المحيط الحيوي في ألمانيا.. أبهى صور الانسجام بين الإنسان والطبيعة والثقافة

ليس فقط  التنوع والسحر هو ما يميز محميات المحيط الحيوي في ألمانيا، بل أيضاً الإلهام والحياة المتجانسة. ففي كل عنصر من عناصر هذا المحتوى الحيوي يتجلى الانسجام بين الطبيعة والإنسان. وبالطبع يمكن للسياح اختبار هذه الأجواء عند زيارة القرى الأصيلة أو الأماكن الجبلية الخلابة أو أثناء التجول عبر المراعي والبساتين وكروم العنب الجميلة. هنا ستشعر بأنك أصبحت أقرب إلى الطبيعة وأقرب إلى نفسك أيضاً!
نقدم لكم هنا جولة على بعض من أبرز محميات المحيط الحيوي لمنظمة اليونسكو في ألمانيا:

أرض المسافات المفتوحة في منطقة جبال رون
تقع المنطقة الطبيعية للسلسلة الجبلية الوسطى لمنطقة جبال الرون في قلب ألمانيا، وتحديداً في زاوية التقاء ثلاث ولايات ألمانية هي: بافاريا وهيسن وتورينغن. عند زيارة "أرض المسافات المفتوحة" لمنطقة جبال الرون، سيجد الزوار طبيعة خصبة تدعو للاسترخاء والاستمتاع. هنا سوف يلفت انتباه الزائر التناقض بين التنوع والوفرة الطبيعية وبين صخب الحياة الحديثة، فاتساعها يكسبها جوانح كبيرة.
وهنا، سوف يجد عشاق التجوال والرياضات الطبيعية والباحثين عن الاستجمام والراحة فرصاً لقضاء أوقات فراغ فريدة من حيث الكم والنوع، حيث يمكن مثلاً القيام بجولة بدءاً من "باد كيسنغن" إلى "باد زالتسونغن"، وذلك عبر طريق "هوخ رونر"، الذي حصل على لقب أجمل طريق تجوال في ألمانيا لعام 2010. ويمكنك هنا أن تشاهد بنفسك روعة التشكيلات الصخرية غير الاعتيادية والغابات العتيقة المطلة على جبل غانغولفسبرغ أو ميلزورغ. كما يمكنك أيضاً الاستمتاع بعراقة بساتين الفاكهة ومروج الأزهار والورود والحقول الشاسعة التي يرعى فيها ماعز الرون الجبلي بكل سلام.  كما سيجد السائح منتجات محلية ذات جودة عالية ووفرة في التحف اليدوية التي يصنعها خبراء الصناعة اليدوية.
أما عشاق الطيران الشراعي فلا بد أنهم يعرفون جيداً منطقة فاسركوبه الجبلية، التي تضم في الوقت نفسه جبل فاسركوبه الذي يعد أعلى قمم هيسن الجبلية، وهي تعد مهد ولادة رياضة الطيران الشراعي، كما تعتبر لحد الآن نقطة التقاء عالمية لمحبي رياضة الطيران الشراعي من جميع أنحاء العالم. ومن ناحية أخرى، لا يمكن محو مشهد الحدود الألمانية الداخلية السابقة من الذاكرة. ففي المنطقة التاريخية "بوينت ألفا"، الذي كان يمثل أحد أبراج التجسس القديمة، والذي فيه تحارب حلف الناتو واتحاد وارسو، سيجد الزائر عروضاً تأثيرية خصبة حول الحياة مع الحدود وعليها.

