بوكيمون جو الجديدة بميزة خاصة، تتمثل في ضرورة أن يتحرك اللاعب في الواقع الافتراضي، كي يصل إلى الأماكن في اللعبة؛ حيث يصطاد كل لاعب البوكيمون في مدينته سواء كانت طوكيو أو برلين أو نيويورك أو القاهرة، ويتحول العالم الحقيقي حول اللاعب إلى عالم افتراضي على شاشة الهاتف الذكي. وبينما يغوص اللاعب في العالم الافتراضي بواسطة لعبة بوكيمون، يرى المارة والأشخاص الآخرين اللاعب مجرد مستخدم يحدق في شاشة هاتفه الذكي.

ويتعين على اللاعب الخروج إلى الأماكن المفتوحة والتجول على الطرقات، وتعرف هذه الأماكن الموجودة في المنطقة المحيطة باسم بوك ستوب، وذلك من أجل جمع المكافآت مثل بيض بوكيمون أو كرات بوكيمون. وقد تتضمن أماكن بوك ستوب العديد من المزارات السياحية والمناطق المشهورة.

وعندما تظهر الوحوش الصغيرة "البوكيمون" تقوم اللعبة بتشغيل كاميرا الهاتف الذكي، ويتم إظهار البوكيمون في صورة الكاميرا، التي تعرض العالم الواقعي.

وقد يبدو الأمر درباً من الجنون، بالإضافة إلى النظرات الغاضبة والأسئلة الغريبة من المارة والأشخاص المحيطين باللاعب بشأن ما يفعله على شاشة هاتفه الذكي. وقد تحولت مطاردة وحوش بوكيمون في بعض الأحيان إلى تصرفات سخيفة، وحذرت الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية من التعدي على ممتلكات الغير أثناء تشغيل لعبة بوكيمون، وقد دعى متحف الهولوكوست في واشنطن زواره إلى عدم استعمال تطبيق بوكيمون أثناء الزيارة.

ولا تقتصر متعة اللعب على حمل الوحوش، التي تحمل أسماء متنوعة مثل سكويرتل فحسب، بل يمكن للاعب استعمال هذه الحيوانات الرقمية بعد اصطيادها في ساحة القتال ضد بعضها البعض. ويمكن للاعبين الآخرين استعمال وحوش بوكيمون الخاصة بهم في تحدي أنفسهم وجمع الخبرات من أجل الانتقال إلى المستويات الأعلى في اللعبة.

وللأسف يعيب نظام القتال في اللعبة بأنه ليس بديهياً وبه بعض الصعوبة والتعقيد، على العكس من المعارك المثيرة في ألعاب جيم بوي القديمة. وتتوفر لعبة "بوكيمون جو" بشكل مجاني، ولكن يمكن لعشاق الألعاب الحصول على كرات بوكيمون والطُعم والعلاوات الأخرى، بالإضافة إلى عملة بوكيمون المعدنية نظير رسوم حقيقية، ولكنها تعمل دون وجود مشتريات رقمية.

خطر السرقة
ولا تقتصر مزايا لعبة بوكيمون على تحفيز اللاعب على الحركة لاصطياد الوحوش الرقمية، ولكنها تنطوي أيضاً على بعض المخاطر، فقد أشارت تقارير إعلامية إلى أن اللصوص في الولايات المتحدة الأمريكية قاموا بتوجيه اللاعبين إلى أماكن بوك ستوب منعزلة من أجل سرقتهم، ولذلك يتعين على اللاعبين تجنب أماكن بوك ستوب المنعزلة أو تشغيل اللعبة في الظلام، ومن الأفضل ألا يظل اللاعب محدقاً في شاشة الهاتف الذكي، وأن يبتعد عن السير في الطرق المزدحمة أثناء تشغيل بوكيمون.

وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على عشاق الألعاب مراعاة جوانب الخصوصية وحماية البيانات أثناء تشغيل اللعبة، فسواء تم تسجيل الدخول بواسطة حساب غوغل أو حساب نادي مدرب بوكيمون، فإنه سيتم الكشف عن الكثير من المعلومات الشخصية؛ حيث يتم تجميع معلومات عن اللاعب ومتى يلعب بوكيمون ومدة اللعب وفي أي مكان يتم اللعب، علاوة على معرفة مقدار المسافة، التي يقطعها للوصول إلى كرات بوك. ومن الناحية النظرية فإن استعمال لعبة بوكيمون لعدة أيام يكفي لمعرفة معلومات حول مكان عمل المستخدم وإقامته بل حتى الأماكن التي يتسوق منها احتياجاته.

وتعتبر لعبة "بوكيمون جو" أول لعبة للهواتف الذكية تشتمل على الوحوش الصغيرة اللطيفة من اليابان، وتعتمد هذه اللعبة على اكتشاف ومطاردة الوحوش عن طريق الواقع المعزز بعض الشيء مع المكافآت من خلال الوصول إلى أماكن ممتعة حقاً.

وتوفر هذه اللعبة أجواء من الإثارة والمتعة للمستخدم، إلا أنها قد تتعطل في بعض الأحيان نظراً للإقبال الشديد عليها أو لا تعمل بصورة جيدة في الأماكن، التي لا تتوفر بها تغطية جديدة لشبكات الاتصالات.

ونظراً لتشغيل وظيفة الوصول إلى الموقع باستمرار فإن لعبة "بوكيمون" تؤدي إلى فراغ شحنة البطارية بسرعة. ومع ذلك فإن لعبة "بوكيمون جو" تعطي لمحة عن مستقبل الألعاب الجوالة، التي تمزج بين الواقع الافتراضي والرقمي.
من تيل سيمون ناغيل

اقرأ أيضاً