معايير لاختيار المتصفح المناسب

برلين 19 آيار/مايو2016 (د ب أ) - قد ينتاب المستخدم حيرة عند اختيار متصفح الويب المناسب له؛ نظراً لتوافر باقة
متنوعة من برامج التصفح مثل موزيلا فايرفوكس وغوغل كروم وإنترنت إكسبلورر من مايكروسوفت، بالإضافة إلى
متصفح سفاري لأصحاب حواسب الماك، وكذلك متصفح أوبرا ومتصفح Edge، الذي يعتبر بمثابة وريث عرش برنامج
إنترنت إكسبلورر. ويتمكن المستخدم من تحديد المتصفح المثالي بالنسبة له من خلال إلقاء نظرة متفحصة على الوظائف
والمزايا، التي يقدمها.

وقد أظهرت نتائج أحدث اختبار أجرته هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية تفوق متصفح أوبرا على جميع البرامج
الأخرى؛ نظراً لأنه يعمل بشكل مستقر، ويتمتع بمزايا كبيرة فيما يتعلق بالتصميم والأمان. وقد سلكت الشركة النرويجية
طرقاً جديدة لتطوير المتصفح الشهير، كما بدأت في تطوير متصفح جديد أطلقت عليه اسم فيفالدي. وتعول شركة أوبرا في
المتصفحين بشكل كبير على الوظائف الإضافية وخيارات التخصيص الواسعة.


وخلال السنوات الماضية عانى متصفح إنترنت إكسبلورر من قلة الوظائف وتعقيد طريقة الاستعمال بعض الشيء، ولذلك
قامت الشركة الأمريكية بطرح المتصفح Edge الجديد، الذي يمتاز بتحسينات واضحة من حيث جوانب التصميم وطريقة
الاستعمال.


وأوضح ماركوس بريتش، من هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية، أن متصفح مايكروسوفت Edge الجديد يمتاز
بوظائف الأمان، كما أنه يتفوق على برنامج إنترنت إكسبلورر من حيث سرعة تصفح مواقع الويب، ولكن يعيب متصفح
مايكروسوفت الجديد أنه لا يعمل إلا في بيئة نظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز 10، علاو على أن الكثير من مواقع الويب ليست متوافقة مع متصفح Edge الجديد، وبالتالي فإنه لا يتم عرضها بصورة صحيحة.


وقد اشتهر متصفح غوغل كروم لفترة طويلة بنهم شديد لجمع بيانات المستخدم، إلا أن هذا الوضع قد تغير؛ حيث أضاف
الخبير الألماني ماركوس بريتش قائلاً: "إذا لم يقم المستخدم بتسجيل الدخول في حساب غوغل بمتصفح كروم، فإنه لا يقوم
بجمع بيانات تزيد عما يجمعه أي متصفح آخر".


وتعتمد الشركة الأمريكية على برنامج Chromium كقاعدة مفتوحة المصدر. وقد أشار المكتب الاتحادي لأمان تكنولوجيا
المعلومات إلى أن متصفح غوغل كروم يعتبر حالياً أكثر برامج التصفح تطوراً من حيث جوانب الأمان التقني، والتي
تعتمد على برنامج Chromium. وتجدر الإشارة إلى أن متصفحي أوبرا وفيفالدي يعتمدان أيضاً على هذا البرنامج مفتوح
المصدر.

الصندوق الرملي

وأوضح تيم غريزه، من المكتب الاتحادي لأمان تكنولوجيا المعلومات قائلاً: "توفر تقنية "الصندوق الرملي
" (Sandbox) بمتصفح غوغل كروم حماية جيدة ضد البرمجيات الضارة والخبيثة"؛ حيث تقوم هذه التقنية بعزل الأكواد
الضارة قبل أن تصيب حواسب المستخدم. ويمتاز هذا المتصفح بسرعة العمل على جميع أنظمة التشغيل، وتسعى شركة
غوغل باستمرار إلى تطوير متصفح كروم وتحديثه من خلال إصلاح الأخطاء والمشكلات وطرح تحديثات الأمان بصورة
منتظمة.


ولا يزال متصفح موزيلا فايرفوكس يحظى بإقبال وشعبية كبيرة بين المستخدمين، وأوضح هاوكيه مورمان، من مركز
حماية المستهلك بولاية نوردراين فيستفالن قائلاً: "يتمتع متصفح فايرفوكس بشهرة كبيرة؛ نظراً لأن هناك مجتمع كامل من
المطورين يعمل على تحديثه باستمرار"، وهو ما يأتي في صالح المستخدمين؛ حيث لا تقع بياناتهم الشخصية في أيدي
شركة واحدة، ولكن يتم توزيع هذه البيانات على الكثير من الجهات.


وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يتم تحديث متصفح موزيلا فايرفوكس بصورة منتظمة، وهو ما يساعد على العمل بسرعة ثابتة
مع توفير الكثير من المزايا والوظائف الجديدة؛ حيث يتمكن المستخدم مثلاً من تحديد كلمة مرور رئيسية لجميع كلمات
المرور، التي يتم استعمالها على مواقع وخدمات الويب.


وإذا كانت هذه الوظيفة غير كافية، فإنه يمكن اللجوء إلى استعمال الأدوات الإضافية. ويتوافر أمام المستخدم باقة متنوعة
من البرمجيات والأدوات الإضافية، التي يعمل بعضها في متصفح فيفالدي، كما يعمل البعض الآخر مع متصفح غوغل
كروم.


حماية من التصيد والتتبع


وبغض النظر عن نوع المتصفح، الذي يتم استعماله، فإن الخبير الألماني ماركوس بريتش ينصح بضرورة استخدام أداة
حماية من رسائل التصيد وكذلك وظيفة مكافحة التتبع. وأضاف خبير حماية المستهلك هاوكيه مورمان قائلاً: "تتوفر وظيفة
منع التتبع Do-not-Track في جميع برامج التصفح، إلا أن هذه الوظيفة لا توفر حماية كاملة من إمكانية ملاحظة
سلوكيات وتصرفات المستخدم على مواقع الويب؛ نظراً لأن المتصفح يرسل طلبه إلى الموقع بعدم تتبع النشاطات أو
استخدام ملفات تعريف الارتباط المعروفة باسم "ملفات الكوكيز".


وتوفر بعض برامج التصفح، مثل Cliquz، وظيفة منع التتبع بشكل افتراضي، كما يمكن للمستخدم إضافة هذه الوظيفة إلى
برامج التصفح الأخرى، مثل موزيلا فايرفوكس وغوغل كروم، عن طريق الأداة الإضافية Privacy Badger.

من يوليا روناو