المراعي والمروح والغابات وفاتسمان في بيرشتسغادن
تدعوك الطبيعة البكر والمعالم الثقافية الغنية في محمية المحيط الحيوي الفريدة من نوعه في ألمانيا إلى قضاء عطلة مفعمة بالمعايشات وإمكانيات الاستجمام، وذلك في أحضان جبال الألب والمنطقة التي أمامها.
يوجد بين بين فاتسمان وزالتساخ عدد من دوائر الحياة الألبية وما قبل الألبية، من قمم جبلية شاهقة وبساتين فواحة وغابات جبلية عتيقة وجداول جبلية كريستالية ومراعي ومروج ووصولاً إلى بحيرات ومستنقعات طينية. وهنا لا يقتصر الأمر على حيوانات المرموط وطيور عقاب الذهبي ونباتات الجنطيانا التي تشعر أنها في موطنها الأصلي، بل أيضاً البشر الذين قاموا بصياغة هذه القطعة المتميزة من الكرة الأرضية جنوبي شرق بافاريا العليا. ولذلك، فإن المصانع العائلية المتخصصة في الإنشاء والبناء لا يقتصر عملها على إنتاج المواد الغذائية الصحية فحسب، بل أيضاً يشمل الحفاظ على هذه الأرض الطبيعية والعناية بها، حيث يستمتع بها الملايين من ضيوف قضاء العطلات.
وتقدم المنطقة لضيوفها نزهات ممتعة ترضى جميع الأذواق، سواء سيراً على الأقدام أو باستخدام الدراجات الهوائية أو الحافلات أو القطارات. ولا تقتصر جاذبية حديقة بيرشتسغادن الوطنية لضيوفها فقط من خلال فاتسمان وبحيرة كونيغسزيه، بل أيضاً من خلال الفرص للمتنوعة للتجارب وللمعايشات الطبيعية التي توفرها. كما يمكنك التعرف على عالم الحيوان والنبات المتنوع المميز لمنطقة محمية المحيط الحيوي أثناء التجول على طريق المعرفة أو التجوال الموضوعي في بقية الدائرة الجغرافية للطبيعة في بيرشتسغادن. وسوف تجد في كل مدن ودوائر منطقة المحيط الحيوي الاحتياطي شواهد على التاريخ الثقافي، بالإضافة إلى عروض لقضاء العطلات المتنوعة. وسيحظى الزوار بالطبع بفرصة اختبار المنتجات الغذائية ذات الجودة العالية والمنتوجات اليدوية مباشرة في المزارع أو المصانع أو حتى في المتاجر الراقية والأسواق الأسبوعية.

أرض الزهور السحلبية وفن الحياة والتعايش في منطقة بليزغاو
تطل منطقة بليزغاو، التي تقع في أقصى جنوب شرق ولاية زارلاند، على الحدود الفرنسية مباشرة. وتتميز هذه المنطقة بالمناظر الطبيعية المتناغمة من مروج الزهور السحلبية وغابات أشجار الزان والمناظر الطبيعية الخلابة للمراعي النضرة. وتعتبر منطقة بليزغاو الموطن الأساسي للكثير من أنواع الحيوانات والنباتات النادرة، حيث توفر لهذه الكائنات منطقة حياتية وغطاء حماية شامل تتيح لها إمكانية البقاء، سواء تعلق الأمر ببومة أم قويق أو الحدأة الحمراء أو نبات السحلب الذكر أو الخرخاشة. هنا يمكن الاستمتاع بالكثير من أنواع النباتات السحلبية في ألمانيا في هذه المساحات العشبية الشاسعة، كما سجد الزائر آثار حيوان القندس.
ونظراً لأنها تمثل مستوطنة قديمة للغاية، فإن منطقة بليزغاو تحوي الكثير من الدروب والإمكانيات لتتبع آثار المستوطنات الرومانية والكلتية هناك. يكتمل ذلك بمدينة القرون الوسطى سان إنجبرت التي تضم مواقع للثقافة الصناعية والعروض الثقافية المتنوعة. وتتوج مجموعة المعالم المميزة لهذه المنطقة الحدودية انتشار مسارات التجوال الرائعة ومسارات الدراجات العديدة. ويوفر لك اثنان من المسارات التجول منظراً رائعاً يطل على المنطقة بأكملها. أما بالنسبة لعشاق جولات ركوب الخيل، فإن منطقة بليزغاو تتيح العديد من المحطات للخيول والفرسان. وإلى جانب المناظر الطبيعية الغنية بالتنوع، تأسر منطقة بليزغاو عيون الزائرين بما توفره من فنون في الطهي وتنوع في ثقافة المأكولات.

منطقة نهر إلبه الطبيعية
عبر المحيط الحيوي "لمنطقة نهر الإلبه الطبيعية"، يتم تجميع المعالم الطبيعية والثقافية الفريدة التي تمتد عبر خمس ولايات اتحادية في ألمانيا. وتمتد بطول نهر منطقة طبيعية تشمل العديد من البساتين المتعددة، بدءاً من مستوطنة نهر الإلبه المتوسطة وحتى سهول شمال ألمانيا المنخفضة، حيث سيجد الضيوف بانتظارهم معالم الثقافة النهرية. وبالطبع، لا يمكن أن يقاوم الزوار اللمسة الطبيعية المتفردة المميزة لطبيعة وادي نهر الإلبه، حيث يعيش حيوان القندس وكلب البحر والعقاب أبيض الذنب ويشعرون أنهم في مواطنهم الأصلية، منها على سبيل المثال: مملكة الحدائق ديساو-فورتليس ومدينة لوثر فيتنبيرغ أو مدرسة باوهاوس في ديساو الشهيرة عالمياً.
وفي المحيط الحيوي في منطقة نهر الإلبه الطبيعية الموجود في ولاية براندنبورغ، يتدفق نهر بطول 75 كم، حيث توجد مروج تجذب الآلاف من طيور الكركي الأوراسي والأوز الشمالية وطيور أبو الطيط ذات العرف، لاسيما في فصلي الربيع والخريف. وهنا يشعر العقاب أبيض الذنب وكأنه في موطنه.
أما عند زيارة المنطقة النموذجية النابضة بالحياة إلب تالاويه في سكسونيا العليا الواقعة جنوبي شرق هامبورغ، سوف يستمتع الزوار بالطبيعة الخلابة التي تشتمل على سهول نهر الإلبه والأشجار الشامخة والكثبان الرملية البينية والغابة.  وإذا صادفك القليل من الحظ فسوف ترى العشرات من طيور العقاب وطيور البلشون الرمادية وهي تصطاد وطيور الكركي الأوراسي الراقدة أو العقبان بيضاء الذنب في حلقاتها المستديرة. وإلى الجنوب من هذه البقعة الطبيعية الساحرة سوف تجد الحديقة الطبيعية إربهوهن-فيندلاند بما تضمه من قرى مستديرة متميزة. وعند التجول أو قيادة الدراجة عبر هذه المنطقة الطبيعية من ولاية سكسونيا العليا ، التي تتمازج فيها الطبيعة مع الثقافة مع الإنسان في وحدة واحدة متمازجة، يمكن اكتشاف العديد من النباتات والحيوانات المتنوعة.
ومن خلال تجمع المنخفضات الوديانية تتجلى الطبيعة النهرية الممتدة والمتنوعة في جنوب غرب ولاية ميكلنبورغ  مع نهر الإلبه وروافده الجانبية، يُضاف إلى ذلك جزء من الكثبان الرملية البينية والمنحدرات الصخرية لنهر الإلبه.
ولا ننسى أنه بإمكان عشاق الدراجات الهوائية هنا استكشاف المحيط الحيوي في مسارات الدراجات الفسيحة، إذ تبرز معالم المحيط الحيوي شمالي ألمانيا مع وجود جزء صغير ممتد حتى ولاية شليسفيغ هولشتاين. وهنا، يلعب مسار الدراجات الممتد بطول 860 كم من باد شانداو وحتى كوكسهافن دور الوصلة العابرة للولايات.

لمعرفة المزيد، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني التالي:
http://www.germany.travel/en/index.html